برعاية

المنذر كبير لـ «الشّروق» .. أتفهم غضب أحباء الترجي والصعوبات الحالية ظرفيّة

المنذر كبير  لـ «الشّروق»   .. أتفهم غضب أحباء  الترجي  والصعوبات الحالية ظرفيّة

في الوقت الذي يعزف فيه عدّة فنيين النّشاز بتصرّفاتهم التي تثير الاشمئزاز، أحرز المدرّب القدير المنذر كبير إعجاب المتابعين، وحقّق الامتياز في الميدان بفضل أخلاقه العالية، وقدراته الاتصاليّة الفائقة، ومناهجه العلميّة في تكوين المواهب الكرويّة.

كلّ هذه الصّفات اجتمعت في شخص المنذر المعتزّ بالإنتماء إلى بنزرت، والفخور بالعمل في حديقة المسيّر الرّمز حسّان بلخوجة التي يشغل فيها ضيفنا المبجّل خطّة "ماندجار جنرال" بقرار من رئيس الجمعيّة حمدي المدب المؤمن بخبرته، والعارف بأنّه الرجل المناسب في المكان المناسب. وهذه حقيقية دامغة وقف عليها كل المواكبين لنشاط أشبال الفريق الذي سيجني ثمار العمل القاعدي الذي يقوم به المنذر - بالتّنسيق مع بقية الفنيين، والمسؤولين مثل العربي الزواوي، وبادين التلمساني - في أقرب الآجال، والكلام لضيف "الشّروق".

جئت إلى "باب سويقة" بمشروع واعد يهدف إلى النّهوض بفرع الشبّان، فكيف تقيّم العمل المنجز في الحديقة "ب" بعد أشهر من تسلّم الأمانة التي لم يقدر على حملها "جيرار"؟

كنت على يقين منذ أن وصلت إلى مركّب الترجي بأنّني سأعمل في ظروف ممتازة بالنّظر إلى التقاليد العريقة لشيخ الأندية التونسيّة في التكوين علاوة على الحرص الكبير للمسؤولين على النّهوض بالأشبال. وقد بادرت الهيئة المديرة بتوفير جميع ممهّدات النّجاح، وحمّلتنا بذلك مسؤولية جسيمة، وبعد أن قمنا بتشخيص الوضع لاحظنا أنّ اللاعبين في حاجة إلى بعض التمارين الخصوصية لتحسين قدراتهم الفنية، ومؤهلاتهم البدنية، وذلك حسب الأعمار، والأدوار الموكولة إليهم في الميدان. وبذلنا مجهودات قياسيّة لتمكين كل عنصر ينتمي إلى أصناف الآمال (النّخبة)، والأواسط، والأًصاغر "أ" من التدرّب لمدّة 11 ساعة في الأسبوع الواحد، وذلك في محاولة للإرتقاء بأدائهم، واستكمال عمليّة التّكوين التي أثبتت التجارب في الدول المتقدّمة في المجال أنّها تتطلّب تدريبات أسبوعيّة مدّتها 12 ساعة، وسنفعل المستحيل لبلوغ هذا الرّقم في أقرب الآجال رغم وجود بعض العراقيل. ولم يقتصر عملنا على تكثيف ساعات التدريب بل أنّنا وجّهنا بوصلة اهتمامنا أيضا نحو الجانب الذّهني، وراهنا في هذا الأمر على أحد المختصين، وذلك ليقيننا الرّاسخ بأنّ عمليّة التكوين معقّدة، ولابدّ أن تكون شاملة، وتضمن الحصول على لاعب "كامل الأوصاف" على كلّ المستويات الفنية، والبدنية، والذهنية. وله القدرة على طرق أبواب الأكابر بكلّ ثقة في النّفس. كما انصبّ التّركيز على معالجة ملفات بعض العناصر الواعدين، وقمنا بتسوية عقود عدد منهم لينصرفوا إلى العمل، ويكونوا بمنأى عن كلّ المشاكل الجانبيّة. ومن المعلوم أيضا أنّنا خصّصنا جائزة شهريّة للأشبال البارزين، وهو إجراء تحفيزي الهدف منه تقويّة المنافسة.

لاحظنا مؤخرا "زحفا" كبيرا للأشبال نحو الفريق الأوّل (كما حصل في تربّص طبرقة)، فهل هذا مؤشر أولي على جودة البضاعة التي تنتجها الإدارة الفنيّة؟

شخصيا أرفض المغالطات، ولن أدعي بأنّ أبناءنا بلغوا ذروة النّضج، وأننا سنقوم بتموين الأكابر بفيلق من الشبان، وسأكتفي بالقول بأنّنا سنجهّز ما استطعنا من لاعبين ليكونوا في مستوى تطلّعات المحبين. وقد نعزّز صفوف الأكابر بلاعبين، أوثلاثة من أصناف الشبان مع نهاية الموسم الحالي، وأؤكد للمرة الألف أنّ العبرة بالتكوين السليم، ولن نسمح بحرق المراحل بطريقة تؤثر عاجلا، أوآجلا في أداء الأشبال الذين سيلتحقون بالصفّ الأوّل.

ما هي أهمّ العراقيل التي تعترض تكوين الأشبال؟

لقد خضت عدّة تجارب تدريبيّة من أقصى الشّمال إلى أقصى الجنوب، ولاحظت وجود جملة من المشاكل التي تؤثّر بشكل سلبي في صقل مواهبنا الكرويّة، نذكر منها على سبيل الذّكر لا الحصر كابوس التّوقيت المدرسي ذلك أنّ بعض الفئات العمريّة في حاجة إلى عدد مضاعف من الحصص التدريبيّة (على غرار الآمال)، وتتطلّب عمليّة التكوين في بعض المراحل المفصليّة تمارين صباحية وأخرى مسائية خلال يومين على الأقل في الأسبوع الواحد. ونواجه الأمرين جراء هذا الضغط الرهيب الذي يجعل تحقيق المعادلة الصعبة بين النشاط الرياضي، والتحصيل العلمي أمرا شاقّا. وأظن أن الحلّ ممكن متى تمّ التنسيق بين الجهات، والوزارات، والخروج بإتّفاق يرضي كل الأطراف كالتعويل مثلا على معاهد معيّنة تستقطب اللاّعبين، وتوفّر لهم جدول أوقات يتماشى، والتزاماتهم الرياضية. وينبغي أن تنتهي الدروس في كلّ الحالات في الخامسة بعد الزوال لفسح المجال للأشبال لممارسة نشاطهم الرياضي في ظروف عاديّة.

كثيرا ما نسجّل تجاوزات خطيرة، وانحرافات كبيرة نتيجة العلاقة المتصدّعة بين المدربين، أولياء اللاّعبين، فكيف تتعاملون مع هذه الظّاهرة السلبيّة؟

لقد نجحنا في مدّ جسر الودّ بين الإدارة الفنيّة، وأولياء اللاّعبين (10 أصناف تضمّ حوالي 300 لاعب). وعقدنا عدّة اجتماعات تنسيقيّة الهدف منها إقناع كلّ الأطراف المعنيّة بأنّ عملية التكوين مسؤولية جماعيّة، وبأنّ علاقة الأولياء بالمسؤولين، والفنيين تشاركيّة، وليست عدائية. ونسعى إلى تغيير العقليات، والتأكيد على الدّور الايجابي للأولياء في نجاح أبنائهم بعيدا عن كلّ أنواع الضّغط المسلّط على اللاّعب بطريقة قد تدفعه أحيانا إلى الشعور بالكره لهوايتهم المفضّلة. ونرفع "الفيتو" أيضا في وجه كل شخص يسمح لنفسه بتجاوز حدوده، ولم نتردّد في تسليط العقوبات التأديبية على أكثر من لاعب.

من خلال تجربتك الثريّة مع الـ"صّغار"، والـ"كبار"، كيف تقيّم وضع المواهب في الكرة التونسيّة؟

الحقيقة أنّ مواهبنا الكرويّة تراجعت مقارنة بما كان عليه الأمر في تسعينات القرن الماضي. ومن الواضح أنّ العديد من العوامل ساهمت في انهيار بورصة المواهب منها تضاءل عدد "البطاحي"، وانصراف عدد كبير من الشبان نحو اهتمامات أخرى غير كرة القدم خاصة في ظلّ الغزو الإلكتروني الذي تعيشه مختلف العائلات، والمؤسسات التونسيّة... وأظن أن محدودية المواهب الكرويّة يحمّل المختصين في التكوين مسؤولية مضاعفة بحكم أنّهم أمام حتميّة مضاعفة العمل لإنقاذ الموقف.

في سياق الحديث عن المواهب أيّ مصير ينتظر النّغموشي، وعبّود في الحديقة؟

شخصيا أفضّل أن يصدر قرار حاسم من المسؤولين يقضي بمنحهما الضوء الأخضر للّعب مع جمعيات أخرى حماية لهما من الضّياع، وذلك طبعا بعد الإتّفاق على الصّيغة المثلى لعمليّة مغارتهما الحديقة.

تتابع عن كثب نشاط الأكابر، فما هي رؤيتك لواقع الترجي مع السويح؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا