برعاية

تمرد اللاعبين يستفز الوسط الرياضي من جديد

تمرد اللاعبين يستفز الوسط الرياضي من جديد

أمسى تمرد بعض اللاعبين المحليين، وخروجهم عن أنظمة الاحتراف، وميلهم إلى اللامبالاة، يجسّد نماذج متكررة تستفز الوسط الرياضي بكل مكوناته، ومن هذه النماذج ما يتم تهذيبه، ومنها ما يتصاعد بعيداً عن السيطرة، وكثير من اللاعبين ممن تكرر منهم مثل هذه السلوكيات تعرضوا لعقوبات متفاوتة، تتراوح بين الليونة المفرطة، والشدة القاسية، بعيداً عن الأنظمة ولوائح العقوبات الرسمية التي تحكم مثل هذه الممارسات.

ربما يتفق الكثيرون على افتقاد بعض اللاعبين للتهيئة الثقافية، التي تنمي لديهم الإحساس بالمسؤولية والوعي بواجباتهم، لذا من الطبيعي أن تحضر النتائج على شكل سلوكيات غير مسؤولة، يقوم بها بعض اللاعبين، وتكون سبباً مباشراً في استفزاز مشاعر المسؤولين والإداريين والجماهير.

ولم تكن قضية لاعب وسط الاتفاق الشاب محمد كنو الأخيرة، غير حلقة جديدة في مسلسل خروج اللاعبين عن المألوف، الذي تكرر كثيراً في أعوام الاحتراف المحلي الأعرج خلال العقدين الماضيين، بينما كان أقل أثراً وتأثيراً في زمن الهواية في معادلة عكسية مؤسفة، ولعل قرار إدارة الاتفاق بتطبيق اللوائح الاحترافية والانضباطية بغض النظر عن اسم اللاعب ونجوميته، يبقى قراراً تربوياً واحترافياً بالدرجة الأولى، وثقته بتقرير إداري يؤكد تكرار سفر اللاعب لخارج المملكة من دون إذن خطي مسبق، وهو ما يعد مخالفة لأنظمة ولوائح الانضباط للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومخالفة للمادة 4-5 من لائحة الاحتراف واللوائح الداخلية للنادي كما أعلن، والتي تمنع السفر لخارج المملكة، من دون الحصول على موافقة النادي الخطية، مع رفع تقرير للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي، يرصد المخالفات المتكررة من قبل اللاعب، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يتعلق بالجوانب المالية.

وعلى الرغم من ذلك لا يختلف اثنان على نجومية كنو، حتى بعد تعرضه لإصابة الرباط "المتصالب" قبل موسمين، ويعده الكثير من النقاد والفنيين من المواهب النادرة في مركز المحور، ومن نجوم المستقبل المهمين في خارطة المنتخب السعودي، إلا أن مصادمات اللاعب مع ناديه وتكرار تسيبه بعيداً عن أنظمة الاحتراف، ربما يحرم الكرة السعودية من موهبة مميزة، بسبب عدم انضباطية اللاعب واحترام ناديه، ما يؤثّر على مستقبله الكروي بالتأكيد، وعلى استقراره الوظيفي كلاعب محترف، لن يكون له قبول في نادٍ آخر، حتى لو فكر في الانتقال بعيداً عن ناديه، مع ملازمته لكسر الأنظمة، وميله للفوضوية على حساب منظومة الفريق الذي ينتمي إليه.

النماذج القريبة والبعيدة المماثلة لحالة اللاعب الاتفاقي، تدق ناقوس الخطر أمام مشواره في الملاعب، على الرغم من صغر سنه ونجوميته، ولعل أقرب هذه النماذج إليه حارس الهلال والمنتخب خالد شراحيلي، الذي كان واحداً من أهم نجوم الكرة السعودية في مركزه، واستحق الحصول على ثقة المسؤولين في ناديه والمنتخب الوطني، ليحجز مقعداً أساسياً، إلا أن كل ذلك تلاشى أمام خروج الحارس عن النص، وتفريطه في كل المكتسبات، وعدم احترامه لإدارة ناديه الهلال وجماهيره، بعدما تم احتواء إيقافه الشهير، ومنحه فرصاً متعددة بعد ذلك، قبل أن يرفضها ويتوارى في عالم النسيان الكروي، ولم يجد على إثرها قبولاً كلاعب محترف، في أي نادٍ آخر حتى الآن.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا