برعاية

اللحظة التي ربما ستحدد لقب بطولة العالم للفورمولا 1

اللحظة التي ربما ستحدد لقب بطولة العالم للفورمولا 1

بدأ سباق المكسيك الاحد الماضي عاديا بعض الشيء. سائقا المرسيدس يحلقان بعيدا في الصدارة تاركين الفرق الأخرى تجري خلفهما بلا هوادة ولكن نهاية السباق حملت لنا في طياتها العديد من المفاجآت والإثارة. ولكن الحظة التي حددت مجرى السباق لم تكن صراع فيتيل-ريكاردو-فيرشتابين ولا الحرب الكلامية بينهما ولا حتى أيضا فوز هاملتون بالسباق وحلول روزبرج في المركز الثاني.

أنا أتحدث هنا عن التجارب التأهيلية يوم السبت. ففي حين بدا أن هاملتون فرض سيطرته على كامل مجريات حصص التجارب الثلاث متصدرا جميع التواقيت، كان منافسه على اللقب. روزبرج يعاني حيث أنهى حصة التجارب الأولى بالمركز السابع أما الثانية والثالثة فأنهاهما بالمركز الثالث والرابع تباعا. وحتى في التجارب التأهيلية كان روزبرج في المركز الرابع معظم الوقت.

عبر هاملتون خط البداية النهاية بالمركز الأول. في هذه الأثناء كان روزبرج في بداية لفته الأخيرة في التجارب يحسن زمنه. عبر روزبرج المقطعين الأول والثاني بشكل مثالي لينهي لفته ويتأهل بالمركز الثاني لبيرهن بأنه استطاع إيجاد تلك الأجزاء من الثانية التي عجز عن أيجادها طوال فترة نهاية الأسبوع. وبذلك ضمن الانطلاق من الصف الأول إلى جوار زميله هاملتون وينهي السباق أيضا بالمركز الثاني خلفه محدا من خسائر النقاط في السباق على اللقب العالمي.

أنا أعتبر هذه اللحظة هي اللحظة التي برهن فيها روزبرج أنه من طينة الأبطال اللذين لا ينهاروا تحت الضغط والذين يستطيعون في لحظة عبقرية أن يقلبوا الموازين رأسا على عقب. من المعلوم بأن روزبرج لم يفز بالسباق ولكنه استطاع على أكمل وجه أن يجابه سرعة هاملتون الكبيرة بإنهاء السباق بالمركز الثاني ليقوم روزبرج بنفس الشيء الذي قام به طيلة الموسم عندما كان هاملتون لا يقهر: الوصول بالمركز الثاني.

جميعنا يعلم بأن الفوز باللقب يتطلب ثبات و تأدية ممتازة طوال الموسم ولكنه أيضا يتطلب لحظات من العظمة فإذا ما فاز روزبيرغ باللقب الحلم هذا العام والذي بات يقترب إليه أكثر فأكثر, فإن لحظة التأهل بالمركز الثاني تعتبر من أحد أبرز هذه اللحظات التي ستهدي روزبرج بطولة العالم.

نيكو روزبيرج وطوال هذه الموسم اعتمد على استراتيجية التركيز بكل سباق على حدة. الأمر الذي ساعده جليا للحفاظ على تركيزه الذي هجره في بعض الأحيان الموسم الماضي. تغلب روزبيرغ على هاملتون في مرات عدة هذا الموسم واستفاد من أخطاء وسوء حظ هاملتون مرات أخرى ولكنه كان دائما يبدو عازم الإرادة بكل هدوء وثقة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا