ما بعد المباراة | إنتر الموظفين، واليد العفنة لابد من بترها !
التحليل الفني لخسارة الإنتر أمام أتالانتا
بقلم | تامر أبو سيدو تابعه عبر تويتر
خسر الإنتر مباراته الثالثة على التوالي في السيري آ بسقوطه أمام أتالانتا في ملعب أتليت دي آدزوري بهدفين مقابل هدف واحد، وقدم الفريق شوط أول سيء للغاية أنهاه متأخرًا بهدف أندريا ماسيليو، وقد تحسن الأداء قليلًا جدًا في الفترة الثانية فسجل هدف التعادل عبر إيدير لكن ركلة جزاء احتسبت ضد دافيدي سانتون منحت أتالانتا الفوز بهدف ماوريتسيو بينييا.
دعونا نحلل أداء الفريقين ...
أتالانتا | الاستغلال الأفضل لنقاط ضعف منافسه
انتصار أتالانتا مستحق تمامًا وبجدارة كاملة، كان الطرف الأفضل في المباراة على مدار شوطيها واستغل نقاط قوته وعرف جيدًا كيف يلعب على نقاط ضعف الإنتر وهذا ما يُحسب للمدرب جاسبيريني، فيما يُحسب للاعبين الجرينتا والروح العالية التي لعبوا بها وإظهار شخصيتهم بعد تلقيهم هدف التعادل وعودة الإنتر نسبيًا للقاء.
أتالانتا لعب بطريقته المعتادة 3-4-2-1، وقد أحسن جاسبيريني الاستعداد للقاء فنيًا، بأن لعب على أبرز نقاط ضعف ضيفه وهي الأطراف .. المدرب خلق جبهتين قويتين، في اليمين كونتي وكيسيي وكورتيتش، وفي اليسار درامي وفرويلر وجوميز. الجبهتان خنقتا أطراف الإنتر تمامًا بالضغط عليهما بقوة ومنعهما من التحرك الهجومي ووضعهما دومًا في حالة دفاعية لمنع الهجمات والتمريرات العرضية لداخل منطقة الجزاء وقد حسمت مجموعة أتالانتا المعركة لصالحها وبسهولة تامة في أغلب فترات المباراة.
والجميل في الأمر أن جوميز كان يتحرك بشكل مرن وحر أكثر من غيره في الملعب، استغلالًا لمهاراته الفردية الكبيرة ولقدرته على التسديد من بعيد، ولذا لعب بين خطوط الإنتر كثيرًا وتحرك في المساحة خلف ميديل وأمام قلبي الدفاع جيدًا، وكذلك خلف جواو ماريو الذي لم يكن جيدًا اليوم.
الضغط القوي جدًا على الإنتر في نصف ملعبه أيضًا كان نقطة قوة تحسب للمدرب، لأنه حرم النيرادزوري من بناء الهجمات بالشكل الذي يريده وفصل بين خطوطه خاصة الهجوم والوسط، مما جعل كل لاعب يعيش عزلة لا يعرف كيف يتحرك ليخرج منها.
النقطة السلبية في أداء فريق بيرجامو اليوم كانت في اللمسات الأخيرة للهجمة، خاصة خلال الشوط الأول الذي سيطر به الفريق تمامًا على الملعب لكنه لم يكن إيجابيًا جدًا على مرمى هاندانوفيتش، فالفريق لم يخلق سوى فرصتين حقيقيتين رغم سوء الإنتر الشديد.
باعتقادي أيضًا أن أندريا بيتانيا مهاجم لا يصلح للاعتماد عليه خارج منطقة الجزاء، فهو نعم يجيد استلام الكرة والحفاظ عليها لكنه لا يجيد التصرف بها لعدم امتلاكه المهارة اللازمة لذلك، لذا الأفضل له أن يتواجد دومًا داخل المنطقة بانتظار التمريرات العرضية، اليوم لعب به أتالانتا كمحطة للهجمات لكنه كثيرًا ما فقد الكرة وأفسد الهجمة.
الإنتر | اليد الميتة لابد من بترها !
لا أظن أن الإنتر لعب مباراة أسوأ من تلك التي قدمها اليوم أمام أتالانتا خاصة في الشوط الأول، ولا أظن أنه سيلعب أسوأ منها وإلا سيخرج بخسارة فاضحة ! ربما من حُسن حظ الفريق أنه واجه أتالانتا صاحب الحلول العادية في خطه الأمامي، لا أعلم كم كانت ستكون النتيجة لو واجه نابولي أو روما أو لاتسيو أو حتى سامبدوريا وجنوى وكالياري !
الأمر يتخطى كثيرًا الجوانب الفنية وأخطاء المدرب، الأمر يتعلق بغرفة الملابس وباللاعبين أنفسهم .. هناك شيء ما في الإنتر، هناك شيء يقسم المجموعة لمجموعات صغيرة كما يبدو أو يجعل كل لاعب لا يفكر سوى في نفسه فقط دون النظر للمجموعة وللفريق. لاشك أن الضغوطات قوية على الجميع وأخبار التخلي عن المدرب وعن بعض اللاعبين مؤثرة ومشكلة إيكاردي لها بصمتها، لكن كل هذا لا يُبرر أبدًا الأداء الهزيل جدًا من اللاعبين .. أداء خالٍ من أي حماس وروح وجرينتا، أداء موظفين لا يهتمون سوى لسماع صافرة النهاية والعودة لحياتهم خارج الملاعب ! باعتقادي الجميع يجب أن يُعاقب اليوم باستثناء إيدير وهاندانوفيتش، فالجميع لم يقدم ما لديه على الصعيد الذهني والقتالي.
يُصاب الإنسان أحيانًا بالغرغرينا وهي بكتيريا تُسبب تلف وعفن لأحد أطراف الجسم وإن لم تعالج تتسبب بموت هذا الطرف تمامًا، وهنا لابد من بتره حتى لا يتفاقم الأمر ويصل لباقي الجسد. أطراف الإنتر مصابة بالفعل بهذا المرض وماتت بالفعل ويجب بترها ! كيف هذا؟ يجب أن يُفكر المدرب جديًا بالتخلي عن نقطة ضعف الفريق الكبرى وهي أظهرته وهذا بإيجاد طريقة لعب لا تتطلب وجودهم في الملعب .. الحل السحري؟ 3-5-2 أو 3-4-3 بكافة أشكالهما.
سانتون وناجاتومو قدما مباراة أخرى سيئة للغاية وكانا مفتاح تفوق أتالانتا في المباراة، لم يصمدا دفاعيًا ولم يقدما أي شيء هجوميًا، تحسن الأمر قليلًا حين شارك أنسالدي بدلًا من الياباني لكنه لم يصل للمطلوب أيضًا. لذا على دي بور أن يفكر جديًا بإبعاد كل أظهرة الفريق عن التشكيل الأساسي والبحث عن وجوه جديدة في فريق الشباب أو توظيف لاعب جديد في هذا المركز أو التخلي عن المركز تمامًا كما أوضحت باعتماد طريقة لعب 3-4-3 أو 3-5-2.