برعاية

حصاد الكرة التونسية.. عنف... تلاعب بالقوانين وحكّام منحازون

حصاد الكرة التونسية.. عنف... تلاعب بالقوانين وحكّام منحازون

لم تختلف سنة 2016 عن سابقاتها، فقد تواصلت مشاهد الفوضى التي لم تفارقنا طيلة السّنوات التي تلت «الثّورة».

ولا نبالغ في شيء إذا قلنا إنّ عام 2016 كان سنة الأحزان بإمتياز في الكرة التونسيّة لما عاشه فرسان الخضراء من اخفاقات مدويّة في المسابقات القاريّة، ولما شهدته الجماهير الرياضيّة من أحداث مخزيّة في أغلب ملاعبنا التي تحوّلت إلى حلبة كبيرة لتبادل العنف، والاتّهامات. ولا شكّ في أنّ واقعة سوسة بين مدرب النجم الرياضي الساحلي فوزي البنزرتي، وطبيب الترجي الرياضي ياسين بن أحمد علاوة على حادثة الاعتداء السّافر من قبل لاعبي «البقلاوة» على حارس «القناويّة» يوسف الطرابلسي تختزلان بمفردهما الانحرافات الخطيرة التي وقعت فيها الجمعيات التونسيّة.

وازدادت الصورة قتامة بعد أن أحكم وديع الجريء قبضته على الجامعة التونسيّة لكرة القدم في شهر مارس الماضي وسط احتجاجات عارمة، ومقاطعات بالجملة لفعاليات جلسة قمرت الشّاهدة على مهزلة انتخابيّة جديدة في كرتنا التي نخرها الفساد، ودمّرتها الصّراعات الأزليّة بين الجامعة، والوزراء المتعاقبين على سلطة الإشراف التي شهدت عام 2016 حدثا بارزا تمثّل في تسليم كرسي القيادة لماجدولين الشّارني. وهو قرار تباينت حوله الآراء، والمواقف بين مؤيد لهذا التوجّه الجريء، وبين رافض له لكونه يدخل في نطاق «الشعبويّة»، أولغايات في نفس يعقوب، وذلك ما أثبتته تلك الزيارة الشّهيرة لعدد من الرياضيين إلى زعيم النّهضة بهدف الاعتراض على هذا التعيين الذي لا ندري إن كان سيحدث «الثّورة» المزعومة في الوزارة التي لم تسلم بدورها من شبهات الفساد.

ولاحقت الشّبهة نفسها قطاع التحكيم الذي طبّق التعليمات الجديدة للـ»فيفا» دون أن ينجح في إقامة العدل في ملاعبنا التي شهدت سنة 2016 المزيد من المهازل التحكيميّة في الوقت الذي اكتفت فيه الجامعة التونسيّة لكرة القدم بتقديم بعض المسكّنات، وتسليط العقوبات التأديبيّة على عدد من قضاة الملاعب الذين خيّر فيلق منهم الاعتزال على مواصلة العمل في هذا الجحيم.

وتتضاعف معاناة جمعياتنا في ظلّ الحالة الكارثية لملاعبنا التي ضربها التّصحر، وهجرها الجمهور الذي كان يمنّي النّفس بأن يرفع عنه الحظر، ويعود إلى «الفيراج» دون قيود غير أنّ هذا الحلم الصّغير تأجّل من جديد في ظلّ تهوّر مجموعات الأحباء التي عاثت كعادتها فسادا في المدرّجات، وعبثت بالممتلكات العامّة.

ولم تتوقّف المأساة عند هذا الحدّ بل أنّ الهوّة تعمّقت بين المسابقات المحلية، والجماهير الرياضية بعد أن دخلت التلفزات المحليّة في سباق عميق نتج عنه غياب شبه كلي للبرامج الرياضية على رأسها الحصّة الاقدم، والأعرق وهي «الأحد الرياضي» الذي تبثّه القناة الأمّ من عقود من الزّمن. وكان الجمهور «المسكين» المتضرّر الأكبر من هذه الفوضى الشّاملة التي ولّدت الفراغ، ودفعت الجامعة بوصفها المتحكّم في اللّعبة في اختلاق بدع جديدة منها «الستريمينغ» (نقل اللقاءات على موقع الجامعة)، وهو اجراء أثار بدوره موجة من الغضب العارم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا