برعاية

ما بعد المباراة | مشكلة زيدان الكبيرة، و"البديهي" كان كافيًا لتوخيل!

ما بعد المباراة | مشكلة زيدان الكبيرة، و"البديهي" كان كافيًا لتوخيل!

تحليل قمة المجموعة السادسة والتي انتهت بمثل نتيجة الدور الأول....

بعد أن تقدم بهدفين نظيفين، سقط ريال مدريد في فخ التعادل الإيجابي بهدفين في كل شبكة مع ضيفه بروسيا دورتموند الذي تمكن من المحافظة على الصدارة بفضل هدفٍ ثانٍ متأخر لماركو رويس في الدقيقة 87.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء .

ريال مدريد | خاميس قدم أفضل مبارياته، وزيدان واقعي أكثر من اللازم

■  يمكن القول إن ريال مدريد قدم شوطين متناقضين .. الشوط الأول -وخاصة أول 30 دقيقة- امتاز فيه الفريق بأداء متماسك .. ضغط على بروسيا دورتموند في مناطق متقدمة بالملعب .. لم يكن كثيرًا يضغط على الفريق الألماني من عند منطقة جزائه لكنه لم يكن أبدًا يدافع دفاع منتصف ملعب بل حاول تقويض منابع الخطورة في مهدها وقبل أن تصل الهجمة البروسية إلى مرحلة الخطورة.

خطورة دورتموند ظهرت عندما تراجع مردود بعض اللاعبين بدنيًا .. أكثر من كان يمكن ملاحظة هذا الأمر عليه كان كاسيميرو الذي تراجع مستواه بشكل واضح بعد نصف الساعة الأولى التي كان يقدم فيها أداءً عظيمًا بأتم معاني الكلمة، فصارت المساحة خلفه مكشوفة ومتاحة لعثمان ديمبيلي وجونزالو كاسترو ليقدما بعض الخطورة الهجومية بمساعدة أوباميانج وكريستيان بوليسيتش.

■  لنعد لطريقة ريال مدريد .. الميرينجي ضغط بطريقتين. عندما يقوم بضغط عالي يتحول الفريق لـ4/2/3/1 حيث يتحرك خاميس رودريجيز للجبهة اليمنى ليجاور رونالدو ولوكاس فاسكيز وأمامهم بنزيما وذلك أملًا في قطع مبكر للكرة. الأمر يفسّر لماذا بدأ فاسكيز على الجانب الأيسر وذلك لإفساح المجال لخاميس للتحرك على الجبهة اليمنى وكذلك لمنح الفرصة لرونالدو ليكون أقرب إلى المرمى وقت قطع تلك الكرات.

أما عندما يعود ريال مدريد قليلًا للخلف ويمارس ضغطًا متوسطًا يضغط الفريق بطريقة 4/3/3 إذ يتراجع خاميس ليجاور لوكا مودريتش -الذي لعب على اليسار على غير العادة لكن للأسباب التكتيكية السابق ذكرها- ومن خلفهما كاسيميرو بينما يحاول بنزيما ورونالدو وفاسكيز محاصرة لاعبي دورتموند وجر الكرة إلى أماكن معينة.

الطريقتان نجحا بشكل كبير وكان ضحيتها يوهان فايجل الذي عانى الأمرّين لإخراج الكرة للأمام وقُطعت منه الكرة أكثر من مرة أو كان يكتفي بإخراج غير دقيق أو متسرّع للكرة خوفًا من قطعها من جديد لذلك غابت كثيرًا التمريرات المؤثرة للحارس الأمين الوحيد لخط وسط دورتموند.

■   كل ذلك كان جميلًا .. ريال مدريد يلعب مباراة قوية وبضغط منظم جدًا لكن على عادة الريال مع زيدان .. لا يتمكن الفريق في الكثير من الأوقات من السيطرة على مجريات المباراة لـ90 دقيقة.

هذه المرة ربما كان الفريق معذورًا في الشوط الأول على الأقل بعد أن بدأ المجهود البدني لكاسيميرو بالذات في التراجع وهو أمر كان مفهومًا بسبب العودة من الإصابة فتحول البرازيلي من نقطة قوة كبيرة للفريق في الوسط وقاطع كرات مميز أمام ديمبيلي بالذات إلى لاعب يظهر أحيانًا في لقطات استثنائية ويختفي في عموم الهجمة تاركًا مساحات خلفه واستمر هذا الأمر معه في بعض أوقات الشوط الثاني حيث يمكن ملاحظة عدم قدرته على الركض بالسرعة القصوى عندما تكون الكرة قد تخطته لأي من أماكن الملعب المهمة.

■  وإذا كانت احدى مشاكل زيدان في عدم القدرة على السيطرة على سيناريو المباراة باستمرار، تظهر دائمًا أهم ميزة في ريال زيدان وهي تنوع مصادر الخطورة .. اليوم أضاف الفريق لنفسه مصدر خطورة جديد عندما قدم خاميس رودريجيز مباراة أعتقد أنها -إن لم تخنّي الذاكرة- الأفضل له في 2016 .. ذاك العام المتقلب عليه والذي كاد يعصف بتواجده في الفريق الملكي وربما لا ييأس ويخرجه من الفريق في الصيف المقبل.

خاميس قدم أدوار مركبة سواء على مستوى الضغط السابق ذكره أو في مسألة التحرك الدفاعي الذكي لتغطية الأماكن التي يضطر مودريتش وكاسيميرو لتركها سعيًا وراء الكرة، كما أن دوره كان مؤثرًا جدًا في الكرات العرضية والتمريرات البينية، واستفاد زيدان منه في الشوط الثاني بنقله إلى الجبهة اليسرى ليرسل عرضية أنيقة سجل منها كريم بنزيما الهدف الثاني.

■ نعود إلى مشاكل زيدان وهي واقعيته المبالغ فيها أحيانًا، فيترك اللعب للمنافس عندما يتقدم في النتيجة. الحقيقة أن هذا الأمر ليس عيبًا لكن مشكلته أنه يحدث مع فريق لا يتمتع تاريخيًا بدفاع صلب، فريال مدريد ليس يوفنتوس مثلًا ليقوم بإغلاق المنافذ كلها، وها نحن قد شاهدنا هدفًا أولًا لا يدخل في فريق من المفترض أنه كان يقوم بما هو أشبه بدفاع منطقة.

■  نتواصل مع اللاعبين .. رونالدو كان نشيطًا ومتعاونًا مع زملائه في الشوط الأول لكنه لم يكن خطيرًا ككريم بنزيما الذي مارس أدوارًا فاعلة أكثر وكان أكثر قربًا للمرمى من المباريات الماضية. الخطورة عادت لكريستيانو في الشوط الأول لكن غاب عنه التوفيق خصوصًا في كرته التي اصطدمت بقائم فايدنفيلر بينما كان التوفيق حليفًا للدولي الفرنسي الذي كان بارعًا في الهدف الثاني وكرر نفس ما فعله في الهدف الأول تقريبًا بالتمركز خلف قلب الدفاع المنشغل بالكرة وغير المنتبه لما يدور خلفه.

■ يمكن القول إن لوكاس فاسكيز ازداد نضوجًا وإحساسًا بدوره في الفريق. هذا الأمر له بعض المميزات وبعض العيوب .. أبرز المميزات أن أداء لوكاس تطور وبات أكثر جرأة وأكثر محاولة على المرمى بدلًا من الاكتفاء بدور ثانوي في الهجوم، بينما يظهر العيب في أن فاسكيز يحاول أحيانًا اللعب فوق قدراته فيفسد بعض الهجمات التي من الممكن التصرف فيها بطريقة أفضل وبطريقة أكثر تعاونًا مع الزملاء.

■  نأتي للدفاع .. على مستوى الظهيرين كان الأداء كارثيًا بشكل دفاعي .. صحيح أن التقدم الهجومي مميز خصوصًا لكارباخال الذي قدم أداءً هجوميًا رائعًا، لكن الريال تلقى هدفيه بسبب مشاكل الظهيرين تحديدًا .. في الهدف الأول يكاد كارباخال أن يكون نائمًا بينما الجميع يشاهد تحرك شميلزر "البطيء" خلف فيما لا تظهر أي ردة فعل من الدولي الإسباني، ويزيد مارسيلو الطين بلة بتغطية ساذجة للتسلل.

أما في الهدف الثاني فكان دور البطولة فيه لمارسيلو الذي خُطفت منه الكرة من الصغير إيمري مور لتُلعب الكرة في نفس المنطقة التي تركها خلفه ليتلقى ريال مدريد هدف التعديل في الوقت القاتل.

■  وإذا كان الظهيران قد قدما أداءً سيءً دفاعيًا فإن قلبي دفاع ريال مدريد كانا في حالة فنية ممتازة في أول ساعة من المباراة تقريبًا قبل أن يبدأ راموس في الملل من عدم مشاركته في الهجمات ليترك مكانه بشكل غريب نوعًا ما وكأنها مباراة ودية.

على سيرة المباريات الودية فإن أداء الفريقين كان يشوبه حالة من الاسترخاء .. ربما استمدها الفريقان من كون بعض الفرق الكبيرة تحتل المركز الثاني لذلك لم يعد للصدارة قيمة كبرى لكن بنظرة أكثر عمقًا فإن تصدر دورتموند ووصافة ريال مدريد في مصلحة الفريقين لتفاديهما لنظرائهم من البلد الآخر فسيتجنب دورتموند البرسا والأتليتي بينما سيتجنب ريال مدريد مواجهة بايرن ميونخ.

بروسيا دورتموند | استرخاء وعجز، ثم رغبة وتنفيذ!

■ شعرت في الشوط الأول أن أداء بروسيا دورتموند كان مزيجًا من الاسترخاء والاستهتار والعجز .. لم يكن اللاعبون يقدمون كل ما هو مطلوب منهم فتجد كثيرون منهم تائهين أو لا يبالون كثيرًا بدقة التمريرة، وأحيانًا تشعر وأن اللاعبين متراجعين أمام قوة ريال مدريد ومستسلمين لتلك الحقيقة.

  ■ أكبر مشكلة لبروسيا دورتموند لم تكن في يوهان فايجل الذي عانى الأمرّين لفك الضغط المدريدي عليه، بل كانت فيمن يُنتظر أن يقدم الدعم لفايجل ألا وهو جونزالو كاسترو.

كاسترو لم يبدأ الموسم كأساسي وجلس بديلًا في الكثير من المباريات لصالح اكتشاف توماس توخيل الظهير الأيسر البرتغالي رفائيل جيريرو، والاكتشاف هنا لا يتعلق باللاعب الذي أعجب الجميع في أمم أوروبا بل في المركز الذي لعب فيه بكونه لاعب وسط.

أصيب جيريرو لسوء حظ دورتموند ولم ينجح كاسترو في تغطية غيابه ولم يختلف مستواه عن مستوياته في المباريات الماضية فعجز الدولي الألماني عن مساندة فايجل دفاعًا بعد أن ظهر تائهًا لا يراقب تحركات لاعبي ريال مدريد بدقة بل يأتي متأخرًا بعد أن يتسلم لاعب الريال الكرة ويسيطر عليها بينما أفسح المجال خلفه ليتحرك رونالدو بالذات وأحيانًا خاميس رودريجيز ويشكلان خطورة كبيرة من الجانب الأيمن لقلب الملعب (الأيمن للريال) وازدادت المشكلة مع كاسترو عندما كان غائبًا عن المشهد أثناء اختراق ريال مدريد المتكرر لجبهة مارسيل شميلزر فلم يقدم له مساندة قوية تذكر وذلك في ظل الضعف الدفاعي الواضح لأندريه شورله.

كذلك لم يقدم كاسترو المساندة الهجومية لفايجل بعد أن ابتعد عنه تاركًا إياه وحيدًا ومبالغًا في التقدم فيما عجز عن مسايرة الهجمة الألمانية خصوصًا عندما تكون على الجانب الأيمن عن طريق السريعين بوليسيتش وديمبيلي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا