برعاية

هدوء «الأخضر» في الملعب!.

هدوء «الأخضر» في الملعب!.

لا شيء أسوأ في الطرح الإعلامي وفي التعاطي النقدي من أن تكون المشتركات الوطنية منصة للمزايدات الرخيصة، وحبالاً تُشد في لعبة الصراعات البينية، وهو ما بتنا نلحظه في أكثر من موقع.

في الساحة الرياضية تتشابك المواقف، وتتعقد العلاقات، وتستثمر الخلافات بين المتحاربين في حمى الأندية في كل حضور لمنتخب الوطن حيث يمكن لغياب لاعب وحضور آخر من هذا النادي أو ذاك أن يكون سبباً في اشتعال الساحة، بل إن منح شارة القيادة للاعب من هذا النادي بوجود لاعب من النادي المنافس يمكن أن يأخذ مساحة من الردح الإعلامي والتراشق الجماهيري حتى والمنتخب في عز منافسته.

الأمر لم يقف عند ذلك بل حتى تسجيل الأهداف التي يفترض أن تكون محفزاً على التصالح وانصهار الألوان تتحول إلى محرض على التنافر، بحيث تبدو ألوان الأندية فاقعة في حضرة "الأخضر"، وليس بعيداً عن ذاكرة المتلقي الكثير من المواقف التي كانت سبباً في إلهاب الساحة الرياضية تحت شعار لاعبنا ولاعبكم.

القارىء للواقع الرياضي السعودي يدرك أن هذه الظاهرة لم تتشكل في الأعوام الأخيرة التي تراجعت فيها مستويات المنتخب الوطني وتدهورت نتائجه بل هي قديمة؛ إذ كانت موجودة حتى في سنوات الانجازات الكبرى، لكنها لم تكن تشكل ظاهرة بل حالات يمكن رصدها هنا أو هناك، غير أنها تحولت إلى ظاهرة متجذرة، بل إلى مشهد يتكرر عرضه بخفة واستسهال مع كل استحقاق له.

المنتخب السعودي كأي منتخب هو مادة نقدية متاحة، ويفترض أن يكون محور تلاقي الجميع حول نقده باعتبار أنه يمثل كل مواطن، لكن ما يحدث لدينا يتجاوز النقد إلى التعريض، والتحريض، والاستعداء، بل إنه أصبح مادة تشاوف وتباهٍ لدى البعض ممن نراهم يفتلون عضلاتهم في حضرة المنتخب في الوقت الذي نرى تلك العضلات تصاب بالضمور في حضرة أنديتهم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا