برعاية

على مسؤوليتي.. .عندما «يهين» المسؤولون المدرّبين

على مسؤوليتي.. .عندما «يهين» المسؤولون المدرّبين

لا تعدّ الضّغوطات، و»الإهانات» التي يتعرّض لها المدرّبون في الرابطات المحترفة، والهاوية سوى جزء من مشاهد الانحطاط الذي تعيشه الجمعيات التونسيّة، حيث يرفع فيها المدرب على الأعناق أثناء الانتصارات، والتتويجات، ويصبح «بطلا قوميا» لا نظير له، ويستحقّ أن يقيم له الجمهور نصبا تذكاريا شبيها بتلك التماثيل التي تجسّد السّاحر «مارادونا»، والعبقري «آلاكس فيرغسون»... وسرعان ما تتحوّل موجة التّصفيق إلى عاصفة يطالب أصحابها برأس المدرّب (كما فعل بعضهم مع وزير التربية)، وذلك بمجرّد أن يتعثّر فريقه، أوحتّى يتعادل. والأخطر من ذلك أنّ الإقالة لا تحصل إلاّ ومعها الكثير من الإهانة، وإلاّ كيف يعزل المسؤولون مدربيهم أثناء فترة ما بين الشوطين، أوبعد لحظات من نهاية اللّقاءات. والغريب أنّهم يعلنون عن الخليفة - الجالس في المدارج، أوالمنتظر خارج الملعب - بصفة فوريّة، وبشكل يفضح نوايا المسؤولين الذين يعتبرون المدرّبين «كبش فداء» لابدّ من التّضحية بهم لإسكات الغاضبين، وإرضاء اللاّعبين، ومن أجل حجب أخطائهم الكارثيّة في التسيير. وقد تدّعي الجمعيات خاصّة منها الكبيرة أنّها مؤسسات رياضية، وتتعامل مع «موظفيها» بعقليّة احترافيّة، وفي كنف الشفافيّة. وتصبح هذه الشّعارات الجوفاء مجرّد هراء لحظة إبعاد المدربين الذين كثيرا ما تصلهم قرارات الإقالة عبر وسائل الإعلام الذي يعاني بدوره الأمرين جرّاء سياسة التّضليل، والتعتيم التي مازالت تنتهجها أنديتنا. ولا تشكّل المكابدة التي عاشها اللّيلي في صفاقس جرّاء لعبة الكواليس، ومزايدات الوكلاء (الذين يلعبون دورا بارزا أيضا في إقالة المدربين)، وما حدث أيضا للبنزرتي في سوسة، وكذلك المعاناة «النّفسية» التي يعرفها السويح الآن في الترجي سوى عيّنات حيّة عن «الإساءة» التي يتعرّض لها المدربون الذين ينبغي أن يقدّموا جميع التنازلات الممكنة، ويعملوا بشعار السّمع، والطاعة لولاة الأمر، مع الرضوخ لنقد الجمهور، والمحاسبة أيضا على كلّ ما من شأنه أن يحصل في الجمعيّة: الهزائم، وغياب الأداء، وشطحات اللاعبين، وتكرّر الإصابات، وحتّى فشل الانتدابات التي يقوم به أصحاب القرار، ويتحمّل المدرّب «المسكين» وزرها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا