برعاية

كأس تونس ... «ثورة» الـ «صّغار» أم هيمنة الـ«كبار» ؟

كأس تونس   ... «ثورة» الـ «صّغار» أم هيمنة الـ«كبار» ؟

عاشت الأجيال المتعاقبة على وقع الأفراح في سباق «الأميرة» التونسيّة منذ أن أهدى سيّد الميادين لكلّ الأوقات نورالدين ديوة أوّل كأس للـ»بقلاوة» في خمسينات القرن الماضي.

وأقيمت الأعراس، والاحتفالات في كلّ الجهات احتفاء بـ»الأميرة» الغالية التي كانت تتنقّل بين المدن، والقرى، والدشر، وتوزّع الفرح، والأمل على الجمعيات المنسيّة في الإعلام، والمغيّبة في المخطّطات التنمويّة، وفي خريطة الكرة التونسية، والتي لم يعد مسؤولو آخر زمان يلفتون إليها إلاّ عشيّة الانتخابات، والتّحالفات لتدمير الكرة، وقبر كلّ الأمنيات. وعاشت الجماهير التونسية لحظات استثنائية بفضل هذه المسابقة العريقة التي كانت تحسم تارة بركلات الترجيح، وتارة أخرى بعدد الركنيات، وأحيانا بـ»الباراج»... كلّ تلك المتعة قبل أن تتعرّض كرتنا إلى أكبر «براكاج» في تاريخها. وأنصفت «الأميرة» عدة جمعيات صغيرة، وعبّدت لها الطريق لتعانق المجد، وتكتب التاريخ، وهو أمر غير ممكن في البطولة بل أصبح من المستحيلات السّبعة منذ أن وضعت «الحيتان» الكبيرة يدها على التّاج منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن الذي دوّن للأبد ابداعات ضعاف الحال في الكأس، وسجّل بحروف ذهبيّة المواجهات التاريخيّة في السباق المثير نحو «الأميرة»، وذلك قبل أن تدخل عصر الانحطاط بـ»تواطؤ» من الجامعة، والجمعيات بعد الاتفاق على أن تشرب الجماهير الرياضية كأس المرّ في مسابقة كان عنونها الابداع، والفرح.

ولا ندري بأيّ حال سيظهر فرسان الكأس في مواجهات اليوم في ظلّ الفوضى التنظيميّة العارمة، والانسحابات المتكرّرة لبعض المنافسين، والعقوبات المسلّطة على البعض منهم، علاوة على بدعة القرعة الموجّهة، والبرمجة الغريبة، وكلّها عوامل ضربت مصداقية هذه الكأس التي رفعها «كبار» الكرة التونسية أمثال «ديوة»، و»موقو»، و»عتّوقة»، وطارق... وجعلتها تفقد أيضا عزّتها، وهيبتها، وتتخلّى عن «عدالتها الاجتماعية» التي كانت تضمن بفضلها حقّ الضعفاء في الفرح قبل أن يسلبه منهم الـ»كبار» في المواسم الأخيرة وسط ترحيب الجامعة التي تساند الأقوى حتّى وإن كان من تدعمه فاسدا مثل «بلاتر».

وسط هذه الفوضى يصارع عدد من الـ»صّغار» اليوم الظروف لقهر الـ»كبار» الذين حجز بعضهم ورقة العبور بصفة آلية كما هو حال «ليتوال» في وقت يخوض فيه صاحب النّسخة الأخيرة من الكأس، وهو الترجي مواجهة سهلة على الورق أمام بدر العين الحالم بالتعملق أمام «المكشخين». وتبدو حظوظ الأفارقة، والـ»صفاقسيّة» وافرة نظريّا لقتل طموحات بنبلة، و»الهمهاما» هذا إن لم يتطاول الفريقان المذكوران على نادي «باب الجديد»، و»السي .آس .آس» وهو أحد الملدوغين خلال الموسم الفارط من المفاجآت المدويّة للكأس التي تحمل في طياتها عدة مواجهات أخرى تحبس الأنفاس، ونتائجها غامضة كتلك التي سيخوضها «الباجيّة»، وهم من أصحاب الاختصاص في جزيرة الأحلام، وهي كبيرة، وتراود اليوم جمعية المكان، وبقية الفرسان مثل المكنين الذي يصطدم بالحمامات، ونسر جلمة الطائر أمام هلال مساكن الذي كانت له صولات، وجولات في الكأس بقيادة ملهم الأجيال زبير بيّة المتوّج بهذا اللقب مع النجم، والعارف بأجوائه الاستثنائية التي ستعيشها اليوم أكثر من جمعية مثل «القناويّة»، والمطويّة، والسّرس، وبن عروس، وحفّوز، وملعب اجيم الذي سيحتضن الـ»دربي» المثير بين جرجيس - المهجّر بفعل أزمة الملاعب - وقابس التي تعلّق آمالا عريضة على قطبيها الكبيرين للذّهاب بعيدا في الكأس التي تعشق المكافحين، ولن تغفر للمسؤولين الحاليين ما فعلوها بها من تشويه.

كأس تونس (الدّور السّادس عشر) (س13و30دق)

جمعية جربة – الأولمبي الباجي (الحكم أمير لوصيف)

سبورتينغ المكنين – نادي كرة القدم بالحمّامات (الحكم نضال لطيف)

نادي بنبلة – النادي الافريقي (الحكم مجدي بالحاج علي)

نسر جلمة – هلال مساكن (الحكم بلال الرزقي)

مستقبل المرسى – سكك الحديد الصفاقسي (الحكم سفيان قتات)

اتحاد المطويّة – اتحاد تطاوين (الحكم علي الحاجي)

وداد السرس – تقدّم ساقية الدائر (الحكم فتحي بن علي)

الترجي الجرجيسي – مستقبل قابس (الحكم محمّد أمين بن ناصر)

اتحاد سيدي بوعلي – اتحاد بن قردان (الحكم أسامة بن اسحاق)

الأهلي الحجري – الملعب القابسي (الحكم وسيم بن صالح)

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا