برعاية

ما بعد المباراة | ميلان "الفرد" لم يفز بالشخصية !

ما بعد المباراة | ميلان "الفرد" لم يفز بالشخصية !

التحليل الفني لانتصار ميلان الصعب والمتأخر على كالياري

     بقلم | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   

بدأ ميلان مباريات العام الجديد 2017 بانتصار صعب صاحبه أداء متوسط على كالياري بهدف دون رد سجله كارلوس باكا في الدقائق الأخيرة من مباراة ملعب سان سيرو.

دعونا نحلل أداء الفريقين ...

ميلان | مازال "الفرد" سيد الحدث !

لا أؤيد من سيبدأ بالحديث عن انتصار الشخصية للميلان، فالفريق لم يلعب بالشخصية المطلوبة والانتصار جاء بلمسة فيها الكثير من الجرينتا من لاعب بديل جائع جدًا وراغب كثيرًا في ترك بصمته ومن ثم لمسة هداف من الصعب أن يُهدر الفرص داخل منطقة الجزاء. لكن ميلان لعب مباراة سيئة على الصعيد الذهني، إذ شاب الأداء الكثير من الرعونة وعدم التركيز واللامبالاة وكأن الفريق لم يعد من عطلته بعد، وقد كاد وكان قريبًا للغاية من فقدان نقطتين في أسبوع فاز به كل منافسيه.

هناك أفكار في ميلان، هناك تحركات، هناك جمل هجومية .. هناك عمل مدرب بالفعل بدأ يظهر جليًا، لكن المشكلة في أن الفرد مازال سيد الموقف ! أي أن كل المنظومة خاصة الهجومية تعتمد على الأداء الفردي للاعبين، فإن أجادوا أجاد وإن سقطوا سقط الفريق في فخ الأداء السيء ! لا يوجد أي حلول بعيدة عن اللمسات الفردية للاعبين .. إن فشل سوزو توقفت الجبهة اليُمنى وإن قدم نيانج أداءً سلبيًا ماتت الجبهة اليُمنى، والمشكلة أن مونتيلا لا يمتلك أي لاعبين أفضل ليدفع بهم ولا يمتلك أو لا يُفكر في أي طريقة أخرى يتخلى بها عنهم ويلعب بلاعبين أفضل في أماكن أخرى !

المقصود أن نيانج اليوم كان سيئًا للغاية في الجناح، وسوزو كان مراقب بقوة ولم يُنتج سوى التمريرات العرضية التي لم تسفر عن شيء سوى القليل من الخطورة في الشوط الثاني .. المدرب لا يمتلك لاعب أفضل ليُشركه بدلًا من أحدهما، ولكنه لا يُفكر في طريقة تجعله يتخلى عن أحدهما .. مثلًا اللعب بـ4-3-1-2 أو 3-5-2 أو حتى تغيير مركز اللاعبين وقلبهما في الجناحين ليجعل كل منهما يلعب بقدمه المفضلة للداخل خاصة سوزو !

هذا الأمر تغير في الدقائق الأخيرة حين قرر مونتيلا الدفع بلابادولا بدلًا من بازاليتش وهذا أفضل قرار له، هنا غير الطريقة لـ4-4-2 أو 4-3-3 لكن بثلاثة مهاجمين لا مهاجم وجناحين ... هنا أصبح الهجوم أكثر زخمًا مما خلق الفرصة الثمينة التي أسفرت عن الهدف.

ميلان اعتمد في الشوط الأول على الجناحين، مع دخول بونافينتورا في عمق الملعب خلف المهاجم وأحيانًا كان نيانح يتحول لمهاجم ويلعب بونا في العمق، لكن المشكلة أن الفريق عانى من الفردية بشكل مقيت ! لم نجد أي تعاون بين الظهير والجناح وحتى بين لاعب الوسط والجناح .. دومًا كان نيانج وسوزو يحاولان المرور وحدهما ودومًا كان الفشل هو نهاية تلك المحاولات، فيما ظهر بونافينتورا بأداء أسوأ كثيرًا من المطلوب وكأنه نسي اللعب في الوسط بعدما لعب المباريات الأخيرة في الهجوم، فيما لم يُقدم لوكاتيلي وبازاليتش أي دعم للهجوم .. لهذا كله كانت المنظومة الهجومية في الشوط الأول عاجزة تمامًا عن خلق ولو فرصة وحيدة حقيقية على مرمى الضيف السارديني.

في الشوط الثاني تغير الحال، أصبح الاعتماد على سوزو في الجانب الأيمن وتمريراته العرضية فيما دخل نيانج لداخل منطقة الجزاء وانتهت أدواره كجناح أيسر وقد تركها لأنتونيلي حين كانت الكرة تتواجد في اليسار وهذا لم يحدث كثيرًا في الشوط الثاني. لكن المشكلة هنا كانت في أن 90% من التمريرات العرضية كانت فاشلة وتعامل دفاع كالياري جيدًا معها وحتى الناجحة والجيدة لم تجد التعامل الجيد من باكا ونيانج معها مما جعل الفريق لا يستفيد منها في شيء حتى أتت الأخيرة من دي شيليو واستغلها جيدًا لابدولا.

دقائق قليلة لعبها لابادولا أظهرت جيدًا الفارق في الجرينتا بينه وبين باكا ! وباعتقادي أنه يستحق المركز الأساسي في هجوم ميلان حتى لو كان لتلك الجرينتا فقط وللرعونة الشديدة التي يلعب بها باكا ! وبرأيي أن إدارة النادي عليها ألا تفكر مرتين إن وصلها عرض بـ30 مليون يورو على الأقل لشراء المهاجم الكولومبي.

خط دفاع ميلان لم يختبر كثيرًا خلال المباراة، لكن فضل كبير لهذا يعود للمدافع باليتا الذي لعب بأدوار لاعب وسط مدافع يضغط في المكان والتوقيت المناسبين لإفساد هجمات كالياري المرتدة قبل أن تدخل مرحلة الخطورة. باليتا تحرك بامتياز اليوم في المساحات الخالية وكان قريبًا من لاعبي كالياري ومن مكان لعب الكرة مما جعله قادرًا على التفوق وإفساد كل المحاولات، ولذا يستحق الإشادة ولا أدري كيف تفكر الإدارة الصينية برفضها تجديد عقده مع هذا الأداء الممتاز هذا الموسم !

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا