برعاية

ما بعد المباراة | اليوفي دفع ضريبة رهان مونتيلا ودوري الأبطال!

ما بعد المباراة | اليوفي دفع ضريبة رهان مونتيلا ودوري الأبطال!

واصل ميلان بدايته الموفقة للموسم وبصم على فوز مهم جدًا على حساب ضيفه يوفنتوس بهدف نظيف في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب سان سيرو لحساب الجولة التاسعة من الدوري الإيطالي، وهو فوز أكّد المرحلة الجيدة التي يمر بها الروسونيري والتراجع الكبير للسيدة العجوز.

والآن مع تحليل أداء الفريقين ..

ميلان | وسط مهاجم وهجوم مدافع أديا للفوز!

■ نعم هكذا انتصر ميلان الليلة، بلا هجوم حقيقي! أمام ثلاثي دفاعي متمركز لا يتحرك للأمام كان متوقعًا أن يعاني ثلاثي هجوم ميلان وخاصة الكولومبي كارلوس باكَّا في دخول منطقة الجزاء، وهو ما جعل مهمة الهجوم تبدو معقدة في بادئ الأمر وهو ما دفع المدرب فينتشينزو مونتيلَّا للاستثمار في مراكز أخرى على أرض الملعب ودفع المهاجمين للقيام بدور مختلف.

■ كان على مبايي نيانج الأكثر تأثرًا بإدارة مونتيلَّا للمباراة بعد أن أولكت له مهام دفاعية بالضغط العالي على داني ألفيش خصيصًا وأندريا بارزاليي في مرحلة بدء الهجمات لليوفي، وكذلك فعل كارلوس باكَّا الذي علم أنه كان من شبه المستحيل الحصول على الكرة دون إيقاع مدافعي البيانكونيري في الأخطاء، وهو ما حدث خاصة في الشوط الأول. أما سوزو فكان ينضم للوسط ليصبح شكل الفريق في حالات الدفاع 4-4-2 عوضًا عن 4-3-3.

■ نيانج أيضًا كان الأكثر مساهمة في صناعة الهجمات من الخلف، لكنه كان ملتزمًا أكثر من اللازم باللعب على الطرف عوضًا عن ضرورة الدخول للعمق والاقتراب من باكَّا في ظل دعم بونافينتورا للفرنسي على الجانب الأيمن. لكن يبقى النجم الشاب مجبرًا على ذلك التحرك في ظل سعيه لصناعة الهجمات، أمر لا يجيده من العمق وكان ينبغي على زميله الإسباني صاحب المردود الأقل من جانب ميلان سوزو القيام به. لو كان لاعب ليفربول الأسبق دخل للعمق في حالات الهجوم ليصبح شكل الفريق 4-3-1-2 أو 4-3-2-1 لربما أصبحت مهمة ميلان أسهل كثيرًا في الوصول لمرمى جانلويجي بوفون.

■ هذا ما ينقلنا للخط الأهم في خطة مونتيلا .. أظهر خط الوسط بقيادة جاكومو بونافينتورا مرة أخرى ذكاءً تكتيكيًا هائلًا وقدرة مذهلة على تنويع أساليب الدفاع والهجوم معًا. ما بين مرونة بونافينتورا التكتيكية التي تخوله اللعب كجناح أيسر أو لاعب وسط أيسر وأحيانًا الدخول للعمق مباشرة، تحركات لوكاتيلِّي الناضجة للغاية للاعب بعمر الـ18 والأهم لتأمين الثنائي هو دور يوراي كوتشكا وجهده الوفير للغاية في التحرك خلفهما في حالات الهجوم وسرعة ارتداده للجهة اليُمنى حيث ميراليم بيانيتش في حالات الدفاع.

■ على الجانب الهجومي كان بونافينتورا المزعج للغاية فارقًا لصالح الروسُّونيري باستغلاله ضعف هيرنانيس الدفاعي وعدم قدرة سامي خضيرة على التغطية على المساحات خلف داني ألفيش أو تقديم دور هجومي يجبر بونا على الانغماس في الأدوار الدفاعية. أما على الجانب الدفاعي، فما كانت مهمة الوسط وكوتشكا بالطبع لتكتمل لولا الدور الممتاز لإجنازيو أباتي على الرواق الأيمن وتحركه للداخل ليصبح "ليبرو" الوسط بشكل غير مباشر في الكثير من الأحيان داعمًا السلوفاكي قدر الإمكان. صحيح أن دور اللاعب الإيطالي المتفرغ للدفاع جعل سوزو وحيدًا بعض الأحيان على الجانب الأيمن وحرمه من الدعم الهجومي المطلوب في حالات الارتداد الهجومي، لكنه بمساعدة غياب أليكس ساندرو، الذي لم يعتمد عليه مدرب اليوفي ماسيميليانو أليجري كثيرًا في جهته اليسرى للهجوم، منح أمانًا أكبر لفريق راهن على عناصر وسطه وكسب ذلك الرهان بجدارة.

■ بالعودة لخط الدفاع، يثبت الثنائي أليسيو رومانيولي وجابرييل باليتَّا أنه ربما الأفضل في السيري آ هذا الموسم، حتى وإن ساهمت إصابة باولو ديبالا كثيرًا في تألق اللاعبين .. الأول لم يجد تلك الصعوبة في منع خوان كوادرادو من التواجد كثيرًا داخل منطقة الجزاء، كما ساعد زميله على إيقاف جونزالو هيجواين، أما الثاني فكان السبب الأبرز في غياب "إل بيبيتا" وبفضل المنظومة المميزة للفريق كان الرجل الأخير في الملعب الذي يصحح أي خطأ ويسد أي ثغرة، فكان موجودًا دائمًا في أي جهة تتسرب منها الكرة لصالح اليوفي. أما ماتيا دي شيليو فربما كان الحلقة الضعيفة الأخرى في صفوف الفريق بعد سوزو، لكن يحسب له كثافة تحركاته 

■ باختصار، وبالنسبة للمدرب فينتشينزو مونتيلَّا، فقد كسب 3 رهانات: الأولى هي المراهنة على الهجوم من الوسط وذكاء عناصره خاصة نضج لوكاتيلِّي ومرونة بونافينتورا، والثاني هو الدفاع من الهجوم والضغط العالي الذي فرضه لاعبو الميلان على عناصر اليوفي وتحديدًا المهاجمين على لاعبي الوسط والدفاع، وهو ما يفسر سبب إحصائية التسديد المخيبة للبيانكونيري بـ3 كرات على المرمى فقط من 22 تسديدة. أما السبب الثالث فهو الحالة البدنية المخيبة للغاية للبيانكونيري وهو ما حرم أليجري من اللعب بخطة 4-4-2 التي كانت لتسبب مشاكل أبرز لميلان من خطة 3-5-2، وهو ما أدى لإصابة ديبالا، وهما عاملان سنتحدث عن تأثيرها على الفريق المنافس في فقرته الخاصة.

 يوفنتوس | إصابة ديبالا قسمت ظهر أليجري

■ هزيمة يوفنتوس كانت متوقعة للغاية بالنظر لظروف الفريق وخيارات ألِّيجري في المباريات السابقة .. فمن فترة التوقف الدولية إلى مباراتي أودينيزي وليون الأسبوع الماضي، وقع لاعبو البيانكونيري ضحية الإرهاق المتوقع في مثل هذه الفترة من الموسم لفريق ينافس على كافة الجبهات عكس ميلان. كما دفع أليجري في هذه المباراة ضريبة تفضيله بوضوح دوري أبطال أوروبا على الدوري الإيطالي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا