برعاية

ما بعد المباراة | ريال مدريد استحضر روح سندريلا!

ما بعد المباراة | ريال مدريد استحضر روح سندريلا!

تحليل المباراة التي انتصر فيها ريال مدريد بشق الأنفس على ضيفه سبورتنج خيخون...

خرج ريال مدريد بالنقاط الكاملة من المباراة السهلة التي تحولت إلى صعبة جدًا أمام سبورتنج خيخون بعد انتصاره بهدفين لهدف ليدخل الميرينجي مواجهة الكلاسيكو بانتصار جديد وصدارة بأربعة نقاط على الأقل في حالة فوز برشلونة غدًا.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء .

ريال مدريد | عندما دقت الساعة معلنة منتصف الليل!

■ لا أعلم إن حدث هذا الأمر بسبب الهدفين المبكرين، أم بسبب إرهاق دوري الأبطال .. لست متأكدًا، لكن ما هو مهم أنني شاهدت ريال مدريد يتقمص دور سندريلا فبينما هو يلعب ويهدد ويضغط ويمارس كل الفنون الكروية الهجومية كانت أو الدفاعية، وإذ فجأة، وكأن الساعة دقت مشيرة إلى منتصف الليل ليتحول لاعبوه بمظهرهم الأنيق من الملابس المصنعة من مخلفات البلاستيك الملقاة في البحر إلى أشباح لاعبين يركضون خلف لاعبي خيخون غير قادرين على إيقافهم في الشوط الأول، وغير قادرين على مجاراتهم في الشوط الثاني!

■  بدأ ريال مدريد النصف الأول من الشوط الأول بشكل ممتاز جدًا .. ضغط كبير على عناصر خيخون من وسط ملعبهم ورغبة حقيقية في اصطياد أي كرة يفكر لاعبو الضيوف في تحويلها لهجمة مرتدة، وقد نجح الريال في مبتغاه بشكل كبير مما تسبب في وضع لاعبي خيخون تحت وطأة ضغط نفسي كبير جدًا، فهم لا يكادون يلتقطون أنفاسهم وتأخرهم في النتيجة يزيد من الضغط عليهم .. أنت تتلقى الضربات بينما لا تستطيع حتى الاعتراض!

أما عن الشكل الهجومي لريال مدريد فقد كان مميزًا هو الآخر .. حركية كبيرة من جانب ثلاث لاعبين هم خاميس رودريجيز وكريستيانو رونالدو وكريم بنزيما .. الأول يتحرك في أماكن الوسط لكن بطء سرعته يبعد عنه عامل المفاجأة والثالث تحركاته ربما تبدو غير مفيدة لكنها تحركات أشبه بتحركات كومبارس الأفلام .. ربما تراها غير مفيدة لكن المشهد لن يكتمل إتقانه دونها.

لكن لماذا لن يكتمل دونها؟ تخيل وأن كريم بنزيما يتحرك في المساحات التي ينطلق فيها كريستيانو رونالدو فماذا سيكون عليه الحال مع الكثافة الدفاعية من جانب لاعبي خيخون؟ بنزيما لم يكن مؤثرًا بشكل مباشر لكن رغبته الدائمة في مساعدة رونالدو كانت تجعله يختار الأماكن التي لا يختارها رونالدو الذي لم يتقيد بأي مركز بل أفسح له زيدان حرية كبيرة للتحرك في جميع مراكز الهجوم.

■  رونالدو لم يكن حتى يبدأ الهجمة من اليسار، فحتى عندما كان يُمنح الحرية كان على الأقل يبدأ الهجمة من اليسار في أغلب الفترات، وهو أمر ذكي من زيدان للحفاظ على المجهود البدني لدى نجمه.

رغبة كريستيانو كانت واضحة في الاستمرار في التألق التهديفي في الليجا وهو أمر دائمًا موجود، لكن تحركات رونالدو اليوم كانت نشيطة جدًا في الفترة التي لعبها ريال مدريد بشكل جيد وقد كان يساهم في صناعة اللعب والأهم، تطوير الهجمة.

في أكثر من لقطة كان لاعبو ريال مدريد يتحركون بالكرة ببطء نسبي وبدون رغبة سريعة في التقدم للأمام، لكن بمجرد وصول الكرة لرونالدو كان أكثر رغبة ممن حوله في الصعود بها وهو أمر كان يحفز منه حوله على التقدم معه، فينجح مع لوكاس فاسكيز مثلًا بينما لا يستطيع دانيلو مجاراته في سرعة النسق.

■  من الواضح جدًا أن تحركات رونالدو لم تكن عشوائية .. يمكن التدليل على هذا الأمر من خلال تحركات زملائه، فبمجرد ترك رونالدو للجبهة اليسرى كنت تجد إما كريم بنزيما أو خاميس رودريجيز يتمركز هناك لشغل تلك المساحة والقيام بدور الممول من الجانب الأيسر فيما كان يتكفل دانيلو بالجبهة اليمنى التي كان يتركها لوكاس فاسكيز هو الآخر وينضم لرونالدو في العمق لمساندته. استراتيجية زيدان اليوم -وأعيد التكرار على أن تلك الاستراتيجية كانت قبل دقات منتصف الليل!- كانت في تضييق المساحات بين الثلاثي الهجومي بينما يقوم خط الوسط أو الظهيرين بشغل المساحات التي يتركها الأجنحة على الأطراف بعد انضمامهم للقلب.

■  فجأة دقت الساعة الثانية عشرة! فقدت سندريلا ملابسها الأنيقة وعربتها الفارهة لتتحول لفتاة بائسة لا حول لها ولا قوة! في لحظة من اللحظات بين الدقيقتين 25 و 30 ابتلع لاعبو سبورتنج خيخون حبوب القوة بعد تراخي واضح من جانب لاعبي ريال مدريد الذين وجدوا أنفسهم يركضون خلف لاعبي خيخون غير قادرين على قطع الكرة كما كان في السابق.

ربع الساعة الأخير من الشوط الأول كان أشبه بمباراة ريال مدريد وفياريال .. لاعبو خيخون يتناقلون الكرة بحذر لكن بدقة مع بعض البطء يجعلهم يبنون الهجمة في وقت طويل نسبيًا لكن الكرة في النهاية تظل في حوذتهم.

■  فشل ريال مدريد في العودة لما كان يقدمه في النصف الأول من الشوط لكنه على الأقل حافظ لنفسه على التقدم في الشوط الأول، بينما كان الفريق ضعيفًا جدًا في الشوط الثاني غير قادر على إبعاد الخطورة عن مرماه واستمر الحال لكن بشكل أسوأ في الشوط الثاني وهو ما سنتناوله بشكل أكبر في الفقرة الخاصة بخيخون.

خيخون | السر في الثقة، والفريق خسر عندما فقدها للحظة واحدة!

■ بالطبع اللحظة الواحدة تلك هي التي نقصد بها في الفترة من بعد هدف خيخون وحتى نهاية المباراة لكن الفريق افتقد لتلك الثقة في النصف الأول من الشوط الأول .. فريق يشعر وأنه يواجه خصم أعلى منه بمراحل على كافة الأصعدة كما أن الحالة التي كان عليها كريستيانو رونالدو كانت تستطيع إرهاب لاعبي خيخون الذين كانوا غير قادرين على إيقافه.

فحتى المدافع المخضرم أموريبييتا -والذي كان أحد المدافعين الأشداء في أتلتيك بلباو- فشل تمامًا في إيقاف كريستيانو، فتحركات الأخير كانت حيوية جدًا كما أن الكرات العرضية كانت متقنة في أغلبها.

■ بعض التراخي في التمرير الدقيق من جانب لاعبي ريال مدريد منح خيخون فرصة لقطع الكرات في منتصف الملعب أو في مناطق ريال مدريد .. في البداية كان خيخون ليحصل على الكرة مضطر أن يحصل عليها هناك عند منطقة جزائه بينما مع تلك الكرات تمكن الفريق من صنع بعض الهجمات غير المكتملة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا