برعاية

المنتخب بعد رحلة إسبانيا .. . مردود واعد للمساكني ودفاع كالغربال

المنتخب بعد رحلة إسبانيا  .. . مردود واعد للمساكني ودفاع كالغربال

أنهى المنتخب الوطني رحلته الأوروبيّة، وعاد فريق «كاسبرجاك» أمس إلى تونس مثقلا بمشاعر مختلطة بين الإرتياح، والقلق.

وخاض فريقنا مواجهتين وديتين أمام الكاتالونيين، والباسك، وتمكّن رفاق المساكني من حسم اللّقاء الأوّل لفائدتهم بفضل الرّكلات الترجيحيّة التي أهدت الـ»نّسور» كأسا شرفيّة نظير التفوّق على زملاء تشافي، ومشاركة منتخب كاتالونيا فرحته بنهاية السّنة الإداريّة. وانهار منتخبنا في الحوار الثاني أمام الباسك، حيث انهزم ليلة أمس الأوّل في «بلباو» بنتيجة ثلاثة أهداف لهدف واحد سجّله الفرجاني ساسي.

قبل أن يشدّ الـ»نسور» الرّحال بإتّجاه الأراضي الإسبانية، أدلى «كاسبرجاك» بحوار للـ»شّروق» أكد في ثناياه أنّ العائق الأكبر في الفريق يكمن في المشاكل الهجومية، وهو ما تثبته الإحصائيات الخاصّة بالمواجهات الرسمية، والودية التي خاضها منتخبنا الفائز بصعوبة على غينيا، وليبيا في التصفيات الموندياليّة، والمتعادل سلبيا مع موريتانيا في قابس. وأصرّ «هنري» في حديثه على أنّ الإطناب في نقد المنظومة الدفاعية لمنتخبنا مبالغ فيه، وأكد أن الأداء العام للعناصر المراهن عليها في المنطقة الخلفيّة قابل للتحسّن، ويبعث على الإطمئنان. وقد جاءت رحلة المنتخب إلى إسبانيا لتؤكد أن فريقنا يعاني الأمرين دفاعا، وهجوما حيث سجلنا أربعة أهداف، واهتزّت شباكنا في ستّ مناسبات (ثلاثية أمام كاتلونيا، ومثلها ضدّ الباسك). وهذا الأمر محيّر، ويجعل الإطار الفني للـ»نّسور» أمام حتميّة مراجعة الحسابات قبل أيام معدودة من مغامرة قارية محفوفة بالمخاطر، و»الزلقة فيها بفلقة» بلغتنا العاميّة. وقد يقول البعض إنّ هذه الاختبارات الودية ليست مقياسا حقيقيا لجاهزية الـ»نسور»، وأن الأهداف الأساسية لـ»كاسبرجاك» كانت اختبار أكثر ما يمكن من اللاعبين قبل ساعات قليلة من إعلان قائمته النهائية، وقد يضيف البعض أنّ منتخبنا خسر في تربّص إسبانيا عناصر مؤثّرة في الدفاع مثل أيمن عبد النّور، وعلي معلول، لكن هذه الأعذار لا تبرّر في كلّ الحالات تلك الأخطاء الكارثيّة في منتخب يتأهّب لخوض مواجهات حديديّة أمام السّينغال، والجزائر، والزمبابوي.

لم تخل رحلة المنتخب إلى إسبانيا من الايجابيات التي قد نختزلها في العودة الواعدة ليوسف المساكني الذي تألّق أمام كاتالونيا، وسجّل ثلاثية كاملة. ولا شكّ في أنّ الإنتعاشة الهجومية التي عرفها محترفنا في الإمارة القطريّة من شأنها أن تجعل معنوياته في السّماء، وتدفعه لتفجير موهبته من جديد في الـ»كان» الشّاهدة على مساهمته في إطاحة الـ»نّسور» بالجزائر، والمغرب بفضل مهاراته العالية التي كانت سلاحنا الفتّاك لقهر الأشقاء الذين كانوا مرشحين على الورق لسحقنا بنتيجة عريضة بالنّظر إلى ترسانة النّجوم التي بحوزتهم. ومثّلت رحلة إسبانيا أيضا فرصة مناسبة ليجرّب «كاسبرجاك» كلّ اللاّعبين المدعوين، وهو ما قد يساعده على انتقاء العناصر الأنفع، والأحسن بمناسبة «كان» الغابون، وإن كانت الأمور شبح محسومة في ذهن «هنري».

مرّة أخرى يصاب جمهور الـ»نّسور» بخيبة كبيرة جرّاء النّقل التلفزي لمقابلات منتخب بلاده الذي من المفترض أن يكون أولويّة الأوليات على شاشات تلفزاتنا المحليّة التي تغيّبت عن رحلة الفريق، ولم تتمكّن من الحصول على حقّ بثّ مواجهتيه الوديتين، وهو ما تسبّب في صداع كبير للراغبين في مشاهدة مقابلتي كاتالونيا، والباسك. ولم يكن بوسع المحب «المسكين» سوى الاستنجاد بالأنترنات لمتابعة ما أمكن من لقطات، وأهداف خاصّة أن الصّورة كانت متقطّعة، والمباراة منقولة بطريقة تفسد الفرجة. هذا طبعا لمن كان محظوظا بإمتلاك حاسوب متّصل بشبكة الأنترنات أمّا من كان يفتقر إلى هذا الإمتياز، فإنّه يواسي نفسه بالصّبر على قنواته المفلسة، وجامعته المستهترة، والمنشغلة بالدعاية في «جيرونا»، وبرشلونة، وبلباو، وتعداد المال غير عابئة بأدنى حقوق المحبين الذين قد يجدون أنفسهم في التسلّل مرّة أخرى إذا لم تتّفق الجامعة مع التلفزة الوطنية على نقل لقاء أوغندا يوم 4 جانفي في المنزه.

عاد الفريق أمس إلى تونس، ومن المفترض أن يتمتّع أبناء «كاسبرجاك» براحة خاطفة لنفض غبار الرّحلة الأوروبية، والتقاط الأنفاس قبل أن يستأنفوا التحضيرات مساء اليوم في قمرت (س19). ويستعدّ فريقنا لمواجهة وديّة ثالثة أمام أوغندا، وذلك يوم 4 جانفي في المنزه بداية من الثانية والنّصف بعد الزوال. وسيدور هذا الحوار بحضور خمسة آلاف متفرّج.

تخلّف عدّة لاعبين عن تربّص إسبانيا بسبب الإلتزامات مع الجمعيات الحاضنة التي مارست كعادتها بعض الضّغوطات على عناصرنا الدوليّة. ومن المرجّح أن يلتحق محترفو فالنسيا، واتّحاد جدّة، و»ريزا سبور» التركي وهم أيمن عبد النّور، وأحمد العكايشي، ومحمّد علي اليعقوبي بالمجموعة في غضون السّاعات القادمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا