برعاية

على مسؤوليتي... خوفـا على الوزيـــرة مــن هـــــــــــؤلاء

على مسؤوليتي... خوفـا على الوزيـــرة مــن هـــــــــــؤلاء

إذا كانت الرياضة «أنثى»، والكرة، والوزارة أيضا في صيغة المؤنث، فلماذا لا تكون السّلطة - على رأي أحد مشاهير العرب - بيد امرأة مثل ماجدولين التي أتت بها الأقدار إلى وزارة شؤون الشّباب، والرياضة التي مرّ منها المبزّع، والنّجار، و»الأمبرطور» طارق الذي أكد بأعلى صوت أنّ العبرة تكمن في توفّر إرادة قويّة للتغيير، أمّا جنس المسؤول فيظلّ من الأمور الهامشيّة. 

ويعرف القاصي، والداني أنّ الوزيرة الحالية لرياضتنا، والوصيّة على شبابنا جاءت بقرار «شعبوي» يردّد مهندسوه نغمة التّشبيب، والمراهنة على المرأة في بلد تحرّرت فيه بنات حوّاء من كلّ القيود منذ عقود من الزّمن... ولن نخوض في خلفيّات هذا التّعيين لأنّه أصبح أمرا واقعا، ونرفض الاحتجاج عليه كما فعل بعض المهرولين نحو «المرشد» لغايات مفضوحة، ولكنّنا سنطالب الوزيرة بأن تنقضّ على هذه الفرصة التاريخيّة، للنّهوض بالشّباب، والرياضة التونسيّة، وإصلاح ما يمكن إصلاحه في هذه الظّروف الاستثنائية، وفي هذه السّاحة التي نخرها الفساد، ودمّرتها الفوضى. ولن يرى هذا الحلم النّور إلاّ بممارسة وزارة الشارني لصلاحياتها القانونيّة، ولسلطتها المعنويّة على كلّ الهياكل الرياضيّة، وينبغى أن تكون سلطة الإشراف الجهة الأقوى في السّاحة التي من الواضح أن صاحبتها تريد أن تشيع فيها الوئام، والسّلام، وتدعم فيها ثقافة التوافق، وهو ما تجسّم من خلال التواصل مع جامعة كرة القدم، واللّجنة الأولمبيّة، وهما من أهمّ الهياكل صناعة للمشاكل، وإثارة للفتن. (ومن شبه المستحيل حسب المتابعين أن يتغيّر ما بالطّبع). ومن الجيّد أنّ تفتح الوزيرة أبواب مكتبها للجميع شرط أن لا تكون هذه «الطيبة» مفرطة لأنّ الوسط الرياضي ليس بتلك المثاليّة التي تتخيّلها ماجدولين التي نطالبها بأن تحيط نفسها بأهل الصّدق، وبغلق الباب على «المنافقين» الذين بوسعهم أن يصوّرا لها هذا الجحيم على أنّه جنّة النّعيم تزلّفا، ورياء، ومن أجل قضاء مصالحهم الذاتيّة. وينبغي أن لا تشتّت الوزيرة مجهوداتها في الزيارات الميدانية، والصّور «التّذكاريّة»، وأن لا ترهق كتّابها بتلك البلاغات الروتينيّة، والخطب الخشبيّة. إنّ الوزيرة مطالبة أوّلا، وقبل كلّ شيء بالنّجاعة. ذلك أن تحقيق نجاحات قليلة أفضل بكثير من تقديم وعود كثيرة دون أن التّوفيق في تنفيذها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا