برعاية

الواقعية السحرية... شعار ميلان هذا الموسم مع مونتيلا

الواقعية السحرية... شعار ميلان هذا الموسم مع مونتيلا

دقائق وينتهي ديربي الغضب بفوز ميلان، لكن هدف بيرسيتش القاتل أنقذ الإنتر في اللقاء، وحصل قطبا المدينة على نقطة في مباراة أعادت الوجه الجميل لبطولة الكالتشيو. وشهدت لحظات ما بعد المباراة مشاهد متناقضة بين الفريقين، فنجوم النيراتزوري دخلوا في حالة سعادة غريبة وكأنهم حققوا بطولة، بينما حزنت كتيبة الروسونيري بشدة، ودخل بعض اللاعبين في بكاء شديد، إنها لعبة المشاعر في بلاد عرفت تاريخيا بالواقعية الدفاعية مع شعار الفوز أهم من الأداء.

لا يزال الوقت مبكرا للحكم على تجربة ميلان الجديدة، لكن الشيء الظاهر لمتابع هذا الفريق خاص بشخصية مونتيلا التي يحولها لاعبوه إلى واقع ناجح داخل الملعب؛ فالفريق خسر نقطتين أمام إنتر، ولم يفز بنقطة كما كان يحدث بالسابق، رغم أن النتيجة واحدة في النهاية، تعادل إيجابي بين الفريقين الكبيرين.

يتلون ميلان حسب كل مباراة، ولا يلعب أبدا بأسلوب واحد هجوما أو دفاعا، وبالتالي يسجل الأهداف من زوايا عديدة دون توقع طريقة هجومه. وفي مباراة الـ"ديربي"، حصل الإنتر على الاستحواذ وسيطر في أغلب فترات المباراة، وكان يستحق التعادل عطفا على فرصه، لكن ميلان حقا ظهر بصورة الفريق ذي المستوى الثابت، ووصل إلى المرمى كلما أراد، سواء مع اللعب المنظم أو المرتدات.

أغلق مونتيلا نصف ملعبه واختار ترك الكرة لخصمه، ليتقدم لاعبو بيولي إلى الأمام كثيرا، وتزيد الفراغات بين الخطوط من الدفاع إلى الهجوم، مما أعطى أسماء مثل بونافينتورا وسوسو مساحة للتحرك في الثلث الأخير. لذلك سجل الإسباني هدفين ولا أروع. وحصل الفريق على فرص خطيرة عن طريق الربط بين كوتشكا، أباتي، ولوكاتيلي في جهة، وبونا رفقة دي تشيلو ونيانغ على الجهة الأخرى.

بلغة الأرقام، استحوذ ميلان على الكرة بنسبة 34 % فقط، مع 4 تسديدات على المرمى لكن مع هدفين، بنجاعة وصلت إلى 50 % في تطبيق عملي لما يسمى بواقعية المدرب الباحث عن النتيجة قبل أي شيء آخر.

واصل ميلان بعد ذلك خطواته الواثقة لكن بانتصار عريض هذه المرة أمام إمبولي، الفريق المنافس المعروف بميله إلى اللعب الموضعي القائم على التمركز، من أجل تقليل الفراغات بالكرة ومن دونها. ورغم النتائج السيئة للخصم في الموسم الحالي، إلا أن الفوز عليه بالأربعة على أرضه وبين جماهيره نتيجة ليست بالسهلة، وتعتبر علامة إجادة جديدة لهذا المشروع الواعد.

عاد فيتشينزو في هذه المباراة إلى أصوله القديمة، بالتحديد لفترة قيادته فيورنتينا في سنوات سابقة، حيث اعتمد الإيطالي أكثر وقتها على الاستحواذ واللعب الهجومي الممتع، وأعاد هذا الجانب في مباراة ميلان وإمبولي. لعب الضيوف بشكل منظم وصبر واضح، مع تمريرات قصيرة في أضيق المناطق، وتبادل مراكز بين الوسط والهجوم، ليسجل لاعبوه أكثر من هدف مع عدد لا بأس به من الفرص الضائعة.

وراهن مونتيلا على مزيج بين 4-3-3 و4-4-2، ويعود الفضل في ذلك إلى بونافينتورا؛ لاعب الوسط الذي أجاد في مركز الجناح على الخط، ليعود أثناء الدفاع إلى دائرة المنتصف تقريبا، ويترك الثنائي سوسو ولابادولا في الهجوم. وأثبت الفريق نجاحه في مختلف الظروف، بعد تألق لابادولا مكان باكا، وقيام ماريو بازاليتيش بدور كبير في منطقة الوسط، من أجل السماح لبونا بالصعود إلى الهجوم والتفرغ للاختراقات السريعة تجاه منطقة الجزاء، في دلالة واضحة على نجاح ميلان عندما يقرر أن يهاجم، ولا يعتمد فقط على التحولات كما حدث في الديربي.

تنوعت أهداف ميلان أمام إمبولي فالفريق يستخدم عدة تركيبات من أجل هز شباك منافسيه. وكانت البداية مع استراتيجية الضغط العكسي، عن طريق قطع الكرة في نصف ملعب الخصم، ومن ثم لعب كرة عرضية قاطعة عن طريق سوسو ليقابلها المهاجم المتحرك داخل منطقة الجزاء، في لقطة جميلة للهدف الأول.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا