برعاية

بعد «حرب النجوم» وضغوطات الجمهور .. البنزرتي يخلف السويح في الحديقة «ب»

بعد «حرب النجوم» وضغوطات الجمهور  .. البنزرتي يخلف السويح في الحديقة «ب»

انكشف أخيرا اللّغز المحيّر في الترجي الرياضي الذي قرّر إنهاء مهام المدرّب عمّار السويح بعد جدل كبير، وانتظار مرير.

وانتهى المكتوب ين السويح، وفريق «باب سويقة» بعد أشهر طويلة حقّق خلالها الفريق نجاحات مهمّة، ومرّ أثناءها أيضا بـ»غصرات» عديدة.

حظي عمّار السويح بثقة تاريخيّة مع شيخ الأندية التونسية، ووفّرت له الهيئة المديرة الحماية التامّة، والحصانة الكاملة ليقود شيخ «المحترفين» لأشهر طويلة (بين أوت 2015، وجانفي 2016) رغم موجة النّقد اللاذع الموجّه له جرّاء تذبذب الأداء، وتأخّر إرتقاء المردود إلى المستوى المأمول خاصّة بعد أن أبرمت الإدارة الترجيّة صفقات نوعيّة، وأنفقت أموالا خياليّة لضمان نجاح الفريق مع السويح الذي حافظ على موقعه لفترة ليست بالقصيرة بل أنّه صمد في الحديقة أكثر من بعض الفنيين «المبجلين» في صفوف الترجيين كما هو الشأن بالنسبة إلى ابن الجمعيّة خالد بن يحيى الذي لم تعمّر تجربته الأخيرة سوى بضعة أشهر.

كانت هيئة المدب تدرك أنّ التّضحية بالسويح قرار صعب، وتعلم أيضا أنّ قرار التمسّك به أصعب. ولم يكن من السّهل التخلّي عنه في ظلّ النتائج الايجابيّة التي حقّقتها الجمعيّة بطولة، وكأسا، حيث قاد المدرب الفريق إلى الظفر بالمركز الثاني خلال الموسم الفارط، وحجز بذلك الترجي مقعدا في رابطة الأبطال الافريقيّة. كما أحرز النادي لقب «الأميرة» التونسيّة مع السويح بعد غياب طويل علاوة على اقتلاع بطاقة العبور إلى «البلاي .أوف» في النّسخة الحاليّة للبطولة دون أن تسجيل أيّة هزيمة. وكانت إدارة الفريق أيضا تريد الابقاء على السويح رغم كثرة المنتقدين، والمعارضين حفاظا على الاستقرار الذي تسبّب غيابه في السّابق في انهيار النادي الذي كان قد راهن على خدمات «أنيقو»، و»دي مورايس»، وبن يحيى، و»ديسابر»، و»كرول» في ظرف وجيز (بين 2014 و2015)، ودون تحقيق أيّ انجاز يستحقّ الذّكر. وكانت هيئة المدب واعية أيضا بخطورة التشبّث بخدمات السويح لعدّة عوامل موضوعيّة منها توتّر علاقته ببعض اللاعبين، وعدم قدرته على التعامل مع «حرب» النجوميّة رغم تكرّر العقوبات التأديبيّة المسلّطة عليهم (الفرجاني - الرجايبي – منصر - الذوادي ...). كما أنّ المدرّب تلقّى ضربات قويّة من معارضيه، ومنتقديه في السرّ، والعلن. وقد كانت المقابلة الأخيرة أمام «الجليزة» مناسبة أخرى ليكتشف الجميع حجم الضّغط المسلّط عليه من قبل فئة من المحبين الذين يصرّون على رحيله مهما كان الثّمن لإعتقادهم الرّاسخ بأنّ الفريق لم يتطوّر، ولن يتقدّم طالما أنّ الهيئة لم تقم بالتّغيير. ومن الواضح أنّ السويح أصبح يعيش حالة نفسيّة صعبة استحال معها العمل في ظروف عادية. وكان من الطبيعي أن تستسلم الهيئة للأمر الواقع، وتعلن «الانفصال» عن عمّار خدمة لمصلحة الجميع. وقد كان لزاما على المسؤولين أن يختاروا التوقيت المثالي لإنهاء مهام السويح، وتعويضه بمدرّب آخر. ولم تجد هيئة المدب طبعا أفضل من هذه الفترة التي توقّف فيها قطار البطولة بسبب التزامات الـ»نّسور» للقيام بهذا الإجراء، واسكات غضب الأحباء.

وقع تداول الكثير من الأسماء لخلافة عمّار السويح غير أنّ المنافسة انحصرت بين مدربين لا ثالث لهما، ويتعلّق الأمر بفوزي البنزرتي، والفرنسي «باتريس كارتيرون». ورغم تحفّظ البعض على ابن المنستير لعدّة اعتبارات موضوعيّة، فإنّ الرأي استقرّ في نهاية الأمر على البنزرتي خاصّة أنّه خبير بالأجواء في «باب سويقة». ولن يحتاج إلى الكثير من الوقت لإعادة ترتيب البيت الأصفر، والأحمر، وهو أمر غير متاح للفني الأجنبي.

كنّا قد تحدّثنا عن امكانيّة تعاقد الترجي مع البنزرتي منذ أن أعلن النّجم السّاحلي القطيعة مع ابن المنستير. وقلنا إنّه مرشّح بارز لخلافة السويح. ويبدو أنّ الحسم تأجّل لدواع قانونيّة بحتة تتمثّل في عدم فسخ العقد الذي يربط بين «ليتوال»، وفوزي. وقد تمّ أمس انهاء العلاقة التعاقديّة بصفة رسميّة، وبطريقة وديّة، وبحضور محامي البنزرتي، وهو الأستاذ علي عبّاس علاوة على فوزي، ورئيس النّجم. وتجاوز بذلك البنزرتي الحاجز الأخير نحو «باب سويقة» التي عرف فيها تتويجات محليّة، وقاريّة كبيرة، وعاش فيها أيضا عدّة اخفاقات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا