برعاية

ما بعد المباراة | تشيلسي تفوق بالكيف، ودفاع السيتي لا يتوجه بالبطولة!

ما بعد المباراة | تشيلسي تفوق بالكيف، ودفاع السيتي لا يتوجه بالبطولة!

تحليل قمة ملعب«الاتحاد» بين السيتي وتشيلسي ..

   تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر  

 حسم تشيلسي مباراة القمة التي جمعته أمام مانشستر سيتي 3/1 على ملعب «الاتحاد» في افتتاحية الجولة الـ14 من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة كان التقدم فيها من نصيب السيتي، الذي خسر لأول مرة مباراة تقدم فيها على أرضه منذ أبريل 2009.

العنوان العريض لهذا فوز تشيلسي بفضل التفاصيل وسلاح المرتدات، ليعزز النادي اللندني صدارته ويخرج من مواجهتين ولا أصعب أمام توتنهام هوتسبير في الجولة السابقة، ومانشستر سيتي بعد ظهر اليوم بـ6 نقاط.

مانشستر سيتي | كرة القدم تعاقبه، ودفاعه الهش يُعاقبه أيضًا!

■ إن كان مانشستر سيتي يُريد الاستمرار في المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز فهو مطالب بالتعاقد مع قلب دفاع جديد في يناير المقبل، في ظل هذا المستوى المزري لقلبي دفاعه وأخص نيكولاس أوتاميندي -أسوأ لاعب في المباراة- يتحمل مسؤولية هدفين على الأقل بسوء تمركز وتركه لمناطقه الدفاعية في الهدف الثاني، وتفوق كوستا عليه في الهدف الأول لتشيلسي، وما يعزز تلك الحاجة لمدافع جديد أيضًا الإصابات التي لا تُفارق القائد فينسنت كومباني، لذلك أقول أنه بخط الدفاع هذا السيتي لن يكون بمقدوره الاستمرار في المنافسة.

بشكل عام، خاض السيتي مباراة جيدة، كان الطرف الأفضل وأهدر الفرص، لكن الدفاع مرة أخرى هو اللغز، دفاع السيتي يُتم ضربه بسهولة وبكرة واحدة حتى، وبمراجعة المباراة فتشيلسي لعب 3 كرات طويلة، واحدة في الشوط الأول، وانفرد منها هازارد وتخطى الحارس كلاوديو برافو، وكاد يٌسجل في الشباك الخالية لكنه مرر في قرار خاطئ.

وفي الشوط الثاني تكررت هذه الكرة «بالكربون» وجاء منها هدفين، هدف كوستا «التعادل» وهدف هازارد الثالث الذي حسم المباراة، ما يؤكد مدى الثغرة الموجودة في عمق دفاع السيتي، وهذه الثغرة متكررة.

■ مشكلة السيتي الدفاعية تظهر فور فقدان الكرة، في طور الهجمة يترك مساحات شاسعة بالخلف، وهذه المشكلة باتت أسوأ أمام فريق يقوده كونتي وممتاز في عملية التحول السريع من الدفاع للهجوم، وسرعات ويليان.

■ مرة أخرى تتحقق المقولة «من يهدر يقبل»، نقطة التحول كانت في الدقيقة 56، بعد فرصة سانحة من كيفن دي بروينه، انتهت بضربه للعارضة بغرابة والمرمى خالي أمامه، لترتد الكرة لهدف ثان لتشيلسي عبر ويليان.

■ رغم التغييرات المستمرة من جوارديولا على بعض العناصر وطرق اللعب، حيث خاض مباراة اليوم بطريقة 3/4/2/1، لكن الفريق ظهر بشكل جيد باستثناء النواحي الدفاعية، السيتي استحوذ على الكرة وخلق الفرص، وهنا أيضًا يعيبه عدم قدرته على استغلالها، ركز في هجماته على الجبهة اليمنى بوجود خيسوس نافاس ودعم كيفن دي بروينه المستمر، ومع إعطاء حرية لدافيد سيلفا الذي كان تمركزه على اليسار، لكن كان يدخل للعمق كثيرًا أو للطرف المقابل لفتح المساحات لليروي ساني لطلب الكرة وكادت هذه الاستراتيجية تؤتي أكلها باختراق رائع من ساني في الشوط الأول أسفر عن فرصة خطيرة من أجويرو، لكن رغم ذلك لا أعتقد أن ساني مناسب ليلعب دور الجناح بوجود 3 في الخلف.

■ للمباراة الثانية على التوالي، يفوز تشيلسي بالتفاصيل، في المباراة السابقة كان توتنهام الطرف الأفضل، مع ذلك فاز تشيلسي، اليوم تكرر الأمر وفاز تشيلسي وتخلص من خصمين ولا أصعب في مرحلة مهمة من الموسم.

تشيلسي هو أكثر الفرق هذا الموسم قدرة على استغلال الفرص مهما كانت قليلة (بلا تسديدة على المرمى طوال الشوط الأول)، في المقابل مثل مانشستر يونايتد في آخر 4 مباريات له صنع أضعاف فرص تشيلسي، لكنه لم يُحقق الفوز. تشيلسي لا يلعب لكن يفوز ، صحيح أن الفريق كما ذكرت لم يكن الطرف الأفضل، لكن تلك الواقعية واللعب على التفاصيل البسيطة والقدرة على حسم الفرص، هي التي ستمنحك البطولة في النهاية.

■ قد يعتقد البعض بالنظر إلى نتائج تشيلسي أن خط الدفاع بات حديديًا مع الإيطالي كونتي، لكن صراحة هذا لا يعود لقوة كاهيل ولا لويز الدفاعية، بل لـ«لُحمة» الفريق ككل وتكفل كل لاعب بواجباته والانضباط المتوافر.. مباراة اليوم جمعت بين مدرستين، المدرسة الإيطالية بقيادة كونتي والتي تلعب  بواقعية وعلى التفاصيل، ومدرسة جوارديولا التي لديها هاجس الاستحواذ والسيطرة، لكن لا السيطرة ولا الاستحواذ قد يضمنان لك الفوز دائمًا.

لويز سقط في أكثر من كرة أمام أجويرو، وكان من الممكن أن يُطرد في إحدى الكرات، ناهيك عن ضعف رقابته للمهاجم الأرجنتيني الذي تملص منه في أكثر من كرة، الأمر نفسه بالنسبة لكاهيل، صاحب المستويات المتذبذبة.. لذلك مستوى دفاع تشيلسي عائد للفريق ككل وليس للثلاثي الخلفي.

■ هناك ملاحظة هامة على هدف كاهيل، اللاعب كان عليه إبعاد الكرة بقدمه اليسرى في الزاوية القريبة، بدلاً من استخدام قدمه اليمنى بتلك اللعبة البهلوانية! قرار ساذج جدًا من مدافع دولي، للعلم كاهيل هو أكثر اللاعبين إحرزًا للأهداف «العكسية»، لكن على أي حال كاهيل كفر عن خطئه بإبعاد كرة من أجويرو من على خط المرمى في بداية الشوط الثاني، وهي اللعبة التي أبقت على حظوظ تشيلسي في المباراة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا