برعاية

وسط برشلونة إنريكي... من علامة الجودة إلى الحلقة الأضعف

وسط برشلونة إنريكي... من علامة الجودة إلى الحلقة الأضعف

حقق برشلونة ست نقاط ثمينة من ملاعب صعبة مثل الميستايا وسانشيز بيزخوان، بعد الفوز على فرق بقيمة فالنسيا وإشبيلية، لكن دون أداء مميز ومع عروض تكتيكية ضعيفة، ليعيش المدرب لويس إنريكي وطاقمه أياماً صعبة، لأن ثقافة النادي الكتالوني لا تعتمد فقط على تحقيق الانتصارات، بل الوصول إليها بطريقة جمالية، إنها فلسفة تتوارثها الأجيال، منذ أيام يوهان كرويف لاعباً ومدرباً، وبالتالي هناك نقاط ضعف واضحة في تكتيك البلاوغرانا، على الرغم من المكسب الأخير والاقتراب من الصدارة بفارق نقطتين فقط.

فشل برشلونة في التعامل مع فرق الضغط المتقدم، فعلها بيب غوارديولا في ملعب الاتحاد، وكاد أن يكررها خورخي سامباولي في الأندلس. فبعد تقدم إشبيلية بهدف فيتولو، انقلب الملعب رأسا على عقب، لكن سامباولي فقط جن جنونه بسبب الفرص السهلة التي أضاعها لاعبوه، وكأنه كان يشعر بخطورة الموقف وأن نجوم برشلونة سيعاقبونه في الشوط الثاني، هذا ما حدث فعلياً في آخر 45 دقيقة لكن ما وراء الأهداف يستحق الرصد.

يعاني حامل لقب الليغا أثناء عملية البناء من الخلف، لا يوجد لاعب وسط يستطيع التقدم بالكرة بعد إصابة إنييستا، لذلك يتم عزل بوسكيتس بسهولة عن بقية الرفاق، ويقوم مهاجم الخصم بالضغط على تير شتيغن ليمنعه من لعب الكرة بأريحية، وبعد هفوة سيلتا فيغو الشهيرة، قلت تمريرات الألماني العابرة للخطوط، وصار يلعب أكثر على المضمون، مما جعل الأداء رتيباً ومتوقعاً.

تقل خيارات التمرير أمام الحارس، ومع إصابة بيكيه تعقد الأمر أكثر، ليتم غلق زوايا الرؤية أمام قلبي الدفاع، لإجبار حامل الكرة على لعبها سريعاً تجاه الأطراف، وبعدها تبدأ عملية الضغط سريعاً في جانب معين من الملعب، لذلك زادت أخطاء وهفوات سيرجي روبرتو ولوكاس ديني، لأنهما يستلمان الكرة دائماً في أماكن لا تسمح لهما بحرية التصرف.

اهتم موقع "تيغين 11" الهولندي بدراسة تكتيك برشلونة خلال 10 مباريات عشوائية هذا الموسم بالليغا والأبطال، ولوحظ سريعاً غياب تأثير خط الوسط في مختلف المواجهات، مع حضور قوي لثلاثي الهجوم وزيادة نسبة التمرير بين لاعبي الدفاع وحارس المرمى، وبالتالي تحول اللعب إلى نسخة فردية في معظم الأحيان، لدرجة عودة ميسي المستمرة إلى منطقة الوسط، للحصول على الكرة ورميها قطرياً إلى نيمار أو سواريز.

أصبح خط الوسط يتحرك فقط بشكل عمودي، لفتح المجال أمام الظهير للخروج بالكرة، أو لخلق فراغ لازم لاستلام ميسي ونيمار، إلا أن هذه الطريقة باتت محفوظة جدا للخصوم، لأنهم على يقين تام بنسف الطاقم التقني لأهمية لاعبي الوسط في الاستحواذ والاستلام وبناء الهجمات، مما أثر بالسلب على إنتاج هذا الخط، لدرجة غيابه شبه التام عن الخريطة الحرارية في كل مباراة.

يظهر من الرسم زيادة التمريرات بين الدفاع ولاعب الارتكاز، لكن دون وجود أي تأثير إضافي في نصف الملعب الآخر، لأن لاعب الارتكاز الأساسي "بوسكيتس أو راكيتيتش" يستلم الكرة بظهره أكثر ما يمرر إلى غيره، مما يعني غياب الدور المحوري لثنائي الوسط في 3 مباريات مختلفة.

اشترى برشلونة أكثر من لاعب وسط، لكن كلهم لا يملكون خاصية لاعب الوسط الدائرة، نجم بقيمة تشافي أو تياغو ألكانترا لاعب بايرن الحالي، حتى أنرديه غوميش الوحيد القادر على إضافة الحلقة المفقودة، لم يدخل بعد في النظام التكتيكي ككل ويقلل من سرعة اللعب نتيجة وقوفه على الكرة وبطء قراره في المناطق الضيقة.

يتضح أيضاً من هذا الرسم خلال مباراتين ضعف التمركز عند وسط برشلونة، بسبب التواجد المستمر في نصف ملعب المنافس بعيداً عن الارتكاز الدفاعي، مما يجعل الضغط عليه خياراً سهلاً للغاية، بالإضافة إلى كثرة المداورة التي قادت الفريق إلى عدم وجود لاعب وسط واحد يؤدي دوره لمدة شهر متواصل بمستوى ثابت.

في كرة القدم، المدرب هو من يضع النص، والنظام الرئيسي الذي يسير عليه جميع اللاعبين، لكن يحتاج لوتشو إلى روح المغامر وشخصية البطل الذي يخرج بعض الشيء على "السكريبت" الرئيسي، بالتحديد بعد كثرة الغيابات والإصابات، وانخفاض مستوى بعض النجوم، لذلك لا مانع أبداً من التضحية بواحد من الـ MSN في بعض المباريات، في سبيل الرهان على خط وسط رباعي، والتحول إلى ما يشبه 4-4-2.

أو البدء من الأداء المميز للفريق في الشوط الثاني من مباراة إشبيلية، حينما أجرى الطاقم الفني تعديلاً تكتيكياً طفيفاً، بعودة روبرتو إلى قلب الدفاع كمدافع ثالث رفقة ماسكيرانو وأومتيتي، والبدء من الخلف بثلاثي صريح أمامه بوسكيتس ولوكاس وراكيتتش ودينيس سواريز، مع ميسي كصانع لعب كلاسيكي خلف الثنائي المتقدم نيمار وسواريز يساراً ويميناً، لتصبح الخطة أقرب إلى 3-4-1-2.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا