برعاية

الرياحي يرفض رمي المنديل و«الكبار» مجرد «أرشيف»: من ينقذ الافريقي؟

الرياحي يرفض رمي المنديل و«الكبار» مجرد «أرشيف»: من ينقذ الافريقي؟

أصدر رئيس زيمبابوي قرارا باعتقال البعثة التي مثلت بلده في ألعاب ريو الأخيرة وذلك بسبب عدم الحصول على أي ميدالية في الألعاب الأولمبية.

الخبر تداولته وسائل الاعلام في مختلف أنحاء العالم ثم تبيّن الجميع أنه مجرد كلام للاستهلاك وأن المقربين من الرئيس المذكور أرادوا امتصاص غضب الشعب بهذه الطريقة السخيفة وأن الخبر لا أساس له من الصحة وإذا الرئيس المذكور أراد تلميع صورته بهذه الطريقة فإنه أصبح محل تندر من الجميع لأن هذه الخزعبلات أصبحت مكشوفة. في تونس يعتمد الكثيرون (الساسيون والرياضيون) مثل هذه الطرق وبعد هزيمة الافريقي في نهائي الكأس أمام الترجي والوجه الهزيل جدا الذي ظهر به سرّب بعض المقربين من سليم الرياحي ان الافريقي تعاقد مع لاعب كامروني موهوب وأنه سيلتحق بالتمارين من الغد وكأن هذا اللاعب سيكون بمثابة الساحر الذي سيحول افريقي الرياحي التائه إلى ريال مدريد الرهيب.

من روّج لهذا الأمر يعرف في قرارة نفسه ان الشعب التونسي بصفة عامة وجمهور الكرة بصفة خاصة أبعد ما يكون عن تصديق هذه الخدع البسيطة إن لم نقل شيئا آخر.

نشير عادة إلى وضعية أحد الفرق الذي يجد صعوبات أنه يقف في مفترق الطرق ولكن بالنسبة إلى الافريقي يمكن القول أنه تجاوز المفترق واتخذ الطريق السريعة المؤدية للانحلال ذلك أن المقربين من النادي يعرفون جيدا ـ منذ فترة وليس هذه الأيام فقط ـ ان الوضعية أصبحت كارثية جدا وعلى من ينكر ذلك بإمكانه زيارة الحديقة التي يخيل إلى زائرها أنها لا تنتمي إلى تونس جغرافيا بل إلى سوريا التي دمّرها «التاتار» ومن ينكر ذلك عليه أيضا الحديث مع مدربي الشبان والعاملين في الحديقة.

الافريقي غير قادر على انتداب أي لاعب

ما يجهله البعض ان الافريقي وصل مرحلة اللاعودة وقد أصبح غير قادر حتى انتداب اللاعبين ولا بد من الاشارة هنا ان من انتدبهم الافريقي الفترة الأخيرة بقطع النظر عن قيمتهم الفنية هم في نهاية العقد (بيسان ـ الجزيري ـ بلخيثر) وهذا يعني ان الافريقي أصبح غير قادر على انتداب لاعب مرتبط بعقدة أي عندما يجد نفسه مجبرا على دفع أموال لفريقه السابق. وإذا كانت الهيئة ترفض التصريح بذلك وترفض مصارحة الأحباء فإن المسألة أصبحت واضحة وبيّنة.

الوضعية الصعبة التي أصبح عليها الافريقي والظروف المالية القاهرة التي يعيشها جعلت الهيئة ترفع شعار التقشف وفي هذا المجال قرر الرياحي التخلص من ديارا ولأنه لا يريد كشف الحقيقة للأحباء تظاهر بأن اليعقوبي هو الذي لا يريده ورغم ان المدرب أعلن أكثر من مرة أن ديارا هو الركيزة الأساسية للافريقي ولا يمكن التنازل عنه ولأنه يتهرب من الكشف عن الصعوبات المالية فإنه يتعلل بموقف اليعقوبي وقبل ديارا كان التفريط في ناتر ودجابو وبلقروي وغيرهم كثير.

الهيئة الحالية لم يبق أمامها إلا سياسة «الترقيع» والحلول التي تكون في شكل مسكنات وفي هذا المجال تقرر التقريط في الموهبة الصاعدة بسام الصرارفي إلى احد الفرق الفرنسية ولكن هل يمكن أن يتجاوز الافريقي الصعوبات التي يعرفها هذه الأيام بمجرد التفريط في أحد اللاعبين؟ وهل يسمح الرصيد البشري بتواصل التفريط بعد التخلي عن فريق كامل تقريبا؟

رغم كل ما قيل ويقال عن سليم الرياحي وعن الظروف الصعبة جدا التي يعرفها الافريقي هذه الأيام فإن رئيس الافريقي الحالي أفضل بكثير مما يعرف باسم «كبار النادي» وقدم في ظرف وجيز (4 سنوات ما عجز عنه كل هؤلاء مجتمعين على امتداد سنوات طويلة جدا عانى خلالها الافريقي من التهميش وصنعوا هم خلالها أمجادهم الشخصية وشهرتهم ومصالحهم:

من منا كان سيسمع عن شخص يدعى كمال ايدير؟ وهل كان بإمكان حمادي بوصبيع أن يصبح أحد أشهر الشخصيات التونسية لولا اقتران اسمه باسم النادي الافريقي؟ وماذا يعرف التونسيون عن فريق عباش أكثر من أنه رئيس سابق للافريقي؟ وكيف تكاد شهرة حمودة بن عمار تظاهي شهرة الحبيب بورقيبة؟

كل هؤلاء يقفون اليوم على ضفاف النهر ويكتفون بالفرجة على سفينة الافريقي تتقاذفها الأمواج بل هناك من يطلق النكات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا