برعاية

من نادال إلى جدار تشلسي..عودة المدافع الثالث من جديد

من نادال إلى جدار تشلسي..عودة المدافع الثالث من جديد

تتغير الخطط من فترة إلى أخرى، يظهر رسم تكتيكي جديد ويختفي آخر، هذه قواعد اللعبة بمرور الوقت، لا شيء دائم ومستمر مهما كانت قيمة نجاحه، وبالتالي عاد الرهان على الثلاثي الدفاعي الصريح منذ كأس العالم 2014، لتواصل عدة فرق كبيرة اللعب بهذه الاستراتيجية خلال المنافسات الأخيرة، كما يفعل تشلسي حاليا في "البريميرليغ".

ليس كل مدافع صريح هو مدافع ثالث أو "ثيرد باك" كما يحلو للمعلقين تسميته، خصوصا بعد انتشار طريقة لعب 3-5-2 في ثمانينيات القرن العشرين، ليتحول معظم المنافسين إلى هذا الرسم، ويعود مركز "الليبرو" بقوة في جميع الملاعب، وأمامه ثنائي دفاعي آخر مع ثنائي مائل للطرف بين الظهير والجناح، ليشتهر مسمى المدافع الثالث مع اللعب بهذا الرقم العددي أمام المرمى.

وفي المفهوم التكتيكي، يعرف المدافع الثالث بأنه القطعة الإضافية في تركيبة الخلف، حيث إنه يضيف دائما الجزء المنقوص في المنظومة، ويتحرك باستمرار بين أكثر من مركز، لخلق التفوق العددي دفاعا وهجوما، وللحصول على أفضلية أمام الخصم. وتختلف طريقة تطبيق الخطة الثلاثية من فريق إلى آخر، فالبعض يلعب بثلاثي دفاعي رفقة ظهيري الجنب، بينما يغامر البقية بثلاثي دفاعي مع جناحين على الأطراف.

وبدأ كرويف التجديد مبكرا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، بالحفاظ على الشكل الثلاثي المتبع، لكن مع تحويل خطته إلى 3-4-3 الهجومية. أسلوب يوهان مع فريق الأحلام بوجود لاعب رابع أثناء الدفاع، وصعوده للأمام عند الهجوم مما يسمح بوجود عنصر فني مهم خاص بالزيادة العددية في كل مكان بالملعب، وتغيير التكتيك المتبع وفقاً لظروف المباراة، وكيفية إجبار الخصم على اللعب كما يريد.

يتحدث يوهان عن قيمة لاعبي الأطراف وأهمية الأجنحة في كرة القدم، موضحاً سر الخلاف التكتيكي بينه وبين لويس فان غال، الخاص بفكرة استخدام الأجنحة. يصف الهولندي "الوينغ باك" بأنه مجرد عداء في الملعب، اسم يجري فقط في الخلف والأمام دون رابط أو قيمة.

لعب يوهان مع برشلونة "الدريم تيم" بتكتيك غريب بعض الشيء، إنه هجومي كاسح ذو اندفاع غير طبيعي للأمام، مع قدرة على تبادل المراكز واستغلال الأطراف بشكل مبالغ فيه. وقدم كرة تناسب شخصيته كثيرا.

البارسا مع خطة 1-3-3-3، لاعب فقط متأخر جداً في الخلف، ميغيل أنغل نادال هو الظهير الحر مع ثنائي على الأطراف، يهاجمان ويدافعان وفق تحرك لاعبي الوسط غوارديولا وتشيكي، أما كومان فهو نموذج للاعب المتمركز بين الدفاع والوسط، لتشكيل رباعية الارتكاز برفقة المهاجم المتأخر قليلا للخلف.

وبالتالي تصبح الخطة مزيجا بين 2-4-1-3 و 3-4-3 في الشق الهجومي، لذلك لعب كرويف بأكثر من ثنائي على كل طرف، الظهير والجناح في جهة، والظهير والجناح الآخر في جهة، ويصعد ثنائي الظهيرين إلى الأمام، ويتحول ثنائي الوسط إلى الأطراف، وبالتالي فإن نادال هو المدافع الثالث داخل خلطة كرويف، لتحرير كومان بعض الشيء والحصول على أفضل تفوق عددي بمنطقة المنتصف.

حاول بيب تقليد أستاذه ومثله الأعلى في عدة مناسبات كما فعل مع برشلونة في كلاسيكو 2011 بالبرنابيو، وقتها لعب أبيدال كمدافع ثالث وحصل ألفيش على حرية كاملة بالجناح، وراهن على ألابا في مركز جديد نوعا ما مع بايرن، نصف مدافع صريح ونصف ظهير وهمي، ليلعب في عديد من المواجهات بثلاثي فقط بالخلف، لكن مع السيتي الوضع مختلف بعض الشيء، لأنه يخسر كلما لعب بهذه الطريقة، بسبب حاجة الخطة إلى مقومات خاصة ربما لم توافر بعد في ملعب الاتحاد.

لكن في المقابل، هناك تطبيق آخر لفكرة الثلاثي الخلفي، يستخدمه أنطونيو كونتي مع تشلسي، هو بكل تأكيد مختلف كثيرا عن تطبيق يوهان كرويف ومن بعده بيب، لأن الإيطالي يركز أكثر على تأمين مناطقه أولا، ومن ثم خلق الزيادة العددية في جانب ما بالملعب، مع تصنيف الرهان الخططي بأنه قائم على رد الفعل لا استباقه.

ويختلف دور المدافع الثالث من خطة إلى أخرى، فأنطونيو كمثال استخدمه مع يوفنتوس في سنوات سابقة، ولعب بونوتشي هذا الدور بنجاح منقطع النظير، بسبب وجود ظهيرين على الجنب رفقة بارزالي وكيليني في العمق ومعهما ليوناردو، المدافع الحر الذي يقوم بالبناء من الخلف في حالة حصار أندريا بيرلو، وبالتالي كانت مهمة هذا اللاعب الثالث التغطية ومن ثم صناعة الفرص بشكل طولي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا