برعاية

الكلاسيكو | من استثنائي إلى عادي: ماذا حدث لخط وسط برشلونة الرائع؟

الكلاسيكو | من استثنائي إلى عادي: ماذا حدث لخط وسط برشلونة الرائع؟

لسنوات عديدة كان بمثابة اليد الطولى للكتلان، كيف انطفأ توهج خط وسط البارسا؟!

   تحليل | محمود عبد الرحمن     تابعه عبر تويتر  

كثيرون وصفوه بأفضل خط وسط في تاريخ اللعبة، الثلاثي تشافي وأندريس إنييستا وسيرجيو بوسكيتس أخذوا برشلونة إلى آفاق جديدة تحت قيادة بيب جوارديولا بين عامي 2008 و 2012، لكن يبدو أن هذه الأيام قد ولت، فاعتماد النادي الكتالوني بات أكبر الآن على هجومه لا خط وسطه .

لا يزال برشلونة يمتلك إنييستا وبوسكيتس، وبطبيعة الحال لم يتغير أسلوب النادي في اللعب في السنوات الأخيرة، حتى قبل رحيل تشافي للانتقال إلى قطر في نهاية موسم 2014/2015.

مع غياب إنييستا للإصابة، والتراجع الرهيب في مستوى بوسكيتس وإيفان راكيتيتش أيضًا، فقد برشلونة يده الطولى وظهر خط وسطه عاديًا في المباريات الأخيرة، ما أصاب العديد من المشجعين بالإحباط جراء فقدان فريقهم بعض من هويته التي جعلته يأكل الأخضر واليابس تقريبًا في العقد الأخير.

في الواقع كان الانخفاض تدريجي، وصول سيسك فابريجاس عام 2011 جعل جوارديولا يُجري بعض التغييرات التكتيكية في الموسم الأخير له مع الفريق، لم يلعب سيسك في مركزه، بل اعتمد عليه جوارديولا كمهاجم مزور، حتى لا يمس بمنظومة الوسط بقيادة تشافي وإنييستا وبوسكيتس.

وجود فابريجاس، جعل لاعب مثل تياجو ألكانتارا، أحد خريجي مدرسة لا ماسيا، لا يجد حلاً بعد أن عرقل قائد آرسنال السابق طريقه نحو الفريق الأول، سوى الرحيل في عام 2013، كان ذلك خسارة للاعب يحمل جينات «الكتلان»، والغريب أنه بعد عام واحد فقط رحل فابريجاس هو الآخر.

كان هذا قرار المدرب لويس إنريكي، الذي كان حريصًا على فلسفة أكثر مباشرة، لذلك تعاقد مع راكيتيتش، لجعل الفريق أكثر حسمًا من خلال التحول السريع للهجوم.

فلسفة إنريكي نجحت إلى حد كبير، بتألق لافت لإنييستا، ووجود تشافي كخيار من على مقاعد البدلاء إذا ما آراد برشلونة استعادة فلسفته بالاستحواذ على الكرة وإحباط المنافسين، أي أن برشلونة لم يعتمد فقط على فكرة الاستحواذ و «التيكي تاكا»، بل طعمها بأسلوب جديد باللعب المباشر، مع اعتماد أكبر على خط هجوم ناري.

في هذا الموسم حقق برشلونة الثلاثية، وظهر راكيتيتش بمستوى بارز رفقة زميله القادم معه في ذلك الصيف لويس سواريز. تشافي أيضًا لعب دورًا كبيرًا من جانبه، في حين كان إنييستا رجلاً لنهائي برلين حين حقق برشلونة لقب دوري الأبطال على حساب يوفنتوس.

لكن تشافي رحل عن النادي في ذلك الصيف، ووقع برشلونة مع ما يفترض أنه سيحل محله، أردا توران، لكن هذا الأخير أخذ وقتًا طويلاً للتأقلم مع برشلونة بعد إيقافه في الأشهر الستة الأولى بسبب الحظر الذي فرض على النادي لوجود مخالفات في التعاقد مع اللاعبين الشباب، وحتى كتابة هذه السطور لم يترك اللاعب التركي الأثر المنشود.

المتغير الأبرز بعد رحيل تشافي، أن ليونيل ميسي في كثير من الأحيان كان هو الذي يوفر الشرارة الإبداعية من الوسط، كان يسقط كثيرًا لمساعدة وسط ميدان فريقه والحفاظ على فكرة الهيمنة على تلك المنطقة، وتألق في دور صانع الألعاب وكهداف.

مع ذلك، فقد خسر برشلونة معركة الوسط كثيرًا هذا الموسم، طريقة لعب الفريق هذه الأيام أقل ملاءمة لبوسكيتس، الذي يُعاني أولاً على مستوى اللياقة البدنية بعدم وجود بديل له ومشاركته في جُل المباريات، وفنيًا لأنه بات مطالب بتغطية مساحات أكبر، ولعل هذا ما يفسر انخفاض مستواه خلال الأشهر القليلة الماضية.

علاوة على ذلك، وعلى غرار توران، كافح أندريه جوميش للتأقلم أيضًا مع برشلونة بعد انتقاله من فالنسيا في الصيف. كبديل طويل الأمد لإنييستا، لم يُقدم البرتغالي أوراق اعتماده بعد، أفضل مباراة له كانت أمام مانشستر سيتي على ملعب الأخير في دوري أبطال أوروبا، والتي انتهت بهزيمة مدوية للبارسا، لكنه أهدر في تلك المباراة فرصة سانحة للتسجيل.

بعض أنصار برشلونة نادوا بالاعتماد على سيرجي سامبر بدلاً من التعاقد مع جوميش، لكن لويس أنريكي قرر إرسال لاعب الوسط معارًا إلى غرناطة، وقد أظهر أنه ليس جاهزًا بعد للعب على أعلى مستوى حتى الآن، هل يحدث ذلك في المستقبل؟ الكثيرون في النادي الكتالوني لديهم شكوك، صحيح لديه الموهبة، لكنه لا يمتلك الشخصية للنجاح في كامب نو.

في هذه الأثناء، أحد اللاعبين الذين تكونوا بين جدران النادي والذي يستهوي البعض في برشلونة في خط الوسط، والحديث عن سيرجي روبيرتو، يتم الاعتماد عليه في مركز الظهير الأيمن، نظرًا لأن إنريكي لا يعتبر أن أليكس فيدال قادرًا على تعويض داني ألفيس.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا