برعاية

تحليل | كيف يفوز الوداد على الزمالك؟

تحليل | كيف يفوز الوداد على الزمالك؟

طه عماني يلقي نظرة على حظوظ وداد الأمة من أجل التفوق في اختباره المهم جدًا أمام الزمالك

   تحليل | طه عماني    تابعه عبر تويتر  

بعد انتهاء الأدوار التمهيدية المضنية ودور المجموعات الذي يعد داخله مفقودًا والخارج منه مولودًا ومنافسًا شرسًا على اللقب، حان وقت نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي سيعرف في شقه الأول لقاءً بنكهة عربية بين الزمالك المصري والوداد الرياضي المغربي، وهي مباراة ستُعيذ للأذهان صراعات تاريخية بين أندية شمال إفريقية في المسابقات القارية.

اللقاء الذي أطلقت عليه مجموعة من المنابر الإعلامية لقب النهائي السابق لأوانه سيعرف ندية كبيرة نظرًا للتقارب الكبير بين مستوى الطرفين، رغم أن مسار الفريقين في البطولة قد يوحي بتفوق الطرف المغربي الذي تمكن من إقصاء البطل مازمبي ثم تصدر مجموعة بها جبابرة على غرار الأهلي، أسيك ميموزا وزيسكو يونايتد، في حين مر الزمالك عبر الطريق الأسهل بالتنافس في مجموعة بثلاثة فرق عقب الإقصاء الإداري لوفاق سطيف من دور المجموعات.

لكنا نعلم جيدًا أن كل ذلك لن يؤخذ بعين الاعتبار عندما سينزل 22 لاعبًا لأرضية ملعب برج العرب يوم الجمعة من أجل خوض النصف الأول من نصف النهائي، فالمتفوق حقًا في لقاء الذهاب هو الفريق الذي سينجح في استغلال نقاط قوته من أجل ضرب نقاط ضعف خصمه، وبالتالي الخروج بنتيجة إيجابية تجعله يخوض لقاء العودة براحة أكبر.

وفي موضوعنا هذا، سنحاول التطرق لمجموعة من النقاط التي قد تُميل كفة الوداد المغربي على حساب الزمالك المغربي.

ماذا قد نتوقع من الزمالك؟

فريق الزمالك ومنذ قدوم المدرب المصري مؤمن سليمان أصبح يبني قوته على صلابته في خط الوسط بوضع ثلاثي مهمته الأولى إفساد هجمات الخصم، ثم مدها لنجم الفريق لأيمن حفني الذي يؤدي دور صانع الألعاب الذي يربط بين خط الوسط وثنائي الهجوم باسم مرسي وستانلي.

الفريق المصري وإن كانت لديه بعض العيوب الدفاعية، إلا أنه يتمتع بمهارات فردية كبيرة في خط المقدمة قد تخلق مشاكل كبيرة لدفاع الوداد البيضاوي والذي عليه أن يكون حذرًا جدًا في التعامل معهم.

فما هي المؤهلات التي يملكها الوداد لتخطي عقبة الزمالك؟

من أهم ما قام به طوتشاك بعد تولي تدريب الوداد هو تكوين فريق قادر على التحرك ككتلة واحدة أثناء الضغط على الخصم، وهو ما يُعطي ضمانات دفاعية كبيرة للفريق. من عادة المُدرب الويلزي أن يلعب بخطة 4-2-3-1، حيث يفرض على الثلاثي المتواجد أمام الارتكازين (النقاش والسعيدي) القيام بعمل دفاعي فور فقدان الكرة، فيما يعطي حرية لرأس الحربة الذي قد يكون أونداما أو شيكاتارا.

هذه النقطة بالذات ستكون مهمة جدًا من أجل تشتيت إحدى نقاط قوة الزمالك والمتمثلة في خط وسطه. الضغط المنظم وبعدد كبير من اللاعبين سيجعل وداد الأمة أكثر صلابة بلا شك، وقد يجعله يسترجع كرات في مناطق متقدمة من أرضية الملعب وهو ما سيعطيه أفاقًا هجومية أكبر.

من حسن حظ طوتشاك أنه وصل لمباراة برج العرب وفريقه مكتمل الصفوف ويضم كل نجومه التي ساهمت في العبور لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا، إن استثنينا غياب الحارس زهير العروبي بسبب مشاكل إدارية. مُدرب الوداد يملك لاعبين اثنين في كل مركز، وهو ما سيُمكنه من تسيير المباراة بطريقة أفضل من نظيره في الزمالك الذي يعاني من غيابات بالجملة.

الوداد يملك جودة كبيرة على مقاعد بدلائه، وهي أوراق قد تكون مهمة جدًا من أجل القيام ببعض التغييرات التكتيكية أثناء اللقاء أو ضخ دماءٍ جديدة حينما يحتاج الفريق لذلك، ناهيك عن أن جودة اللاعبين الأساسيين تعد من بين الأفضل على الصعيد المغربي وربما أيضًا على الصعيد القاري، وإن تم استغلالها بشكل جيد، فلا شك أن الفريق الأحمر قادر على الخروج بنتيجة إيجابية من برج العرب.

من بين نقاط قوة الوداد أنه فريق لا يعتمد على حل هجومي واحد، بل عادة ما يحاول التنويع بين الطرق التي يصل بها لمناطق الخصم. فهو فريق لا يجد مشاكل في اللعب على المرتدات والاعتماد على سرعة الأجنحة التي عادة ما تقدم إضافة مميزة، لكن الحلول في العمق ليست معدومة، فالفريق يملك لاعبين مهاريين قادرين على مد المهاجم بتمريرة حاسمة أو القيام بلمحة فنية تسهل من مهمة وصولهم لمرمى الخصم.

التسديد من بعيد خيار لا يجب الاستهانة به من طرف الفريق الأحمر، فلا النقاش، ولا رضى الهجهوج ولا حتى السعيدي قادرون على مفاجأة الشناوي بتسديدات المدى البعيد التي قد تكون حلًا من بين الحلول المطروحة.

وما هي نقاط ضعف الزمالك التي يمكن استغلالها؟

إن سألت مشجعي الزمالك عن أفضل لاعب في فريقهم خلال الفترة الأخيرة، فالإجابة ستكون من دون شك أيمن حفني الذي بصم على مستويات رائعة جعلته يتحول لعنصر محوري في خطط مدربه. لاعبه مهاري جدًا، ذكي تكتيكيًا، ويحسن التمركز سواءً في ظهر ارتكاز الفريق الخصم أو على الأروقة.

لكن حفني يملك نقطة ضعف واضحة وهي سوء الحالة البدنية، وإن تم إجهاده من طرف لاعبي الوداد فلا شك أن خطورته ستقل بشكل ملحوظ، وبالتالي سيفقد الزمالك صلة الوصل بين خط وسطه والخط الأمامي.

لم يتمكن مؤمن سليمان من استدعاء سوى 14 لاعبًا بالإضافة إلى 3 حراس مرمى، والأمر عائد إلى رحيل 6 لاعبين مسجلين في القائمة الإفريقية، بالإضافة إلى غياب كل من محمد إبراهيم وعلي فتحي الذي يعد الظهير الأيسر الوحيد الذي كان يستطيع الزمالك الاعتماد عليه في هذه المباراة.

هذه الغيابات ستجبر الفريق المصري على اللجوء لخيارات ترقيعية كالدفع برمزي خالد كظهير أيسر، شأنه شأن أحمد توفيق الذي يلعب في مركز الظهير في حالة الطوارئ فقط. هذه الوضعية قد تجعل الرواقين من بين أهم منافذ الوداد نحو مرمى الشناوي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا