برعاية

الموركي .. رجل أعمال يطربك بماركته المسجلة

الموركي .. رجل أعمال يطربك بماركته المسجلة

المستديرة عالم ساحر وجميل، كل من يدخل فيه يبقى مسجونا بإرادته فيه، وعشق كرة القدم لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين رجل وامرأة، كل منهم يعبر عن هذا الوله بطريقته الخاصة، أحيانا تكون عبر فكرة مجنونة، وأحيانا عبر ارتباط وثيق لا يعترف بالمسافات ولا الجغرافيا، هناك من يقطع المحيطات والبحار ليقرع بأنامله طبلة يحملها على جنبه، وهو يحث فريقه أو منتخبه ليعطي ما عنده، وهناك آخر يعزف أجمل المقطوعات عبر "عود"، وغيره من يعزف على مزماره، كلها عندهم أدوات حرب تحرك الدماء في اللاعبين. وأثناء مباراة الأخضر أمام اليابان في طوكيو في الجولة الماضية من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا 1 /2، ظهرت اللقطة بالمدرجات، رجل كبير في السن بلغ من العمر ما بلغ تجاعيد الزمن رسمت على وجه، وملأ الشيب شعره ولحيته، هو رجل ليس بغريب على المدرجات ولا على الجماهير، يعرفه الرياضيون الصغير قبل الكبير.

ببساطته المعتادة حاملا ميكروفونه الذي رافقه لقرابة أربعة عقود، يذهب أينما حل الأخضر أو "الوحدة" عشقه الخالد، في جميع أنحاء المعمورة، مرت أجيال وأجيال، اعتزل الكثير منهم، تغير المكان والزمان، ولا يزال عميد رابطة المدرجات في المدرج بميكروفونه يردد الأهازيج مشجعا ومطربا الحضور، ويبث روح الحماس وسط اللاعبين.

من أطهر البقاع بدأت سيرة العم العجوز عاطي الموركي، كرجل متيم بحب تراب الوطن ومكة، من خلال ولائه للوحدة انطلق للمدرج، عاصر الأجيال، ومنها الجيل الذهبي، وأبناء أم القرى يتغنون بحبه، وأهازيجه التي يرددونها كثيرا، خاصة قبل كل مباراة "باقي للحلو تكة وتفرح مكة"، حتى أصبح لصوته نكهة تخلط الحاضر بالماضي القديم، ولاسمه في المدرج ماركة "الموركي"، كالتي طبعت على بعض القطع "الموركي .. ماركة مسجلة"، كما انفرد بشخصيته وهندامه عن أقرانه عندما ينسف شماغه فوق رأسه بطريقة "بنت البكار" الشخصية المتعارف عليها شعبيا منذ الستينيات. جميع حواري وأبواب البلد الأمين تفتح للمخضرم بكل ود واحترام، لم يتوقف عن الدعم والمساندة في جميع المحافل الإقليمية والدولية. عاطي هذا المشجع المخضرم قد لا يعرف الكثيرون أنه رجل أعمال ظل يدعم الوحدة على مر الأعوام بماله وجهده ووقته، حتى إن المباراة الواحدة في مكة أو جدة تكلفه من ستة آلاف إلى عشرة آلاف يدفعها من جيبه لأعضاء رابطته، ولم يتنازل يوما عن ميكروفونه، بيحث يبقى واقفا في المدرجات، ولم يختر مقعدا في المنصة، أنه أقدم رئيس رابطة لا يحب الظهور إعلاميا فقط يكتفي بحضوره المؤثر كقائد في المدرجات، حتى بات رمزا ثابتا لا يتغير ولا يتلون، كيف لا وهو ظل فيها طوال تاريخه الطويل الذي امتد 40 عاما فيها الوفاء والإخلاص والتضحية والعشق عنوان.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا