برعاية

على مسؤوليتي.. رؤساء يفقهون في كلّ شيء

على مسؤوليتي.. رؤساء يفقهون في كلّ شيء

رغم يقيننا بأنّ زمن «الموسوعيين» الذين يجيدون أكثر من صنعة قد ولّى، ومضى، فإنّ المسؤولين الحاليين في أنديتنا، وجامعتنا أثبتوا أنّ سلالة هؤلاء العباقرة الذين أخذوا من كلّ شيء بطرف لم تنقرض بعد، وأنّ الجمع بين عدّة حقائب أمر ممكن خاصّة أنّ المال متوفّر، واللّسان يغزل الحرير، و»الماكينات الإعلامية» تشتغل، والجمهور «المسكين» تقبّل هذا الوضع الذي أصبح فيه المسؤول يفهم في التسيير، والمال، والأعمال، والسياسة، والقانون، والفن... ومن يقول العكس فإنه متّهم بـ»التّنبير»، والتّشويش على الناجحين في كلّ شيء.

وأظهر رؤساء الجمعيات أنّهم يفقهون في كلّ شيء تقريبا، فهو يجيدون لعبة السّياسة بما فيها من كياسة، وأناقة، وقدرة فائقة على «التّكوير» الذي تحوّل بفضله المهدي بن غربيّة من رئيس لجمعيّة رياضيّة إلى وزير شهير. ولا تكاد نعثر على فريق يتيم لم يلحقه شرّ «التسييس» الذي تسبّب للجماهير الرياضية في أكثر من كابوس جرّاء هذا الخلط الكبير بين عالمين متناقضين، وجعلتهما فوضى «الثّورة»، والفراغ الرهيب الذي خلّفه عزوف فيلق من الرياضيين من الساحة «توأمين» لا ينفصلان. وكيف يحصل «الفراق» بينهما، ودكتور الكرة نفسه عزّز «زواج المصالح» بين القطاعين بعد تلك الرّسالة المعروفة إلى أحد أكبر الزّعماء السياسيين. ولا يحذق المسؤولون في كرتنا لعبة السياسة فحسب بل أنّهم يدّعون في الجلد المدوّر معرفة، فهم يعزلون المدربين، ويعيّنون المستشارين، ويختارون اللاّعبين، ويحدّدون أحيانا التّشكيلات الأساسيّة في المقابلات الرسميّة بل أنّ بعضهم تكفّل بتحديد هويّة منفّذ ضربات الجزاء كما حصل في أحد لقاءات الكأس وسط صدمة جميع الحاضرين.

والحقيقة أنّ المواهب المتعدّدة للمسؤولين في الكرة التونسية لا تكشف لهفتهم الكبيرة على المناصب، والأضواء، واستعراض العضلات في كلّ المجالات فحسب، وإنّما تعكس أيضا خطورة هذا التشتّت بين أكثر من إختصاص. وتؤكد هذه الظّاهرة أنّ ثقافتهم «الموسوعيّة» كذبة كبيرة حتّى أنّ الجماهير الرياضية أصبحت تشكّ في مشاريعهم الوهميّة، ولا تصدّق خطبهم الشّعبويّة، ولا تؤمن بسياساتهم الارتجاليّة التي جعلت كرتنا في الحضيض.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا