نادي حمّام الأنف ـ الترجي الرياضي (1ـ1)... الترجي «بارع « في اضاعة الفرص و «الهمهاما» مثال في الصمود

صمد فريق «بوقرنين» في وجه هجوم الترجيّ أثناء مرحلة الذّهاب، وفرض أبناء الزواغي آنذاك التعادل السلبي على «المكشخين» الذين تسبّب لهم ذلك الإخفاق في صداع كبير، ونقد لاذع للمدرّب عمّار السويح.

فهل تقف «الهمهاما» من جديد حجر عثرة أمام الطّموحات الترجيّة أم أنّ فريق «باب سويقة» استوعب الدّرس، ولن يسمح بتكرار سيناريو رادس؟ هذا السؤال سبق لقاء أمس في حمّام الأنف بين الناديين المرتبطين بعلاقات تاريخيّة استثنائيّة تتجاوز بكثير مجرّد الرّبح، والخسارة.

لئن ضمّت تشكيلتا كمال الزواغي، وعمّار السويح عدّة عناصر احتياطيّة في مواجهتي الكأس أمام جمعية جربة، والحمّامات، فإنّ المدربين اختارا أمس المراهنة على أسلحتهما الأساسيّة. واستعاد الترجي خدمات بن شريفيّة. كما ظهر بلقروي منذ البداية بعد أن استوفى العقوبة المسلطة عليه، وأقحم عمّار الايفواري «كوليبالي» في وسط الميدان بدل الشعلالي. ومن جهته، زجّ الزواغي بلاعبه الموهوب عمر زكري منذ البداية.

في مشهد مشابه لما حصل في لقاء الذّهاب، فرض الترجي ألوانه على مضيفه. وسعى فريق «باب سويقة» إلى اختراق دفاع «الهمهاما» بكل الوسائل الممكنة على غرار الكرات الثابتة، والمهارات الفردية علاوة على المعاضدة الهجوميّة التي يقوم بها الظهيران خليل شمّام، وايهاب المباركي. وتحصل فريق السويح على كمّ هائل من الفرص السانحة للتسجيل تماما كما يحدث في أغلب اللقاءات، لكن دون التوفيق في تحويلها إلى أهداف. وكان بوسع الضيوف افتتاح النتيجة عن طريق سعد بقير في الدقيقة 20 عندما نفذ مخالفة مباشرة غير أن الكرة أخطأت المرمى، وواجهت محاولات خليل شمام، وأنيس البدري، واللّيبي محمّد زعبيّة المصير نفسه في ظلّ غياب التركيز أمام المرمى، والتألق اللاّفت للحارس العربي الماجري، وبقيّة رفاقه في الدّفاع.

قام نادي حمّام الأنف بغلق كل المنافذ المؤدية لشباكه، وأحبط جميع الهجمات الترجيّة، وحاول أبناء كمال الزواغي في الوقت نفسه تهديد مرمى معز بن شريفيّة عن طريقة الهجومات المعاكسة التي كان يقودها عمر زكري، والغاني «ايزاكا أبدو». وشكّلت محاولات «الهمهاما» (على قلّتها) خطورة كبيرة على دفاع الترجيين كما حصل في الدقيقتين 44 و45 عندما تدخّل بن شريفية لإنقاذ مرماه في الوقت الحاسم بعد هجوم سريع من زكري. ومرّ شهاب الزّغلامي بجانب الحدث في اللّحظات الأخيرة من اللقاء عندما لم يحسن استغلال موقعه القريب من مرمى «المكشخين»، ولم يستثمر التمريرة الممازة التي وصلته من عمر زكري.

خلال الشوط الثاني واصل الترجي الرياضي مسلسل إهدار الفرص السّهلة بشكل يبعث على الاستغراب. وأضاع البدري فرصة وضع حدّ لهذا الاخفاق في الدقيقة 57.

كاد سعد بقير أن يقضي على صمود «الهمهاما» بتسديدة قوية داخل مناطلق الجزاء غير أن الكرة قالت لا، وارتطمت بالعارضة قبل أن ترتد، وتسقط أمام طه باسين الخنيسي الذي أصرّ هذه المرّة على معانقة الشباك بتصويبة دقيقة غالطت العربي الماجري، وذلك في الدقيقة 69.

بعد ن تقدّم الترجي في النتيجة، أقحم الزواغي العذيبي، وغيث الصغير في محاولة للعودة في النتيجة. ومن جهته، راهن السويح على بلال الماجري مكان زعبيّة الذي استسلم للإرهاق.