برعاية

8 خيبات للجمعيات والمنتخبات في أقل من عام: دفعنا ضريبة العشوائيّة والبطولات الوهميّة

8 خيبات للجمعيات والمنتخبات في أقل من عام: دفعنا ضريبة العشوائيّة والبطولات الوهميّة

تلقّت الكرة التونسيّة صفعة جديدة بعد أن تنازل فريق جوهرة السّاحل عن لقب كأس الكنفدراليّة الافريقية، ويعتبر النّجم الأمل الأخير لتونس في المسابقات القاريّة، والسّفير الوحيد للخضراء في أدغال القارة السّمراء التي ضاعت في أرجاءها كلّ الأحلام الورديّة التي وعد بتحقيقها «كبار» قومنا، و»صغار» بطولتنا، و»نسورنا» المحليون، والصّاعدون.

وخسرنا 8 رهانات بالتّمام والكمال في ظرف زمني وجيز لا يتعدّى السّنة. وكان منتخبنا الأولمبي بقيادة خنفير، والكنزاري قد اغتال حلم الـ»كان»، وأولمبياد البرازيل على أرض السّينغال الشّاهدة كذلك على انهيار الأواسط مع المدرّب «الظّاهرة» علي بالنّاجي. وسقط الأصاغر أيضا مع مرسي في شرك منتخب «التيرانغا» الذي أصبح خلال السنوات الأخيرة «عقدة» عصيّة على الحلّ بالنّسبة إلى أشبالنا الذين لم يجنوا سوى التّعب، ولم يجلبوا لجامعة الدكتور الجريء سوى المزيد من التّهم، والعار.

ولم يكن المنتخب الوطني للاعبين المحليين أفضل حالا من الشبّان، حيث مرّ بجانب الحدث في «شان» رواندا بعد أن تخلّف ربّان السّفينة «كاسبرزاك» عن هذا التجمّع الافريقي لأسباب صحيّة، ولم يستغلّ مساعده حاتم الميساوي هذه الهديّة التاريخيّة، وعاد الفريق من «كيغالي» بخفي حنين، وتزامنت هذه الخيبات، والصدمات المتلاحقة مع الخروج المذلّ للنادي الافريقي، وجاره الترجي من رابطة الأبطال، و كأس الـ»كاف»، وقاتل «القوابسيّة» لرفع الراية الوطنيّة في القارة الافريقيّة رغم ضعف الحال غير أنّ صمودهم انتهى أمام «الغربان» الكونغوليّة التي سرقت منّا أمس الأوّل الأمل الأخير، والحلم الجميل بعد أن أزاحوا «ليتوال» من المربّع الذّهبي لكأس الكفدراليّة، ولم يبق بذلك في الساحة سوى منتخب الأكابر بقيادة «كاسبرزاك» الحالم بكسب الرّهان في «كان» 2017، والتصفيات المؤهلة لمونديال روسيا 2018.

كلّ الأرقام تؤكد أنّ فرسان تونس تراجعوا عدّة خطوات إلى الخلف في وقت انتظرت فيه الجماهير الرياضيّة للجمعيات التونسيّة، والمنتخبات الوطنيّة ردّة فعل قويّة لتستعيد كرتنا هيبتها القاريّة، وتلامس من جديد العالميّة. وتطرح الاخفاقات المدويّة، والهزّات المتتاليّة سؤالا كبيرا عن الأسباب الحقيقيّة لهذا السّقوط. ولاشكّ في أنّ القراءات متباينة، والتحاليل متعدّدة في هذا الموضوع. والثّابت من وجهة نظرنا أنّ سفراء الخضراء دفعوا غاليا فاتورة السّياسة العشوائيّة، ولا نكاد نلمس أثرا لأيّة استراتيجيّة مدروسة في الجمعيات، والمنتخبات المعنيّة بالتّظاهرات الدوليّة سواء المهمّة على غرار رابطة الأبطال، والـ»كان»، والأولمبياد، أوحتّى الثانويّة مثل كأس الـ»كاف»، والـ»شان». ونجح نجم البنزرتي مثلا في فرض ألوانه في الساحة المحليّة، ورفع كأس الكنفدرالية، لكنّه أساء التّعامل مع سباق رابطة الأبطال، ولم يكن في كامل جاهزيته لتجاوز المطبّات، والفخاخ، وشطحات الحكّام. وعجز الفريق أيضا في المحافظة على لقب كأس الـ»كاف» للموسم الثّاني على التوالي. وكان من الواضح أنه تأثّر كثيرا من التغييرات الكبيرة التي شهدها خلال الأشهر الأخيرة، وتضرّر حتما من «تذبذب» مدرّبه الذي حقّق للأمانة نجاحات واضحة مع «ليتوال»، لكنّه انشغل في الوقت نفسه بالمسائل الجانبيّة، وارتكب أخطاء فنيّة جليّة. وذهبت بقيّة أحلامنا القارية هباء منثورا نتيجة البطولات «الوهميّة»، بما أن بعض سفرائنا زعموا أنّهم الأقوى، والأعتى، وأقسموا بأغلظ الأيمان أن يكتسحوا الخصوم، ويعيدوا «فتح» افريقيا، وقد كانت النّتيجة صادمة في الميدان، وندم المسؤولون على توقّعاتهم الخاطئة، وتصريحاتهم المتسرّعة، والمتشنّجة. وزعم رئيس الافريقي مثلا أن فريقه لن يقهر بعد أن رفع لقب البطولة المحلية، لكنّه سرعان ما انهار، وظنّ أبناء النجم أن ناديهم في طريقه لإستعادة مجده القاري، والذّهاب بعيدا في رابطة الأبطال، غير أن النّجم خسر في معركته القارية «الجمل بما حمل»، وتوهّم الترجي أن طريقه في كأس الـ»كاف» مفروش بالورود خاصّة أنّه واجه فريقا طموحا، ولا تقاليد له ليصمد في وجه «غول» القارة الافريقية، وكانت النتيجة خروج موجع أمام المولودية. ومن الواضح أيضا أن فرسان الخضراء كثيرا ما «غالطتهم» بطولتهم المحلية «الضّعيفة» التي لم يفهموا أنّها لا تصلح لإعتمادها مقياسا يحدّد قوّتهم الحقيقيّة، وجاهزيتهم الفعليّة.

وطار رئيس الجامعة وديع الجريء فرحا بالتّصنيف الصادر عن الهيئات الدوليّة للإحصاء التي وضعت بطولتنا المحلية - بما فيها من شوائب، ومتاعب - في صدارة المسابقات العربية، والقارية. واكتشف الجميع أن هذا التصنيف مغلوط، وشبيه بما تفعله مؤسسات سبر الآراء في بلادنا. وتعرّض منتخبنا الوطني للاعبين المحليين إلى صدمة «حضاريّة» في «شان» رواندا. وبان بالكاشف المستوى الهزيل للعناصر الناشطين في البطولة التونسيّة. وراحت عدّة منتخبات وطنيّة ضحيّة السياسة الارتجالية للجامعة، والتعيينات الخاطئة على مستوى الإطارات الفنيّة، ويعرف القاصي، والداني القصّة الكاملة لتعيين الكنزاري على رأس الأولمبيين، وضحك الجميع حتّى البكاء، وهم يستمعون إلى تصريحات مدرب الأواسط علي بالناجي، وهو يتكلّم في التلفزة عن متابعته لخصمه السّينغالي عبر الـ»فايس بوك»...

الآن وقد حصّل ما في الصّدور، وانهار «النّسور الصّغار»، وضاع فرسان الخضراء في أدغال القارة السمراء، نقول إنّه ليس من العيب في شيء الاقرار بالضّعف، والكشف عن الهنّات، ومراجعة الحسابات لتدارك ما فات، وهو أمر ممكن شرط التّخطيط السّليم، وتجنّب البطولات الوهميّة التي يجيدها «دون كيشوت» الذي نملك منه في كرتنا أكثر من نموذج.

ديسمبر 2015: انسحاب المنتخب الأولمبي مع الكنزاري، وخنفير من «كان» السّينغال المؤهلة في الوقت نفسه لأولمبياد البرازيل.

جانفي 2016: انسحاب منتخب المحليين بقيادة حاتم الميساوي من الدّور ربع النهائي لـ»شان» رواندا.

مارس 2016: انسحاب الافريقي من رابطة الأبطال أمام مولودية بجاية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا