برعاية

ديربي مانشستر …مابين العام والخاص

ديربي مانشستر …مابين العام والخاص

تمكن نادي مانشستر سيتي من حسم الديربي الأول في عهد المدربين الجديدين للفريقين جوارديولا ومورينيو بعد مباراة قوية ومثيرة حصد في نهايتها  أزرق مانشستر  النقاط الثلاث ليكرس جوارديولا تفوقه الدائم على مورينيو بثمانية انتصارات مقابل ثلاثة خلال مسيرتهما الطويلة ضد بعضهما. اللقاء الكبير حفل بالكثير من النقاط منها العام ومنها الخاص والتي نلخصلنها لكم في هذا التقرير .

بداية كان من الواضح أن الفريقين لم يتأقلما  بعد مع طريقتي المدربين كما أن العناصر الجديدة في التشكلتين غير منسجمة بعد مع العناصر القديمة  بشكل كامل . هذا الأمر سمح بوجود فراغات كبيرة خصوصاً في الخط الخلفي وخلق بيئة مناسبة لارتكاب أخطاء كثيرة بعضها استغل بشكل ممتاز كهدف دي بروين الأول وهدف إبرا الوحيد لليونايتد والبقية لم تستغل إما للرعونة أو للتسرع أو لغياب الذهنية الملائمة للتعامل مع الفرص المفاجئة .

التاريخ المشترك الذي يجمع المدربين معاً جعل المباراة تنافسية أكثر بكثير . ولو افترضنا أنو مورينيو وجوارديولا لم يكونا على مقاعد البدلاء لبقيت المباراة تنافسية حتماً لكنها ما كانت لتكتسب هذا الطابع الخاص الذي فرضه وجودهما معاً على أرضية الملعب .

رغم عدم تأقلم اللاعبين مع أسلوب المدربين كما أسلفنا ، إلا أن بصمتهما كانت واضحة تماماً على الفريقين رغم عدم اكتمالها (ستتم مناقشة ماهية هذه البصمة بعد قليل ) . وهو ما منح اللقاء أيضاً طابعاً خاصاً جديداً كنا نراه مع كل لقاء لهما مع الفرق التي يدربانها (التقيا عندما درب جوارديولا برشلونة ومورينيو ريال مدريد وأيضاً عندما في بداية عهدة  جوارديولا  مع البايرن ومورينيو مع تشلسي .

في السيتي …ما رأيناه هو خلاصة عمل الأعوام الماضية

وجّه السيتي في لقائه مع اليونايتد إنذاراً شديد اللهجة لجميع فرق الدوري الأنجليزي بأنه قادم لحصد اللقب لاغير . فقد أظهر رجال جوارديولا سرعة فائقة وعدائية كبيرة في انقضاضهم على الكرة جعلت الاستحواذ لمصلحتهم وبنسبة كبيرة . وإن كان من غير المستغرب أن تحقق  فرق جوارديولا نسبة الاستحواذ الأعلى في اللقاء فإن الملفت اليوم أن هذا الاستحواذ جاء بشكل جديد حيث لوحظ أن التمريرات لم تكن بأسلوب التيكي تاكا وإنما  كانت طويلة إلى حد ما نتيجة تباعد اللاعبين عن بعضهم البعض . والسبب هو محاولة جوارديولا لأقلمة أسلوبه مع طبيعة الدوري الانجليزي الذي يغلب عليه الطابع البدني . وهو ما يعني امتلاك معظم لاعبيه للسرعة العالية والقدرة على الاحتكاك الجسدي القوي مما يسهل عليهم الضغط على الخصم في مساحات صغيرة فكان لابد من توسيعها حتى يزيد من مسافات الجري للاعبي اليونايتد وهو ما يستنزف الجهد ويخلق الثغرات . أما الكرات السريعة والقصيرة فكانت تطبق معظم الأوقات في النصف الثاني من الربع الثالث أي انطلاقاً من حواف منطقة الجزاء وأحياناً من داخلها حيث لا يعود هناك مسافات كبيرة للعب كرات طويلة .

مسألة هامة لابد من الوقوف عندها لدى مانشستر سيتي ، وهي مسألة تهئية البيئة منذ سنوات لمحاكاة أسلوب برشلونة في اللعب .  بداية  تم شراء العديد من اللاعبين السريعين والمهاريين القادرين على الاحتفاض بالكرة طويلاً ، ثم تم جلب  مدرب كبيليغريني ليرسخ بطريقة او بأخرى أسلوب اللعب  التمريرات القصيرة وأيضاً تم التعاقد مع اثنين من مهندسي مشروع برشلونة الأسطوري ونعني هنا بيرجيستاين وسوريانو . ليأتي جوارديولا في النهاية ويكون قمة الكعكة ويقوم بجلب مجموعة من اللاعبين المهاريين أيضاً ، وبالتالي يمكن القول أن الأرضية كانت مهيئة تماماً لقدومه فمن الطبيعي أن نرى السيتي أكثر انسجاماً من اليونايتد مع أسلوب المدرب الجديد .

في اليونايتد …الأمور لا تزال بحاجة لوقت

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا