برعاية

ما بعد المباراة | براعة مورينيو تظهر في شوط المدربين

ما بعد المباراة | براعة مورينيو تظهر في شوط المدربين

كيف كسر مورينيو «النحس» الذي كان يرافق فريقه؟!

   تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر  

في عيد ميلاده الـ75، استعان مانشستر يونايتد، بتعويذة أسطورته التدريبية، سير أليكس فيرجسون «فيرجي تايم» والتي ترمز لقدرته على قلب المباراة في اللحظات الأخيرة، ليقلب الطاولة على ميدلسبره بهدفين مقابل هدف في دقيقتين فقط من الرمق الأخير للمباراة التي جمعت بينهما على ملعب «أولد ترافورد»، ليحقق رجال جوزيه مورينيو فوزهم الخامس تواليًا.

مانشستر يونايتد | «المو تايم»!

■ أجرى مورينيو 5 تغييرات على فريقه الذي تغلب على سندرلاند في البوكسينج داي، شراكة الدفاع تغيرت بدخول إريك بايلي وكريس سمولينج، كما استعان بمروان فيلايني من البداية في مركز محور الإرتكاز بسبب مرض مايكل كاريك، إضافة لأنتوني مارسيال وهنريخ مخيتاريان على الطرفين حول زلاتان إبراهيموفيتش مع الحفاظ على نفس الرسم التكتيكي 4/3/3.

■ مرة أخرى مانشستر يونايتد يُعاني بشدة في مركز محور الإرتكاز في غياب مايكل كاريك، مروان فيلايني غير قادر على إعطاء الحماية الكافية لرباعي الدفاع، ولا يُقدم نفس الأدوار التي يُقدمها كاريك، تدعيم مركز محور الإرتكاز يجب أن يكون على رأس قائمة أولويات مورينيو في سوق الشتاء، لا سيما أن كاريك تقدم به العمر، وشنايدرلين سيرحل، وباستيان متجمد، وهيريرا ليس بلاعب الإرتكاز الصريح.. حان وقت قدوم خليفة كاريك.

■ مورينيو سبق ووصف فريقه بأنه «الأكثر نحسًا» في البريميرليج، وأنا أتفق معه في هذا الوصف بالنظر لما يُقدمه مانشستر يونايتد في بعض المباريات بهجمات وفرص بالجملة كما حدث اليوم بضرب العارضة مرتين، لكنه في بعض المباريات لا يُحقق الفوز، لكن اليوم يمكنني القول أن مورينيو أجبر الحظ على أن يبتسم له.

كيف؟ في ظل الكثافة العددية لتلميذه إيتور كارانكا في الدفاع، لعب مورينيو الكل في الكل، استعان بكل أسلحته الهجومية، لم يترك لاعبًا هجوميًا واحدًا على مقاعد البدلاء!

دفع بماتا، راشفورد في وجود إبرا، مخيتاريان ومارسيال وبوجبا وهيريرا، وكلهم بلا استثناء لعبوا للهجوم عدا هيريرا الذي بقى على الدائرة ليمتلك اليونايتد 6 لاعبين هجوميين، عزز من قوة الأطراف (التي حاول كارانكا تحصينها، وسنتحدث عن ذلك في جزء ميدلسبره)، أخرج داني بليند، لكنه أوجد 3 لاعبين في الطرف الأيسر بوجود مارسيال وبوجبا وبدعم آخر من راشفورد، وفي اليمين تواجد ماتا ومخيتاريان.

طريقة لعب مانشستر يونايتد تحولت إلى 3/5/2، لكن بترسانة هجومية كاملة، لأن ميدلسبره لم يكن له أي أنياب هجومية حقيقية سوى عن طريق أداما تراوري (حتى أنه خرج)، لذلك دفع له بماركوس روخو كقلب دفاع ثالث ثابت على اليسار لا يتقدم أبدًا لأن هناك 3 لاعبين في الأمام يتكفلوا بالأمر.

ومع هذه التغييرات، قام مورينيو بإعطاء تعليماته للعب بدفاع متقدم حتى لا يترك أي مساحات بين الدفاع وبين هيريرا الذي تمركز على الدائرة.

■ صحيح أنه لم يُسجل (رغم أنه لم هدف شرعي حرمه الحكم منه)، لكن أهمية إبرا لم تعد في تسجيل الأهداف فحسب، إبراهيموفيتش يصنع اللعب أيضًا ويوفر التمريرات الحاسمة، وأصبح لاعب يخدم النواحي الهجومية بسحب المدافعين واللعب عليهم لإعطاء متنفس هجومي لزملائه، لم يعد يتفيد بمركزه كمهاجم صريح فقط، بل يتحرك باستمرار داخل وخرج المنطقة وعلى الأطراف، وهدف التعادل لليونايتد خير دليل على ما يقوم به إبرا «الجديد».

فما ميز هجوم اليونايتد هو الكثافة العددية داخل منطقة الجزاء، كانت هناك زيادة للأمام سواءً من بوجبا الذي سجل الهدف الثاني، مارسيال وراشفورد ومخيتاريان.

■ بعد أن عانى أنتوني مارسيال من موسم ثانٍ صعب في اليونايتد، عقبل تسجيله 17 هدفًا في موسمه الأول العام الماضي، بدأ اللاعب في استعادة مستواه رويدًا رويدًا.. أيضًا راشفورد في كل مرة يشارك فيها يصنع الفارق، ويبقى السؤال لماذا لا يٌشارك راشفورد أساسيًا، فآخر ظهور أساسي له يعود ليوم 27 نوفمبر ومنذ ذلك الحين ظهر من على مقاعد البدلاء في 7 مباريات.

هنا المعضلة التي تواجه مورينيو، ماذا سيفعل مع كل هذه الخيارات الهجومية؟! هل يستحق راشفورد اللعب بصفة أساسية؟ وعلى حساب من؟ مارسيال الذي بدأ يستعيد مستواه؟ أو مخيتاريان المتألق؟ بالتأكيد لن يلعب على حساب إبراهيموفيتش.. لكن في رأيي فاليونايتد وصل إلى التوليفة المناسبة وطريقة اللعب الصحيحة، ومورينيو بدأ يضع يده على كل كبيرة وصغيرة في الفريق. ولا يعيب راشفورد أنه بديل، الأهم أنه يصنع الفارق ويعطي حلولاً لليونايتد، والموسم طويل ولا يزال صغيرًا، كما أرى أن إمكانيات راشفورد أكبر من جعله يلعب في الطرف دائمًا، هو مهاجم متمرس داخل المنطقة.

 ميدلسبره | الحافلة التي لم تصمد! 

■ اعتمد إيتور كارانكا في بعض الملاعب الكبيرة كالإمارات والاتحاد للطيران على قوة التنظيم الدفاعي، لينجح في له الخروج بنقطة التعادل من تلك الملاعب، وهذه المرة حاول مجددًا أسلوب «وضع الحافلة» بتشكيلة طرأت عليها تغييرات بالجملة على أمل توفير تلك الصلابة الدفاعية.

تغييرات المدرب الإسباني شملت نقل كالوم تشامبرز من مركز قلب الدفاع إلى مركز الظهير الأيمن بدلاً من الموقوف باراجان، أما في الجانب المعاكس «الظهير الأيسر» فأسقط فابيو من التشكيلة واستعان بجورج فريند، لأنه أقوى دفاعيًا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا