برعاية

ما بعد المباراة | ميهايلوفيتش وقع في فخ دي بور !

ما بعد المباراة | ميهايلوفيتش وقع في فخ دي بور !

التحليل الفني لانتصار الإنتر على تورينو

     بقلم | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   

أوقف الإنتر سلسلة خسائره في السيري آ بالتفوق على ضيفه تورينو بهدفين مقابل هدف على ملعب سان سيرو، وتقدم ماورو إيكاردي للنيرادزوري بهدف الشوط الأول استغلالًا لخطأ جو هارت الكبير، ولكن أندريا بيلوتي عدل النتيجة لصالح التورو مستغلًا خطأ موريييو وأنسالدي في إبعاد الكرة، وقبل النهاية بدقائق قليلة عاد البومبر الأرجنتيني وخطف هدف الفوز الثمين للإنتر بتسديدة قوية ومتقنة للغاية من داخل منطقة الجزاء.

دعونا نحلل أداء الفريقين ...

الإنتر | رب ضارة نافعة !

رب ضارة نافعة، الضرر كان بغياب جاري ميديل للإيقاف، والنفع كان بقرار المدرب الهولندي دي بور إشراك بروزوفيتش بدلًا منه لا فيليبي ميلو كما كان يفعل سلفه مانشيني ... هذا القرار أضاف الكثير من الجودة والمهارة الفردية لخط وسط الإنتر، فقد أصبح فني أكثر ولديه قدرة على صناعة الهجمات بسرعة وإيجابية بدلًا من البطء والتمريرات السلبية التي كانت حاضرة قديمًا.

نتيجة هذا أن الإنتر لم يستحوذ على المباراة سوى بنسبة 48% أي أقل من منافسه، لكنه سدد 22 تسديدة منها 6 على المرمى وهدفين ! فيما سدد التورو 7 تسديدات فقط منهم اثنتين على المرمى لا أكثر ! الإنتر اليوم لعب باستراتيجية جديدة نسبيًا، وقد بدا وكان مدربه الهولندي بدأ يتعلم العقلية الإيطالية، لأنه لم يعتمد الاستحواذ وتمرير الكرة كثيرًا في الوسط وبناء الهجمات بجماعية وتمريرات كثيرة ... اليوم اختار المدرب أن يلعب السهل الممتنع، بأن يتمركز في نصف ملعبه ومن ثم يستخلص الكرة وينطلق مباشرة وفورًا للهجوم بتمريرات قصيرة وانطلاقات مهارية من لاعبيه .. وبهذا صنع أكثر من فرصة خطيرة للتسجيل لكن التوفيق حال دون ترجمتها لأهداف خاصة في الشوط الثاني حين اندفع التورو بقرار غريب وسيء من مدربه الصربي، هنا يُمكن القول أن دي بور نصب الفخ لمنافسه والذي وقع به ... الفخ بأن يعود لنصف ملعبه ويعتمد على التمركز به واستخلاص الكرة والتحول سريعًا للهجوم في هجمات مرتدة سريعة ومباشرة.

مع هذا، فالمفترض مع هذه التركيبة أن تكون فرص الفريق أكثر وأخطر، لكن الشوط الأول مر دون هذا الأمر، نتيجة شيء من عدم الانسجام والتفاهم بين الخماسي خلف إيكاردي، لكن الأمر تحسن كثيرًا في الشوط الثاني خاصة مع المساحات التي تركها التورو في نصف ملعبه. الإنتر لو أكمل بهذه المجموعة سيتحسن هجوميًا ويُصبح أخطر على مرمى منافسه لكنه قد يعاني دفاعيًا إن لم يضحي الجميع ويلتزم بالواجبات الدفاعية ... كما فعل ويفعل إيدير عادة !

فهذا الخماسي مطالب بالعودة للخلف في الحالة الدفاعية والضغط على الخصم في وسط الملعب وفي نصف ملعبه ليمنعه بناء الهجمة وفي نفس الوقت ليحاول استخلاص الكرة سريعًا والارتداد بسرعة للهجوم ... هذا بالظبط ما تحسن في الإنتر اليوم، التحول من الدفاع للهجوم، كان سريعًا ومباشرًا وإيجابيًا.

ميراندا لعب مباراة ممتازة من حيث التحرك والتمركز والمواجهات المباشرة، وكان يتقدم لخط الوسط ليصنع الزيادة العددية ويُعوض تقدم جواو ماريو أو بروزوفيتش للأمام عدة أمتار، لكن المدافع القادم من أتليتكو مدريد فقد الكرة تحت الضغط أكثر من مرة وهذا خطير للغاية .. في مرتين كاد أن يتحول الخطأ لهجمة خطيرة للتورو لكن ميراندا كان محظوظًا.

أنسالدي في كل شيء أفضل من سانتون ! حتى وإن لم يصل للمستوى المطلوب والمستوى المقنع، لكنه على الأقل أفضل السيئين إن جاز التعبير .. اللاعب القادم من جنوى يجب أن يتواجد في التشكيل الأساسي بدلًا من الإيطالي الذي فشل بيعه مرتين في سوق الانتقالات الأخير لأسباب صحية.

إيكاردي مهاجم ممتاز، لا أختلف مع تصنيفه أحد أفضل 5 مهاجمين صندوق في العالم، تقريبًا لا يُهدر الفرص خاصة إن كان في كامل حضوره الذهني وكامل تركيزه، اليوم قاتل على فرصة ميتة وأحرز هدف، وأحرز الثاني بمهارة ممتازة ... إيكاردي لا يجب أن يُحاسب على عدم إحرازه للأهداف بل على إضاعته للفرص التي تسنح له، وأنا واثق أن العدد لن يكون كبيرًا أبدًا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا