برعاية

على مسؤوليتي...«شعب» الافريقي و«دولة» الترجي

على مسؤوليتي...«شعب» الافريقي و«دولة»   الترجي

«شعب» الإفريقي و»دولة» الترجي هما من المصطلحات الأكثر جاذبية في «باب الجديد»، وباب سويقة، والأوسع جدلا في السّاحة الكرويّة. 

والحقيقة أنّ هاتين العبارتين الرائجتين في الجمعيتين الأعرق في تونس وقع تحميلهما ما لا يحتملان من معان، وزعم البعض أنّ لهما خلفيات سياسية، وتجسمان النّغمة «الشّعبويّة» في حين أن كل القرائن تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنّ التسميتين تلقائيتان، ونابعتان من الشّعب، ولهما دلائل رمزيّة لا غير. ومن المعلوم أن عبارة «الشّعب» لقيت رواجا كبيرا مع المدرب الجزائري السابق للفريق العريق، ومهندس بطولة 2008، عبد الحق بن شيخة الذي استخدم هذه التسمية للتعبير عن كثرة المحبين لفريق «باب الجديد». وهي حقيقة دامغة يعترف بها أبناء البلد، ولاحظها أيضا الأجانب الذين انبهروا بالقاعدة الجماهيرية الرهيبة للنادي الافريقي في كلّ شبر من تراب الجمهورية. ويدرك العارفون بتفاصيل اللّهجات المعتمدة في بعض البلدان الشقيقة (مثل الجزائر)، أو في مناطقنا الداخلية أن أكثر من لسان ينطق لفظة «شعب» (الضمّة فوق الشّين) لتأكيد الوفرة، والكثرة، وإبراز الحشود الكبيرة، وهو المقصود من استخدام هذا المصطلح في حديقة القبائلي.

ونأتي إلى عبارة «الدولة» التي يردّدها الترجيون منذ عقود من الزّمن لما فيها من تأثيرات معنوية، ولوقعها الكبير في النفوس، ويحترز البعض على استعمالها «خوفا» من الخلط بين السياسية، والرياضة. والواضح أنّ هذا المصطلح هو شعار يرفعه الأحباء لتأكيد الهيبة، والهيمنة، وربّما أيضا التنظيم الإداري، والمالي المحكم، وكلّها صفات متّفق عليها، وبارزة للعيان في حديقة المرحوم حسّان. وقد يقول البعض إنّ هذه التّسمية نتيجة حتمية لعلاقة التّصادم تارة، والتلاحم تارة أخرى بين شيخ الأندية، والسّلطة، وهي حجّة ضعيفة بدليل أن كلّ الـ»كبار» عاشوا التطوّرات ذاتها في علاقتهم مع الدّولة، لكن لا أحد منهم أطلق على نفسه مثل هذه التّسميات «الرّمزية»، والمتداولة في عدّة منتخبات، وجمعيات، ويكفي أن نستحضر «الملك» ريال.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا