برعاية

ما بعد المباراة | 41 عامًا كانت حاسمة لميلان

ما بعد المباراة | 41 عامًا كانت حاسمة لميلان

     بقلم | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   

حقق ميلان انتصارًا قد يكون الأهم له هذا الموسم بالتفوق على مستضيفه كييفو فيرونا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وأنهى الفريق الشوط الأول متقدمًا بهدف يوراي كوتشكا قبل أن يُضيف مبايي نيانج الهدف الثاني في بداية الشوط الثاني، وبعدما قلص والتر بيرسا الفارق بهدف من ركلة ثابتة، تمكن البديل كارلوس باكا من إضافة الهدف الثالث في آخر لحظات اللقاء بتسديدة غيرت اتجاهها بعد ارتطامها بالمدافع داريو دانييلي.

دعونا نحلل أداء الفريقين ...

ميلان | اختبار الشخصية ومرونة الوسط

انتصار ميلان اليوم وبغض النظر عن كل الأمور الفنية والتكتيكية والبدنية، فهو انتصار مهم على صعيد الشخصية، فالفريق اليوم مر باختبار لشخصيته ومدى تطورها ونضجها وقد تخطاه بنجاح كبير، هذا لأن ميلان لن يلعب كل يوم مباراة الفوز بها سيجعله خلف المتصدر تمامًا ومتخطيًا فرق مثل إنتر ونابولي ولاتسيو وفيورنتينا .. لذا كان الفوز والثلاث نقاط اليوم هي الأهم ليدخل الفريق مواجهة يوفنتوس بثقة جيدة وروح معنوية ممتازة.

ما أصبح يميز ميلان هذا الموسم هو تنظيمه الجيد خاصة دفاعيًا، فالفريق يتحرك وفقًا لآلية محددة وليس بشكل عشوائي ... هناك تحركات دون كرة تكشف هذا الأمر جيدًا، والجميل أن تلك التحركات أصبحت مكررة كل مباراة وليست مجرد صدفة .. أصبحنا نرى الهجوم من اليسار بلاعب الوسط بونافينتورا مع نيانج، فيما في اليمين من الظهير أباتي مع سوزو، مع ثبات دي شيليو ليؤدي الواجبات الدفاعية وتلك نقطة إيجابية لأن الإنتاج الهجومي للمدافع الشاب منذ بدأ يلعب مع الفريق الأول لا يزيد كثيرًا عن الصفر.

وسط ملعب ميلان صار مرنًا كثيرًا، نرى عدة طرق لعب وعدة أشكال تكتيكية لانتشار اللاعبين في الوسط والهجوم. فهم على الورق 4-3-3 ولكن في الملعب تتحول أحيانًا إلى 4-2-3-1 بدخول نيانج للعمق خلف المهاجم وتقدم بونافينتورا للجناح الأيسر، وأحيانًا تتحول لـ4-4-2 بدخول نيانج ليصبح المهاجم مع لابادولا وسوزو وبونافينتورا في الجناحين، وأحيانًأ يدخل بونا للعمق ويترك نيانج في الطرف ... كل هذه المرونة تعتمد على تحركات لاعب واحد هو بونافينتورا الذي بتحركاته واتجاهاته يحرك كل اللاعبين حوله، واللاعب الثاني هو نيانج الذي أظهر الكثير من النضج هذا الموسم بتحركاته الواعية دون كرة وتوظيف وتطويع مهاراته لصالح جماعية الفريق.

نعم ميلان تحسن، لكنه مازال يعتمد في العمل الهجومي في الثلث الأخير من الملعب على الجوانب الفردية للاعبين، مازال بناء الهجمة والتدرج بالكرة وصولًا لمنطقة الخطر ليس بالشكل المطلوب ويمكن وصفه بالسيء صراحة ! ميلان اليوم لم يصنع سوى هجمة أو هجمتين بجهد جماعي لكن أهدافه الثلاثة جاءت بلمسات فردية من اللاعبين ! ولو لم تحضر تلك اللمسات لربما لم يسجل الفريق ولم يفز !. مونتيلا عليه العمل جيدًا على هذا الجانب، على أن يُصبح للفريق آلة هجومية جماعية فعالية ومنتجة حتى لا يصبح أداء الفريق مرتبط بأداء بعض لاعبيه فرديًا فقط.

ما يستحق الإشادة في ميلان قلبي الدفاع باليتا ورومانيولي ومن خلفهم الحارس دوناروما، هذا الثلاثي منح الفريق قاعدة صلبة يستطيع الوقوف عليها، هذا الثلاثي ضمن لزملائهم بقاء النتيجة 0-0 حتى يسجلوا هم الهدف المنشود .. أداء ثنائي الدفاع مع الحارس الشاب ممتاز للغاية ويتطور من مباراة لأخرى وهم بقوتهم يساعدون الوسط والهجوم كما أنهم يستفيدون من التنظيم الجيد للوسط.

اليوم وخلال الشوط الأول لم يتقدم كوتشكا أبدًا للهجوم، كما اعتاد خلال المباريات الأخيرة .. أن يثبت للواجبات الدفاعية لأن سوزو لا يدافع، لكنه في الشوط الثاني بدأ ينال حرية الحركة للأمام وربما هذا بعدما رأى مونتيلا تسديدته الصاروخية التي عبرت جيدًا عن قدرات اللاعب الهجومية ومدى الإضافة القادر على تقديمها. كوتشكا بدأ يتقدم في الشوط الثاني مع تكليف سوزو بواجبات دفاعية جعلته يظهر كثيرًا في الجزء الدفاعي من فريقه. هذا شيء يحسب للمدرب وقراءته للقاء.

ميلان اليوم استغل عاملًا حاسمًا للغاية، وهو تقدم أعمار لاعبي كييفو فيرونا خاصة أصحاب الخط الخلفي، فنحن نتحدث عن 4 لاعبين مجموع أعمارهم 137 عامًا !! ولذا خسروا كل المواجهات الفردية مع لاعبي الميلان الأربعة المكلفين بالهجوم والتي تبلغ مجموع أعمارهم 96 عامًا !! 41 عامًا .. يا له من فارق بين الطرفين استغله نجوم ميلان جيدًا باستخدام السرعة والقوة البدنية كثيرًا في المواجهات الفردية وقد لعب هذا دورًا حاسمًأ في تفوقهم وتفوق فريقهم خلال اللقاء.

وقد لاحظنا أيضًا أن ميلان بدأ الشوط الثاني بقوة أكبر واندفاع أكبر، استغلالًا فيما يبدو للفارق في الجاهزية البدنية للطرفين ... ربما أراد مونتيلا خلال الشوط الأول إرهاق لاعبي كييفو بالجري بالكرة كثيرًا دون جدوى ليستغل هذا في الشوط الثاني.

كييفو فيرونا | أراد الطرفين، فخسر العمق !

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا