برعاية

«الغميز» .. سحري

«الغميز» .. سحري

ليس "غمزة العين"، التي صافح بها الأرجنتيني ليونيل ميسي عشية نزال الأخضر أمام الأرجنتين وديا، عندما اختاره حينها مدربه الهولندي مارفيك، كلاعب أساسي، أمام أعظم نجوم الكرة العالمية، من وضعت فهد المولد في قلوب الجماهير، لكن هناك أشياء أخرى ميزته، فهو لاعب حماسي من الدرجة الأولى يجيد القتال في أصعب اللحظات، وكثيرا ما مثل دور البطل في عديد من المواجهات المهمة.

المولد بالدليل القاطع يعتبر ورقة رابحة ليس عند مارفيك الذي عنده هو البديل السحري الذي يقلب به موازين المواجهات التي خاضها الأخضر في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم في روسيا عام 2018، بل عند التشيلي خوسيه لويس سييرا مدرب فريق الاتحاد أيضا.

والاتحاد يفشل لأكثر من 50 دقيقة في كسر صمود التعاون أمس الأول في الجولة الخامسة من دوري جميل للمحترفين، لم يجد خيارا أفضل من الدفع بالمولد، الذي ما أن وضع قدمه على أرض الملعب، حتى تنفست الجماهير الصعداء ودب الاطمئنان في أوصالها، وفعلا لم يخذلها عندما وضع بصمته بهدف أول أعقبه بالثاني ليمهد الطريق لزميله كهربا ليضيف الثالث.

أعاد المولد الدور نفسه الذي لعبه بإتقان تام مع الأخضر أمام الإماراتيين، عندما كسر صمودهم مجرد دخوله في الشوط الثاني بهدف لا يسجله إلا مهاجم من طينة الكبار تحدثت عنه وكالات الأنباء العالمية كثيرا ووصفته بالأجمل آسيويا وعالميا، يشبه إلى حد كبير هدف المهاجم الهولندي الشهير ماركو فان باستن في شباك الاتحاد السوفياتي في نهائي كأس أوروبا 1988.

هدف المولد كان فاتحة لانتصار كبير للمنتخب السعودي على نظيره الإماراتي والمحافظة على صدارة المجموعة الثانية برصيد عشر نقاط، وجعل فان مارفيك يسترجع ذكريات منتخب بلاده، كما أن هدفيه منحا الاتحاد صدارة الدوري برصيد 13 نقطة.

ويبدو أن للسرعة دورا كبيرا في حياة المولد فقد صنع في وقت قصير اسما له في عالم الساحرة المستديرة بفضل أهدافه الحاسمة وفرصه السهلة المهدرة فارتبطت الصفتان بشكل وثيق به.

انطلق صاحب الـ22 ربيعا مبكرا في صفوف الاتحاد وهو في سن الـ 18، حيث بدأت مشاركته بصفة أساسية معه، موسم 2012-2013 ومن أول مواجهة شارك فيها استطاع إحراز هدف ثمين في مرمى جوانجو الصيني في وقت حاسم، نقل به فريقه إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال آسيا، وهو الهدف الذي كان بمثابة بوابة عبور له إلى قلوب الجماهير وإعلان صريح عن قدومه إلى الساحة الرياضية.

وفي العام نفسه قاد فريقه إلى تحقيق بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، التي تعد آخر بطولة حققها الفريق الاتحادي بعد أن قررت الإدارة حينها الاعتماد على اللاعبين الشباب واستبعاد عديد من اللاعبين منتصف 2013.

أبرز ما يميز المولد سرعته العالية وتسديداته القوية وقبل ذلك روحه القتالية التي تنعكس على الفريق بما يبثه من حماس ورغبة دائمة في الفوز في نفوس زملائه، إلا أن هذا الحماس منه يعتبر أيضا من أبرز عيوبه، حيث يعد من أكثر اللاعبين إضاعة للفرص السهلة أمام المرمى التي تقلل كثيرا من أسهمه.

الجميع يتفق أن فهد المولد عندما يسجل أو يضيع يكون هو من بحث عن الفرصة وقاتل لإيجادها لنفسه فهو يملك القدرة على تحويل كرات ميتة هجوميا لهجمات خطرة بسرعته وقتاله على الكرة إلى آخر لحظة دون استسلام.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا