برعاية

ما بعد المباراة | ذكريات فان خال، وكونتي عاد للأصل

ما بعد المباراة | ذكريات فان خال، وكونتي عاد للأصل

كيف تفوق تشيلسي برباعية لا غبار عليها أمام اليونايتد؟

 اكتسح تشيلسي ضيفه مانشستر يونايتد برباعية نظيفة في المباراة التي لُعبت على أرضية ملعب ستامفورد بريدج لحساب الجولة التاسعة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وهي نتيجة تأتي لتكرس المرحلة السيئة جدًا التي يمر بها الشياطين الحمر.

تشيلسي | كونتي عاد للأصل، فوجد التوازن

 ◄يُقال أن التوازن سر نجاح فرق كرة القدم، وأعتقد أن ذلك هو التوازن هو من جعل تشيلسي يظهر بصورة مميزة اليوم، وهو نفسه من خان مورينيو ليظهر فريقه تائهًا لا يعرف كوعه من بوعه. تشيلسي تفوق بشكل واضح على الصعيدين الهجومي والدفاعي، لأن مهام لاعبيه كانت معلومة، والأفكار التي عملوا عليها طيلة الأسبوع تمكنوا من تطبيقها دون مشاكل.

◄لكن، كيف وجد كونتي التوازن؟ كلنا نعرف أن كونتي هو ربما أكثر مُدرب في البريميرليج أو حتى في أوروبا قاطبة غير من رسمه الخططي هذا الموسم...فقد بدأ بـ4-2-3-1ـ ثم تحول في بعض الأحيان لـ4-4-2، وبعد التذبذب الكبير في مستوى الفريق والأزمة الصغيرة التي دخل فيها، اهتدى كونتي لخطة 3-4-3، والتي بغض النظر عن كونها مكّنت المُدرب الإيطالي من استغلال مؤهلات لاعبيه بشكل أفضل، إلا أنها حلّت أهم مشاكل تشيلسي في بداية الموسم والتي كانت كامنة في خط الوسط.

◄كونتي ببساطة عاد للأصل...فتلك الخطة مع مشتقاتها هي نفسها من قادته للنجاح مع يوفنتوس ثم مع المنتخب الإيطالي، وما إن عاد لها مع تشيلسي حتى رأينا أنه عثر على ذلك التوازن الذي حرر لاعبي الخط الأمامي، قرّب بين خطوط الفريق وأغلق الثغرات الكبيرة التي كانت تجعل كانتي في بعض الأحيان اللاعب الوحيد أمام ثلاثي أو رباعي من لاعبي الخصم. البلوز أصبحوا الآن يلعبون كمجموعة واحدة بثلاثة خطوط متقاربة تعمل من أجل هدف واحد، كما أن الخطة الجديدة مكنت بيدرو وهازارد من البقاء قريبين أكثر من كوشتا، وهو يُسهّل عملية التحول الهجومي للفريق.

◄ذلك بشكل عام، أما إن تحدثنا عن مباراة اليوم بالتحديد، فسنجد أن تشيلسي استغل أيما استغلال سوء وسذاجة الضغط على حامل الكرة في وسط الميدان. القصور الكبير في الضغط المبكر أدى لوصول كرات كثيرة لثلاثي الخط الأمامي والذي تمكن اليوم من تهديد مرمى دي خيا مرات عديدة.

◄شكلت الإضافة الهجومية لموسيس وماركوس ألونسو علامة فارقة في الكرات الكثيرة التي خلقها تشيلسي عبر الرواقين اليوم. النيجيري والإسباني كانا نشيطين هجوميًا، وهو من مزايا خطة 3-4-3 التي تتيح لهما القيام بعمل هجومي أكبر مقارنة بدور الظهيرين الاعتيادي، فيما كان يضم هازارد ومعه بيدرو للعمق بشكل مستمر، وهو ما خلق عدم توازن كبير في دفاعات اليونايتد.

◄أما في الشوط الثاني، فيُحسب لتشيلسي أنه استغل خطأ مورينيو بإخراج فيلايني بشكل ممتاز. كانتي وماتيتش أصبحا حينها يتقدمان أكثر للأمام بعد استرجاع الكرة، وهو ما كان يجعل البلوز أحيانًا في وضعية تفوق عددي أمام لاعبي اليونايتد، وهو أمر ظهر في لقطة هدف كانتي...أما في لقطة هدف هازارد، فيكفي أن تتابع طريقة تحرك ماتا الساذجة وتركه مساحات شاسعة في ظهره، لتعرف أنه في مركز لا يقرب لمركزه الأصلي، ولربما تلك من أهم مشاكل اليونايتد.

◄فرديًا، يُمكنني أن أشيد بكل لاعبي تشيلسي فردًا فردًا، إلا واحد أو اثنين، وهو أمر طبيعي عندما تكون عجلة الفريق تدور بشكل جيد. لكن لا يُمكن أن أمر مرور الكرام على ما قدمه كانتي في خط الوسط والذي من بين حملات اليونايتد القليلة تمكن من استرجاع 4 كرات وإيقاف هجمتين، ناهيك عن عمله الهجومي الذي جعله يخلق فرصتين ويُسجل هدفًا. بيدرو المتراجع في الفترة الأخيرة كان مميزًا جدًا في الشوط الأول خاصة وأنه تمكن من إضافة الشق الدفاعي لعمله الهجومي الجيد، أما هازارد، فيكفي أن أقول أنه كان في ليلة جيدة لتعرف عن ماذا أتحدث.

مانشستر يونايتد | خطأ اللاعب المناسب في المكان غير المناسب

◄كما سبق وأن ذكرت في الفقرة السابقة، مورينيو عاجز تمامًا عن إيجاد التوازن، فجل اللاعبين يبدون تائهين على أرضية الميدان، ورغم أنه حاول التغطية على ذلك بعقلية دفاعية في المباريات الصعبة، إلا أنه فُضح اليوم عندما تلقي هدفًا مبكرًا...اليونايتد رسميًا في أزمة صعبة، فما شاهدناه مؤخرًا لا يختلف شيئًا عمّا شاهدناه مع فان خال.

◄سمعت كثيرًا أن لاعبي اليونايتد سيئين ولا يملكون الجودة الكافية للمنافسة على الألقاب، لكني أرى غير ذلك...أرى سوء استغلال كبير للاعبين على أرضية الميدان، أرى أن منظومة الفريق لا تعمل و أن أفكار المُدرب لم تُستوعب بعد. أرى أيضًا أن جزءً من اللاعبين لا يلعبون في مركزهم الأصلي، وأرى أيضًا إصرارًا من مورينيو على 4-2-3-1 التي قد لا تتماشى وخصائص لاعبيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا