نهاية أشهر كذبة تكتيكية..ثلاثي الخلف خطة فاشلة في إنكلترا!

نهاية أشهر كذبة تكتيكية..ثلاثي الخلف خطة فاشلة في إنكلترا!

منذ 7 سنوات

نهاية أشهر كذبة تكتيكية..ثلاثي الخلف خطة فاشلة في إنكلترا!

"لا تحتفل هكذا وأنت فائز بنتيجة أربعة أهداف بدون مقابل"، وجّه مورينيو نصيحته إلى كونتي بعد صافرة الحكم مباشرة، ليرد الإيطالي في المؤتمر الصحافي، مؤكدا أنه يعرف كيف يتصرف، ولا دخل لأحد في طريقة تحركه خارج الخط. إنها لعبة الشغف أولا وأخيرا، لذلك استمتع المتابعون بالعرض الكروي الرائع ضمن قمة هذا الأسبوع من البريمييرليغ، مع تساؤلات قوية حول أداء مانشستر السيئ، ومستوى تشيلسي الاستثنائي.

اتجه أنطونيو كونتي سريعا إلى خطته المفضلة بتواجد ثلاثي خلفي صريح، خصوصا بعد تعاقد الفريق مع ألونسو ودافيد لويز، ليضمن الإيطالي ظهيرا أيسر قادرا على القيام بدور الجناح، ومدافعا يجيد الصعود إلى منطقة الارتكاز. ولجأ مدرب الأزوري السابق إلى هذا التكتيك، من أجل تقليل الفراغات في القنوات بين الأظهرة والمدافعين، نتيجة كبر سن لاعبيه في الخلف، وحاجتهم إلى كثافة عددية في معظم الحالات.

وفّرت خطة 3-4-3 دعما رئيسيا على الأطراف، بتقدم الأظهرة وربطهم مع الأجنحة الصريحة على الخط، ليتحول الرسم إلى ما يشبه 3-4-2-1، بغلق المحور عن طريق كانتي وماتيتش، والضرب من الأطراف بثنائي على كل جانب، رفقة كوستا في قلب منطقة الجزاء. بينما في الحالة الدفاعية يعود الظهيران إلى مرماهما، ويدخل الجناحان إلى الداخل بالقرب من ثنائي الارتكاز، لتصبح الخطة 5-4-1 من دون الكرة.

يتحرك رباعي فقط من تشيلسي أثناء التحولات هجوما ودفاعا، مع ثبات لاعبي الوسط حول دائرة المنتصف، مما جعل فريق كونتي أفضل في كافة مراحل المواجهة، بعد تقليل الفراغات في وبين الخطوط، كلما حصل اليونايتد على الكرة، بالإضافة إلى تحويل اللعب من العمق إلى الطرف والعكس، بأقل عدد ممكن من اللعبات.

تفاصيل صغيرة هي التي تحسم هذه المباريات، وبعد استقبال اليونايتد هدفا مبكرا انقلبت أفكار مورينيو سريعا، لأن البرتغالي جهّز نفسه على خطة قريبة من مباراة ليفربول، عبارة عن دفاع ثم دفاع ثم دفاع، مع الاعتماد على المهارات الفردية أو الكرات الثابتة في محاولة هز الشباك، لكن كل هذا تحطم بعد أقل من 30 ثانية، بالتحديد بعد تسجيل بيدرو هدف الافتتاحية.

لا يزال البرتغالي يعاني من صعوبات بالغة عندما يُجبر على ترك الدفاع وخلق الهجوم، حدث هذا الأمر أمام السيتي في الأولد ترافورد، ثم تكرر بعد رأسية كاهيل التي جعلت تشيلسي متفوقا بهدفين، مما جعل رسم 4-2-3-1 لمانشستر لا يساوي شيئا. فالفريق الأحمر لعب بالفرنسي بوغبا في المركز 10 أمام ثنائي المحور هيريرا وفيلايني، ليقوم مورينيو بتعديل خطواته بإشراك ماتا مكان لاعب الارتكاز البلجيكي.

أمام أي دفاع منظم لا يتقدم كثيرا، لن تسجل عن طريق المهاجم أو الجناح، بل بواسطة صانع اللعب المتأخر في نصف ملعبك، عن طريق لاعب الارتكاز الخاص بك، لكن البرتغالي لم يفعل ذلك وأكمل المباراة بدون لاعب ارتكاز من الأساس، ليفشل تماما في مسايرة نسق وسرعة اللقاء، حتى بعد مغامرته الأخيرة بإشراك الفرنسي مارسيال في آخر نصف ساعة.

ذهب البعض إلى المقارنة بين بول بوغبا وإيدين هازارد قبل وأثناء وبعد المباراة، لتميّز الثنائي في المهارة والمراوغة، وتفوقهما في الناحية التقنية، مع سعرهما الخيالي في سوق الانتقالات بكل تأكيد، فالفرنسي جاء إلى مانشستر بسعر قياسي، بينما يحصل البلجيكي على صيت ثقيل في بورصة النجوم في أوروبا، لكن الحكم النهائي أشمل من ذلك بمراحل، لأنه يدور أكثر حول الفكرة، مدى بناء النظام التكتيكي الذي يخص الفريق ككل، ومن ثم نبدأ التفتيش في مستوى كل لاعب.

ليس الأمر دفاعا عن بوغبا أو تقليلا من هازارد، لأن تكتيك اليونايتد أضعف من تشيلسي، وهذا هو الأساس. فمورينيو حتى الآن لم ينجح في وضع تصور هجومي كامل لفريق لا يفضل الدفاع من الأساس، وبالتالي عليه خلق فراغ أكبر أمام نجومه الذين يفضلون ذلك، فالسؤال هو أين يستلم بوغبا الكرة لا كيف يستلمها، فلاعب بهذا الثمن يستطيع التسديد والصناعة، لكنه يحتاج إلى خطة تُخرج أفضل قدراته.

الخبر من المصدر