برعاية

ما بعد المباراة | نتيجة ظالمة في وايت هارت لين!

ما بعد المباراة | نتيجة ظالمة في وايت هارت لين!

تحليل جول لانتصار توتنهام على مانشستر سيتي....

لقّن توتنهام ضيفه مانشستر سيتي درسًا لا يُنسى في هزيمة الأخير الأولى هذا الموسم وذلك بعدما تغلب عليه بهدفين نظيفين في نتيجة لا تعبّر عن مجريات المباراة التي كانت مرشحة بقوة لصعود نتيجتها لرقم أكبر.

لنرى تحليل جول لهذا اللقاء .

توتنهام | بوتشيتينو الجريء، ونتيجة ظالمة! 

■ نعم هي نتيجة ظالمة لتوتنهام .. ما شاهدناه من السبيرز في أول 75 دقيقة كان يشفع لهم تمامًا للفوز بنتيجة 4/0 مثلًا .. أقولها بكل مبالغة وبكامل الاقتناع! أصحاب الأرض قدموا مباراة متكاملة بأتم معنى الكلمة هجومًا ودفاعًا .. كل شيء كان مثاليًا لفريق وايت هارت لين سواء على مستوى التحضير التكتيكي والبدني أو حتى على مستوى الأفراد، فأنت تقريبًا أمام فريق كان يمر 7 أو 8 من لاعبيه على الأقل بفورمة مذهلة وكانوا في يومهم تمامًا.

■  لنبدأ بالجانب التكتيكي .. توتنهام فرض ضغطًا مذهلًا على لاعبي مانشستر سيتي .. كل اللاعبين كانوا مراقبين بلا استثناء أثناء امتلاك كلاوديو برافو للكرة ما جعل الأمور صعبة جدًا على الخروج بالهجمة من جانب السيتي وهو أمر سنستفيض فيه أكثر في الجزء الخاص بالنادي السماوي.

لنتفق أولًا أنه لكي تقوم بالضغط العالي بهذه الشراسة عليك امتلاك شيئين .. الشيء الأول هو اللياقة البدنية العالية، لأنه أي تراخي من لاعب واحد يجعل من هذا الضغط بلا قيمة بل ويضيع مجهود باقي من ضغطوا ويبث اليأس والإحباط في نفوسهم وربما أحيانًا يصل الأمر إلى الغضب من الزميل المتخاذل.

الأمر الثاني هو أن تمتلك مدربًا جريءً يدرك قدرات لاعبيه ويدربهم على الضغط ككتلة واحدة لإحداث تأثير حقيقي بدلًا من الضغط الرقيق الذي تقوم به بعض الفرق فلا مجهود وفّرت ولا كرة قطعت.

الشرطان تواجدا بشدة في توتنهام اليوم، فلاعبو السبيرز كان لديهم قدرة بدنية هائلة على الضغط في كل أرجاء الملعب بلا كلل أو ملل أما بوتشيتينو فجرأته واضحة للجميع ويمكن رصدها على سبيل المثال في أمر قام به هذا الموسم.

■ انتداب موسى سيسوكو كان لحظة فارقة لتوتنهام هذا الموسم، فوقتها ظهرت شخصية بوتشيتينو الجريئة بإعادة صانع الألعاب إريكسن من أي مركز في ثلاثي الوسط الهجومي خلف المهاجم الأوحد ليكون هو اللاعب المجاور للاعب الارتكاز وهي الخطوة التي منحت الفريق نفسًا إضافيًا في عملية بناء الهجمة من الخلف وعدم ترك المجهود كله لثلاثي الوسط الهجومي كما كان الحال بشكل كبير في الموسم الماضي حتى إن إضافات قلبي الدفاع ألديرفايرلد وفيرتونجن الهجومية -بكراتهم الطولية الدقيقة- كانت ربما أهم من إضافات ارتكازي توتنهام اللذين كان دافيس دائمًا أحدهما فيما ظل اللاعب المجاور له صداعًا في رأس بوتشيتينو وحتى من قبله.

■ لم يكن سيتمكن بوتشيتينو من فعل ذلك لولا صفقة موسى سيسوكو، فهو أكثر لاعب في توتنهام يمتلك خصال هجومية ودفاعية في نفس الوقت، وهو الأمر الذي يساعد وانياما دائمًا على الميل بشكل ولو قليل إلى الجانب الآخر من الملعب الذي لا يتواجد فيه سيسوكو وكذلك يمنحه فرصة لتغطية تقدم إريكسن بدون مشاكل، لكن أعود وأقول إن كل هذا لم يكن ليحدث لولا مدرب جريء يقف بالخارج.

■  وإذا كان المدرب قد قام بدوره على أكمل وجه بتهيئة فريقه بأفضل طريقة ممكنة عملًا بالمبدأ الذي وصفه يورجن كلوب بشكل ساحر بأن "قطع الكرات في وسط ملعب الخصم هو أفضل صانع ألعاب" فإن اللاعبين أنفسهم كانوا في قمة مستواهم بدءً من المعوض الرائع لغياب هاري كين، الكوري هيونج مين سون وحتى خط الدفاع المستمر بنفس تركيبته من الموسم الماضي والذي كان الأبرز في إنجلترا وحتى الآن.

فاليوم كان يان فيرتونخن في قمة مستواه الدفاع وقطع الكثير من الكرات الهامة فيما كان الظهيران داني روز وكايل ووكر مصدر خطورة مفزع لمانشستر سيتي على مدى الشوطين خصوصًا في الشوط الأول ولهما حديث خاص بعد قليل.

أما خط الوسط فوانياما كان الكاسر الأول لأي فكرة من لاعبي وسط السيتي للتوغل من العمق سواء من القادمين من الخلف أو القادمين من الأطراف فيما عمل إريكسن كضابط نسق رائع، بينما كان لاميلا وديلي آلي اللاعبين المزعجين في كافة أنحاء الشق الهجومي من الملعب وما بين الدنماركي وبين الإنجليزي والأرجنتيني كان موسى سيسوكو حلقة وصل بالكرة أو بدون بينهما حتى تصل الكرة إلى سون الذي ربما هو أنسب لتلك المباريات من كين المصاب والذي كان لربما لم يكن قادرًا على مجاراة نسق توتنهام الرائع في أول ساعة بقدر ما كان سون عاملًا معززًا لذلك.

لم أعتد الحديث عن لاعب لاعب بهذا الشكل لكن الحقيقة أن كل من ذكرت اسمهم كانوا تقريبًا في أفضل حالاتهم اليوم لذلك كان لابد من الاستطراد في الحديث عن دورهم.

■ نعود لداني روز وكايل ووكر ودورهما في إنهاء أي فاعلية لضغط مانشستر سيتي .. حسنًا هل نسيتم وأن السيتي كان بارعًا في هذا الأمر أيضًا!؟ نعم معذور من نسى هذا الأمر فقد نجح توتنهام تمامًا في إلغاء هذا الضغط وذلك بفضل ظهيريه.

ففي المعتاد عندما يزداد الضغط، يلجأ الللاعبون للتمرير بالعرض للأطراف مخافة تسلم أحد لاعبي الوسط الكرة بظهر فتُقطع وتصبح مشكلة كبيرة وكذلك لأن الكرة عندما تُقطع في الأطراف دائمًا ما يكون تأثيرها أقل وطأة لبعدها عن المرمى نسبيًا من القلب.

الحال لم يختلف في توتنهام لكن التميز الكبير جدًا لووكر وروز في الخروج بالكرة كان علامة فارقة، ففي كل مرة يكون الضغط شديدًا كانت الكرة تصل إلى واحد منهما فإما يقوم بانطلاقة ناجحة أو بتبادل واحد اثنين لأقرب لاعب معه ومن ثم الانطلاق من جديد وقلب الضغط إلى هجمة مرتدة خطيرة.

■ كل تفاصيل المباراة نجح فيها ماوريسيو بوتشيتينو حتى في المرحلة الصعبة بعد إضاعة لاميلا لركلة الجزاء فلم يستعجل بالتبديل لأن الفريق كان يسير بشكل جيد واستمر توتنهام بقوته الدفاعية المعهودة عنه رغم أن السيتي أضاع أكثر من فرصة وهو أمر طبيعي قياسًا لإمكانيات لاعبيه، أما التفصيلة الأهم هي أن الفريق سجّل هدفه الثاني في الشوط الأول، فكم من فرق تقدمت على فرق أعلى منها شهرة وقيمة لكنها خسرت المباراة لأنها لم تستغل الفترة التي كانت قوية فيها .. صحيح أن توتنهام استمر قويًا في الشوط الثاني لكن لا أحد كان يعلم هل كان سيستمر هكذا لو لم يسجل الهدف الثاني الذي قتل السيتي نفسيًا فعلًا.

مانشستر سيتي | جوارديولا اختار أن يكون ردة فعل، فدفع الثمن 

■ أغلب تفاصيل المباراة خسرها بيب جوارديولا وفريقه، لكن دعونا نتوقف عند تفصيلة معينة لم أعهدها في بيب وهو اختياره أن يكون ردة فعل وليس فعلًا كما جرت العادة. أهم تفصيلة يمكن رصد منها هذا الأمر هو اشتراك فيرناندو وفيرناندينيو جنبًا إلى جنب بدلًا من واحدٍ منهما فقط وفي هذا جرّد فريقه بنسبة ليست بالهينة من إمكانية الاحتفاظ بالكرة في وسط ملعبه والتمرير الكثير.

دلالة أخرى على اختيار جوارديولا أن يعمل حسابًا لتوتنهام أكثر من فرض نفسه على خصمه هو في اشتراك زاباليتا بدلًا من بكاري سانيا ربما لتميز الأول دفاعيًا عن الأخير لكن لنعد للتفصيلة الأولى.

هل كانت كل الفرق تختار ألا تواجه برشلونة بضغطٍ عالٍ؟ بالتأكيد لا، فهناك بعض الفرق التي كانت تختار فعل ذلك لكن أغلبها كان يدفع الثمن، لماذا؟ السر في اللاعب الذي يقهرك بتمريرة بسيطة تخف الضغط أو باحتفاظ بالكرة برباطة جأش كبيرة وحوله ثلاثة لاعبين في مسافة قريبة .. اللاعب الذي كان في برشلونة هو تشافي بكل تأكيد والذي كان يُخرج لاعبًا أو اثنين من المنافس ليفك الضغط ويقلب هذا الضغط إلى جحيم على من يفعله بعد أن تبدأ الثغرات في الانكشاف.

نعم لا يمتلك جوارديولا تشافي في مانشستر سيتي لكنه يمتلك لاعبًا قريبًا .. صحيح ليس في نفس المستوى لكنه لاعبًا خبيرًا يستطيع تأدية هذا الدور بشكل معقول جدًا وهو إلكاي جوندوجان الذي أتصور أن جوارديولا جلبه خصيصًا لهذا الغرض.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا