ما بعد المبارة | واليوم كدت أن تقع بما تكرر وتجاهلته يا زيدان!

تحليل تعادل ريال مدريد أمام ليجيا وارسو في دوري الأبطال...

وقع نادي ريال مدريد في فخ التعادل "3-3" أمام مستضيفه ليجيا وارسو وذلك في المباراة المقامة بدون جماهير على أرضية ميدان "بافيل كرالوفيك" لحساب الجولة الرابعة من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا.

وبهذا التعادل تراجع ريال مدريد للمركز الثاني بـ (8 نقاط)، خلف بوروسيا دورتموند الذي انفرد بالصدارة بعدما فاز على  سبورتينج لشبونة  بهدف نظيف.

ريال مدريد |  سوء دفاعي متواصل، تغييرات مبهمة ومتى تنهض تمامًا يا دون؟

 ◄ في مباراة كانت تبدو سهلة على الورق، فضل المدرب الفرنسي "زين الدين زيدان" اعتماد نظام المداورة لإعطاء فرصة للعناصر الاحتياطية (كوينتراو، ناتشو) كما جرب خطة مخالفة تمامًا لما تعود عليه الفريق، حيث لعب بـ 4-4-2 مشركًا كروس وكوفاسيتش في وسط الميدان، رونالدو وبيل على الأطراف والمفاجأة في الهجوم كانت بتجربته لأول مرة موراتا وبنزيمة.

 ◄ نظام زيدان الجديد وتحسنه بعد أزمة تعادلاته الأربعة (بين الليجا ودوري الأبطال) ظهر اليوم من جديد، فمنذ الدقيقة الأولى استطاع بيل التسجيل وعزز التقدم بهدف ثان بعد ذلك أي لم يكن هناك تأخر وانتظار الشوط الثاني لبدء الضغط القوي كما كانت الأمور سابقًا، لكن هل عرف الفريق كيف يتصرف بعد ذلك؟ هل تعامل باحترافية؟ لا، لا وألف لا

 ◄ كيف يتجاهل الريال في كل مرة مشكلاً أرقه منذ بداية الموسم؟ أتحدث بطبيعة الحال عن السوء الدفاعي الكبير والذي كان دائمًا يترجم باستقبال أهداف تدخله في وضعيات جد معقدة. ذكروني بمباراة لم يتلق فيها النادي الملكي هدفًا على الأقل خلال الموسم الحالي! ستستغرقون وقتًا طويلاً للإجابة، فإن راجعنا لن نجد سوى مقابلتين فقط من أصل 16.

 ◄ لنرى اليوم أين كان الخلل بالضبط، أولاً وقبل كل شيء هناك رباعي في الخلف لم يلعب جنبًا إلى جنب من قبل وهو ما جعلنا نرى غيابًا تامًا للتناغم وما كان حاضرًا هو شبه فوضى فقط. ناتشو وفاران لم يغطيا أبدًا بالشكل المناسب وفشلا في الرقابة الدفاعية في العمق وذلك دون أن ننسى كروس وكوفاسيتش خصوصًا الذي لم يضغط كما يجب على مهاجمي ليجيا وارسو وكان مهتمًا في معظم الوقت بالمهام الهجومية.

 ◄ على مستوى الأطراف، جهة كوينتراو ظهر فيها خلل كبير وأتى من خلالها ولو بطريقة غير مباشرة هدفين، كان بإمكانه فرض ضغط قوي مثله مثل باقي زملائه (خاصة كوفاسيتش). الأهداف الثلاثة كانت من تسديدات وذلك يفسر بعدم يقظة المدافعين وتدخلهم لتضييق المساحات وزوايا الرؤية على المهاجمين .

 ◄  لننتقل نحو الأداء الهجومي، نقاط إيجابية كثيرة هنا، فكما ذكرت في البداية هناك المبادرة السريعة وكذلك اللا مركزية بين رباعي المقدمة، فهم كانوا يتحركون بتنوع وتغيير مميز للمراكز. بيل بدون شك المبدع الأول بينهم، فهو حرك الجهة اليمنى بذكاء موقعًا على هدف وصانعًا الآخر.

 ◄ خط الوسط بزغ فيه هجوميًا كوفاسيتش، فهذا الأخير أبدع بتمريراته الذكية سواءً في ظهر المدافعين أوفي التوزيع بين الأطراف (ما مكنه من المشاركة بشكل كبير في صنع هدف) وذلك إضافة إلى شجاعته وأخذه المبادرة للتسديد في مناسبات عديدة مهديًا في النهاية تعادلاً ثمينًا لفريقه

 ◄  الشراكة بين بنزيمة وموراتا لم تكن أبدًا ناجحة وخاصة بالنسبة للإسباني الذي كان اليوم تائهًا، قد يفهم أن زيدان أراد تجريبهما في مباراة كهذه، لكن عليه ألا يكرر الأمر، فالأفضل أن يترك موراتا احتياطيًا كورقة رابحة أو على الأقل يعطيه الحرية بإشراكه وحيدًا كأساسي.

 ◄ويعود رونالدو لأدائه المخيب، اليوم بدا وكأنه غائب عن اللقاء، ففرصه قليلة، تناغمه مع المهاجمين منعدم ولا يزال لا يركز أبدًا في اللمسة الأخيرة، لقد كان بصراحة من بين أكبر المخيبين اليوم.

◄ماذا عن تغييرات زيزو؟ لم تكن أبدًا في محلها، فلا نفهم لماذا أخرج بنزيمة الذي كان جيدًا نوعًا ما وأبقى على موراتا المختفي اليوم، لماذا أسينسيو بدل كوينتراو (مهاجم بدل مدافع)، هذا التبديل لا يتم إلا إذا كنت متقدمًا بفارق كبير وحتى إن كان يريد المجازفة، فدفاعه هش ولا يصلح لذلك أبدًا ولعل الهدف الثالث الذي استقبلته شباكه خير دليل على ذلك.

◄ كخلاصة، على زيدان أن يقوم بعمل كبير في تحسين الدفاع وحثه على المبادرة والضغط بشكل متواصل وذلك بطبيعة الحال في انتظار عودة كاسميرو الذي يعطي قوة أكبر للفريق وتوازنًا مهمًا. الهشاشة الدفاعية ليست وليدة اليوم ويجب التركيز عليها كثيرًا وإلا ستكون هناك كوارث حقيقية في مواجهة الفرق العملاقة. شخصية الفريق لم تنضج بعد بالشكل  الكافي، فالتقدم بهدفين أو حتى ثلاثة يجب ألا يجعلك تتهاون، بل يشجعك على إضافة المزيد مع التحلي بالصلابة