برعاية

منصف خماخم لـ «الشروق»: النادي الصفاقسي ليس ملك «الكبايريّة»

منصف خماخم لـ «الشروق»: النادي الصفاقسي ليس ملك  «الكبايريّة»

شكل السادس عشر من شهر سبتمبر الفارط يوما مفصليا في تاريخ النادي الرياضي الصفاقسي حيث شهد اول انتخابات شفافة على مستوى انتخاب الهيئة المديرة ورئيسها تنافست فيها قائمتان ترأسهما كل من المنصف خماخم وأحمد المعزون انتهت كما هو معلوم بفوز الاول.

وفي ظل هذه المعطيات التقينا برئيس الفريق السيد المنصف خماخم للحديث عن مختلف الجوانب التي عاشها منذ توليه قيادة الفريق قبل حوالي شهر من الآن فكان ما يلي :

كان هناك شبه نفور من تقلد منصب رئاسة الفريق من قبل ما يعرف برجالاته فما الذي حملكم على التقدم نحو هذه الخطة ؟

أولا وقبل كل شيء فان فريق النادي الرياضي الصفاقسي ليس ملكا لرجالاته فقط وانما ملكا لمدينة يقطنها مليون ساكن وايضا للآلاف من الاحباء الذين يتابعونه من داخل وخارج الوطن وحتى من جنسيات مختلفة وبالتالي فانه من الضيم ان تعجز مكونات النادي التي ذكرتها على إيجاد رئيس يمسك بمقاليد الامور كما حصل قبل سنوات وبحكم غيرتي على فريقي الذي ترعرعت فيه وايضا على الجهة التي يمثلها والتي أنتمي اليها ارتأيت انه من واجبي التقدم بقائمة في الانتخابات حتى لا يسير الفريق في طريق مجهولة العواقب في صورة وجود فراغ في التسيير خاصة بعد عزوف بعض الرجالات على تقلد هذا المنصب وايضا بعد قرار الرئيس السابق لطفي عبد الناظر الانسحاب بصفة قطعية .

لكن ألم تخشى صحبة اعضاء الهيئة الجديدة جسامة المسؤولية خاصة في ظل الصائفة الساخنة التي عاشها الفريق ؟

في حقيقة الأمور تتعدى هذا الجانب لان التسيير الرياضي في تونس مميز بالصعوبة بطبعه وبالتالي فان كل من ينوي الترشح لهذه المهمة فانه يجب ان يكون على وعي تام بحجم المسؤوليات التي تنتظره ولكن عندما تواجهك المصاعب وتضاف اليها بعض الاشاعات او المعلومات الخاطئة فان ذلك من شانه ان يعقد الامور اكثر فاكثر لان ما يحصل على ارض الواقع شيء وما يتمناه الانصار شيء آخر رغم ان مطالبهم مشروعة وهي نفس مطالب الهيئة في حد ذاتها ولكن هل وقع تهيئة الارضية لها قبل كل شيء وهنا يكمن مربط الفرس.

الأنصار مطالبهم لا تحيد عن تكوين فريق يلعب على الألقاب كل موسم بل ويكسب هذه الألقاب أيضا فما هو ردك ؟

كنت قد تحدثت قبل نجاحي في الانتخابات عن هذه النقطة بالذات وذكرت بأن النادي الرياضي الصفاقسي سوف يكون مراهنا جديا على كل الالقاب التي يشارك فيها بل وايضا تكون ثقافة الاحراز عليها عادة سنوية وهنا التساؤل يطرح نفسه هو ماذا فعل الفريق طيلة السنوات الثلاثة الاخيرة ومنذ 2013 وكم من لقب جنى رغم وجود لاعبين من اعلى طراز وقتها مثل فخر الدين بن يوسف والفرجاني ساسي وعلي المعلول ومحمد علي منصر وجنيور اجايي (هذا جل ذهبي) رغم التعاقد من مدرب له تاريخ حافل مثل فيليب تروسيي والجواب هنا هو لا شيء فهل تساءل الانصار عن هذه النقطة ولماذا فشل فيها الفريق رغم ان منافسات رابطة الابطال سنة 2014 كانت في المتناول وايضا رغم لعبه لنهائيي الكاس امام النجم الساحلي وكان المرشح الاول فيهما ولكنه خسرهما الاثنين والجواب هنا حتما هو غياب نقطة ما داخل الفريق وهي ثقافة الفوز والاحراز على الالقاب التي يجب ان تصبح من عادات الفريق.

كلام جميل ولكن يمكن ان يتهمه البعض بأنه نظري وبعيد عن ارضية الواقع فما هو دليلك على ذلك ؟

بالفعل يمكن لبعض الناس ان يفهموا ذلك بالخطأ ولكن التاريخ موجود ومن شأن كل من يريد الحجة ان يبحث وأذكرك هنا بما حصل سنة 2008 لما كنت نائبا للرئيس المنصف السلامي آنذاك حيث تسلمنا الفريق في وضعية معقدة ربما اكثر مما هو حاصل الآن حيث انهى النادي سباق البطولة في مرتبة متأخرة وكان الثامن في موسم عانى فيها الامرين من الاخطاء التحكيمية وايضا في ظل وجود ازمة مادية خانقة وقد تلى ذلك مباشرة الاحراز على واحد من اغلى الالقاب في تاريخ الفريق وهو كاس الكنفيدرالية الافريقية لكرة القدم امام النجم الرياضي الساحلي بطل افريقيا آنذاك وفي سوسة بالذات ثم تلاه الحصول على كاس تونس لكرة القدم اضافة الى تكوين مجموعة هائلة من اللاعبين التي دافعت عن الوان الفريق لسنوات طويلة اثر ذلك وايضا القيام بالتفويت في احدهم وهو الغاني اوبوكو بمبلغ قياسي في تاريخ كرة القدم التونسية آنذاك ناهز 5 مليارات.

ما هو السر الكامن وراء ذلك وهل بالامكان اعادة نفس الشيء حاليا مع النادي ؟

لا يوجد اي سر وراء ذلك وانما فقط العمل باحترافية تامة في تسيير الفريق وفق الضوابط المعتمدة في شتى الفرق المحترفة في العالم واول هذه الاشياء هي توفير مستلزمات النجاح وخاصة من الناحية المادية والقيام بتسديد مستحقات اللاعبين حينيا وعندها فقط يمكن لك ان تطالبهم بواجباتهم على افضل وجه وهو ما يساعدك ايضا كثيرا على مستوى فرض الانضباط عليهم فكم من لقب ضاع عن خزينة الفريق بفضل حياد اللاعبين عن سكة الانضباط مثلما حصل مع الغابوني ابراهيما ديديي ندونغ قبل مباراة السوبر الافريقية في مصر امام الاهلي المصري لما احتج على خروجه من الملعب وقام بركل اللوحة الاشهارية مما انجر عنه كسر في قدمه حرم الفريق من خدماته لاشهر ويضاف الى ذلك ايضا عامل ثالث يخص الاعتناء بالشبان وفتح السبل امامهم للبرهنة على قدراتهم في فرع الاكابر .

ما هو معروف عن منصف خماخم هو اعتناوه الكبير بأصناف الشبان ولكن هل يمكن ان يكون ذلك من ضمن الحلول العاجلة للفريق ؟

في هذه النقطة بالذات اريد ان اتساءل هل يعقل ان يخوض فريق في حجم النادي الرياضي الصفاقسي مباريات كرة القدم في صنف الاكابر في ظل وجود لاعبين على اقصى تقدير من خريجي مدرسة التكوين التابعة له وبالتالي فانه يجب هنا اتباع خطتين اولاهما هي غلق مركز التكوين والاقتصار فقط على القيام بانتدابات مكلفة لسد حاجيات الفريق وهو امر غير معقول واما الخطة الثانية فهي تعتمد على اعادة الاعتبار لمركز التكوين وتدعيمه بكافة الطرق والسبل المتاحة في سبيل ذلك ومن ثم الاقتصار في الانتدابات فقط على الجانب النوعي حيث يقع البحث عن عدد قليل من اللاعبين يكون فعالا وليس على فيلق لا يسمن ولا يغني من جوع .

بالحديث عن الاطار الفني يمكن القول بأن موضوع المدرب اصبح بمثابة المسلسل المكسيكي الذي سئمه الانصار فما هو السبب الكامن وراء ذلك ؟

اذا ما نظرنا الى الامر بكل تجرد وموضوعية فهل يعقل ان يقوم الفريق بالتعاقد مع مدرب ما دون تروّ ودون التثبت في شتى الجزئيات التي تخص هذا التعاقد وفي هذه النقطة بالذات فاني ادعو الانصار الى الرجوع قليلا الى الوراء فماذا جنى الفريق من التعاقد مع فيليب تروسيي وايضا باولو دوارتي حيث كانت الهيئة آنذاك تحت ضغوط التعاقد مع مدرب ولم تأخذ الوقت الكافي في سبيل ذلك والجواب هنا هو ان النتيجة كانت الفشل الذريع محليا وقاريا حيث غادر الفريق على سبيل المثال كاس رابطة الابطال على يدي فريق نزل الى الدرجة الثانية الجزائرية وهو مولدية العلمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا