برعاية

ما بعد المباراة | ملامح على مرونة مورينيو وتعلمه الدرس جيدًا

ما بعد المباراة | ملامح على مرونة مورينيو وتعلمه الدرس جيدًا

تحليل انتصار مانشستر يونايتد الثالث على التوالي في البريميرليج...

عاد مانشستر يونايتد من ملعب ذي هوثورنز بالنقاط الكاملة من المباراة التي جمعته بصاحب الملعب وست بروميتش ألبيون وذلك بعدما هزمه بهدفين نظيفين من توقيع زلاتان إبراهيموفيتش...

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء .

وست بروميتش | أين خطة التأخر في النتيجة؟

■ أسوأ شيء يمكن أن يحدث لفريق كرة قدم هو أن يتلقى هدفًا مبكرًا، لكن هذا الأمر قد لا يمثل مشكلة لكثير من الفرق أو بالأحرى قد يكون دفعة لهم للسيطرة على اللقاء وربما بعد أن يسجلوا هدف التعادل يستمروا في السيطرة فقد نالوا الثقة وعلموا أن بإمكانهم التحكم في الإيقاع وفرض أسلوبهم.

لكن هذا الأمر لا ينطبق على وست بروميتش على ما يبدو .. إذ لا يظهر وأن توني بوليس قد أعد فريقه بشكل جيد لسيناريو التأخر في النتيجة فظهر عاجزًا تمامًا عن خلق خطورة حقيقية على مرمى دي خيا طوال أحداث المباراة.

وست بروميتش فريق يتمتع بقوة دفاعية جيدة ويجيد الارتداد من الدفاع للهجوم بسرعة مع لعب العرضيات واستغلال نقص التركيز أحيانًا لدى المدافعين أو ضعف قدراتهم الهوائية، لكن عندما تطلب من هذا الفريق أن يعوض تأخره أمام فريق كبير يعاني كثيرًا في هذا الصدد.

فأنّى له بالمرتدات واليونايتد متقدم في النتيجة وصحيح أنه يهاجم لكنه لا يهاجم بعدد كبير في الهجمة المنظمة إلا بعد التأكد من إجبار لاعبي المنافس على العودة للخلف وذلك عن طريق سلسلة من التمريرات المستمرة التي تجعل لاعبي المنافس يعودون تلقائيًا إلى الخلف.

وحتى لا يُبنى التحليل على صدفة، حاول تذكر مباراة وست بروميتش عندما حل ضيفًا على تشيلسي الأسبوع الماضي وستجد وأن الفريق ظهر بشكل جيد طوال الفترة التي كانت فيها النتيجة سلبية، بينما بمجرد تلقيه هدف لم تظهر ردة فعل قوية من جانبهم لتعويض النتيجة.

■  وست بروميتش لم يغير من أسلوبه طوال المباراة .. كرات طويلة بائسة تلعب أحيانًا في العمق إلى روندون وفي أحيانٍ أخرى تُلعب لبرانت أو فيلبس على الأطراف أملًا في بدء الهجمة بسرعة.

أما بالنسبة لروندون رغم تميزه في ألعاب الهواء إلا أن روندون لا يمكن له وحده أن يناطح جونز وروخو على طول الخط بينما حتى وإن تفوق في بعضها فإنه لا يوجد أي عنصر قريب منه يستطيع أن يمرر له بالرأس ليتم بدء الهجمة من نصف ملعب اليونايتد، فناصر الشاذلي متأخر أو محاصر بثلاثي وسط اليونايتد فيما أطراف وست بروميتش يبتعدون بمسافات عنه في محاولة منهم لفتح الملعب.

بينما عندما تُلعب الكرة لفيليبس أو برانت (التركيز كان أكثر على برانت) كان أي منهما يميل أكثر لإعادتها من جديد للظهير وليس للأمام وذلك لابتعاد المسافات كما أسلفت بوضوح.

الخلاصة .. ناهيك عن أن الأسلوب لا يتغير وبائس جدًا بالنسبة لفريق يريد تغيير النتيجة فإن بوليس لم يعد العدة أصلًا لجعله أكثر كفاءة من خلال تقريب المسافات بين عناصر الفريق عندما تُلعب تلك الكرات الطويلة.

■  المشكلة أن عجز وست بروميتش ازداد في الشوط الثاني، فصحيح أن ناصر الشاذلي لم يكن كبير المستوى في الشوط الأول إلا أنه قدم عدة تمريرات جيدة بينما ظهر عليه التعب في الشوط الثاني ولم يقدم جديدًا لتُختزل خطورة وست بروميتش في عرضيات برانت التي لم تُجدِ نفعًا في ظل الحالة الجيدة التي كان عليها روخو وجونز، بينما لم تظهر إضافات هجومية من ثنائي الارتكاز ياكوب وفليتشر اللذين اقتصر أداؤهما على الواجب الدفاعي ويا ليتهما قدماه بشكل جيد بل كان مُخترقًا بشكل كبير من لاعبي وسط اليونايتد الذين هيمنوا تمامًا على تلك المنطقة من الملعب.

مانشستر يونايتد | مورينيو تعلّم الدرس جيدًا

■ يبدو وأن جوزيه مورينيو قد تعلم من الدرس القاسي الذي تذوقه في بداية الموسم .. فصحيح أن الفريق كان ينقصه التوفيق في عدة مباريات، إلا أن الفريق كذلك كان فوضويًا في صناعة الفرص والهجمات وكان أغلبها يعتمد على مجهودات فردية من عناصره المميزة

  ■ اليوم نحن نشاهد فريقًا هادئًا واثقًا من نفسه يعرف أن فرصه في المباراة ستأتي فلا يتوتر ولا يتلعثم .. فريق يعلم أنه لو أضاع فرصة فستأتي غيرها لأنه منظم وقادر على خلق غيرها، وعندما يصل هذا الشعور للاعبين، كثيرًا ما يسجلون من الفرصة الأولى ولا يحتاجون لغيرها من الأساس!

كيف بدأ كل هذا؟ اللعب بما يناسب الفريق وليس بما يناسب مورينيو .. جوزيه اعتاد لفترات طويلة في السنوات الأخيرة من مسيرته أن يلعب بطريقة 4/2/3/1 وهي الطريقة التي كانت طامة كبرى على اليونايتد وخصوصًا على لاعبه الأغلى في العالم بول بوجبا الذي وجد نفسه مطلوبًا منه أن يحرث الملعب حرثًا ليغطي روني ويحرث الملعب حرثًا ليتقدم لأداء الواجب الهجومي بينما هو أصلًا مضطر لتقديم أداءً دفاعيًا كبيرًا لوجود أندير هيريرا فقط بجانبه.

■ هذه الأيام نحن نشاهد مايكل كاريك كلاعب ارتكاز مميز يسهل الأمور كثيرًا على بوجبا وهيريرا خصوصًا الأخير والرائع في كاريك أنه ليس فقط بارتكاز بل إنه يختصر الأمور هجوميًا أيضًا لهيريرا وبوجبا ويسهل تسلمهم الكرة في مناطق أكثر تقدمًا من الملعب.

كما أن كاريك دائمًا هو المهرب الآمن لإعادة الكرة من بوجبا وهيريرا في حالة تعثّر الأمور ناهيك عن أنه ليس بمهرب مزعج تضطر فيه إلى العودة من جديد إلى قلبي دفاعك ومن ثم تبدأ الهجمة من الصفر.

الرباط الثلاثي بين هؤلاء اللاعبين الثلاثة هو ما بات يقدم السلاسة في الصعود بالكرة لمانشستر يونايتد، وهي السلاسة التي دائمًا ما تشكل صعوبات للفرق الإنجليزية الكلاسيكية ولنا في معاناتهم أمام الفرق الإسبانية خير مثال وذلك بسبب هذا النوع من الصعود الهادئ بالكرة والذي يقوم بتجميع اللعب طوال الوقت.

ومع لمسة إنجليزية في أمور الصدمة والرعب بالتمريرات الأمامية السريعة تصير مهمة إيقاف خطورة مانشستر يونايتد أمرًا صعبًا حقًا.

■  تزداد هذه الصعوبة عندما تمتلك مهاجمًا من الطراز العالمي كزلاتان إبراهيموفيتش تمكن من استعادة كامل جاهزيته البدنية لينقذ نفسه من براثن الدكة. إبرا استعاد الكثير من قدراته على مستوى الالتحامات البدنية والتي كسب الكثير منها كما قدم اليوم إضافة جديدة من إضافات الماضي في الهدف الثاني بعد أن مر من لاعبين ليفسح لنفسه المجال للتسديد وقد كان التوفيق معه في تلك اللقطة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا