برعاية

كرة الكرامة (7)...البداية من الاحتراف والنهاية رأس مرفوع

كرة الكرامة (7)...البداية من الاحتراف والنهاية رأس مرفوع

يتناول الجزء الأخير من سلسلة تحقيق "كرة الكرامة" نظام الاحتراف وما هي معاييره بالنسبة للاعب والأندية والاتحاد والذي يتضمن عقود الاحتراف كركن أساسي في هذا النظام.

عندما نتحدث عن الاحتراف في كرة القدم لا يقتصر الأمر فقط على تأمين عقود للاعبين فقط وتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية، لأن وضع عقود لكل لاعب لبناني هو جزء من نظام الاحتراف الذي يشمل حياة اللاعبين اليومية داخل الملعب وخارجه بالإضافة إلى المنشآت الرياضية وأنظمة الإدارة الرياضية بين الأندية والاتحاد اللبناني لكرة القدم.

كل لاعب لبناني يمارس كرة القدم في لبنان هو محترف وليس هاويا، ففي عالم الرياضة كل رياضي يتقاضى أجراً لو كان دولاراً واحداً من النادي الذي يلعب فيه فهو "محترف" بالمعنى القانوني. لكن في لبنان كلمة احتراف تُستخدم كثيراً على أنها السبيل الوحيد لإنقاذ اللاعب اللبناني من عقود العبودية والأبدية التي تُكبله في الملعب.

نعم الاحتراف يُنهي عقود العبودية ويُجبر الأندية على الالتزام مع اللاعب وتأمين حقوقه كاملةً وذلك بموجب عقد مُتفق عليه بين الطرفين وموافق عليه من الاتحاد اللبناني لكرة القدم.

الاحتراف يبدأ من اللاعب نفسه الذي عليه تغيير نمط حياته والتفكير باحترافية بغية تحصيل مستحقاته وحقوقه ومن ثم تبدأ الدائرة بالاكتمال من أجل الوصول إلى الاحتراف الكامل الذي يتمثل بوجود عقود احتراف، ملاعب ومنشآت كرة قدم جيدة، نظام إدارة رياضية سليم حسب المعايير العالمية.

يقول رامي سعود، وكيل اللاعبين في لبنان، إن نظام الاحتراف يندرج في شقين، الشق الأول يتعلق باللاعب من النواحي الذهنية وأسلوب الحياة حياتياً وكروياً، وبالتالي الوصول إلى اعتبار اللاعب كرة القدم بمثابة مهنته الأولى والأخيرة.

أما الشق الثاني بحسب سعود الذي يتعلق بالأندية من النواحي التسويقية، الفنية، المالية، المنشأة الرياضية، تخريج اللاعبين، الفئات العمرية، ولا يمكن اختصار كلمة احتراف بالعقد فقط، لأن العقد هو النتيجة النهائية لنظام الاحتراف التي تُنظم العلاقة بين النادي ولاعب كرة القدم.

وينتقد سعود رؤساء ومسؤولي أندية كرة القدم في لبنان لعدم الفقه بكلمة "احتراف" ومعناها الحقيقي، وبالتالي وبحسب سعود فإن الأندية اللبنانية تعتقد أن دعوة اللاعب الآن لتوقيع عقد مع الفريق يعني احترافا وهذا مفهوم خاطئ.

بالنسبة لسعود عندما يكون هناك عقد بين الفريق واللاعب تُنظم كل الأمور وتنهي مشكلة عدم تحصيل الحقوق والواجبات وذلك لأن الكلام الشفهي بين النادي واللاعب يصبح خطيا على الورق وموقعا من الطرفين. وعلى أساس هذا العقد يعرف اللاعب حقوقه وواجباته وفي نفس الوقت يصبح النادي على يقين تام بواجباته وحقوقه.

في وقت يؤكد سعود عدم وجود كرة قدم في لبنان إذ هناك دوري أندية شعبية ترتدي قمصانا موحدة وتمارس هذه اللعبة على أرض الملعب. وذلك لأن كرة القدم في لبنان تعيش على أسس السبعينيات والتثمانينيات وليس كما هو حال اللعبة اليوم في العالم.

وعندما يتحدث رامي سعود عن نظام الاحتراف وكيفية الوصول إليه يُشير إلى وجود ثلاث مراحل هي (الهواة، نصف الاحتراف، والاحتراف)، وفي لبنان يؤكد سعود أن كرة القدم لم تصل إلى درجة الهواة أصلاً لأنه لو أخذنا في عين الاعتبار مثلاً الدرجة الثانية والثالثة في السويد فهي دوريات للهواة وتُنظم بشكل جيد عكس لبنان تماماً.

من وجهة نظر رامي سعود كرة القدم في لبنان شركة فاشلة والإدارة لا تعرف كيفية تطوير اللعبة وذلك للانتقال من مرحلة الأندية الشعبية إلى مرحلة الهواة، وهذه الخطوة تتطلب وضع خطة على ثلاث أو أربع سنوات بغية تغيير واقع اللعبة تماماً، وهذا الأمر يتطلب وجود أشخاص يعرفون جيداً معنى الإدارة الرياضية بغية وضع الخطط للمستقبل.

بالنسبة لسعود، اللاعب اللبناني لا يشكو الوضع الصعب الذي يعيشه وأصبح نمط حياته، الأندية اللبنانية استعبدت اللاعب على مر السنوات ووصل إلى مرحلة اليأس وأصبح مقتنعاً بالواقع المرير الذي يعيشه، والمشكلة أن هذا اللاعب يعتبر كرة القدم مجرد هواية.

ويُشير سعود إلى حادثة بسيطة تؤكد أن عقلية اللاعب اللبناني هي مشكلة أيضاً، وقال: "في إحدى المرات كنت مع مدرب منتخب لبنان، ونوه بأحد اللاعبين المُميزين، وطلب مني أن أتابعه في محاولة لكي يصبح لاعباً محترفاً في أحد البلدان الأوروبية، ذهبت إليه وتحدثت معه عن طريقة تطوير أدائه ومراقبة مستواه لكي نُحدد الوجهة التي من الممكن أن يحترف فيها، ليفاجأ سعود برد اللاعب الغريب: "هل لديك وظيفة لي هناك"؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا