برعاية

الفرصة الأخيرة لفابريغاس .. إما التحسن المستمر أو الانقراض!

الفرصة الأخيرة لفابريغاس .. إما التحسن المستمر أو الانقراض!

"حينما أفكر في وضع ثنائي بالمنتصف، كنت أختار إما فابريغاس أو فييرا، لكن الرهان على الثنائي معاً بمثابة الخيار الصعب، لأنهما ينطلقان دائما إلى الأمام، مع ترك فراغات أمام الدفاع". هكذا يتحدث أرسين فينغر عن الأيام الخوالي في دائرة رحلته مع آرسنال، ليصف البرازيلي جلبرتو سيلفا بأنه واحد من أفضل المحاور الدفاعية التي ارتدت قميص الفريق، وبالتالي تألق سيسك في بداياته كلاعب وسط مساند وليس كلاعب ارتكاز صريح.

في خطة 4-4-2 للمدفعجية، تواجد هنري ولوينبرغ في الهجوم، مع بيريس وهليب على الأطراف، رفقة الثنائي سيلفا وفابري في المنتصف، إنها التشكيلة التي واجهت برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2006. قبلها تألق الإسباني الصغير بشدة، وحفر اسمه سريعا وسط الكبار، لدرجة أنه لعب أساسيا منذ صعوده للفريق الأول، وتغنت الجماهير بشخصيته مع الهتاف الشهير "إنه يبلغ من العمر 17 عاماً، إنه أفضل من روي كين".

بعد ذلك في آخر أيامه مع آرسنال، تبدلت الأحوال بعض الشيء، وانطلق فينغر إلى خطة قريبة من 4-3-3، بوضع ثلاثي صريح في المنتصف؛ أبو ديابي، سونغ، وسيسك، مع إعطاء القائد مهام هجومية أكبر كلاعب وسط ثالث، ينطلق بالكرة خلف المهاجمين وتتم حمايته بواسطة بقية لاعبي المنتصف، وبالتالي زاد عدد "الأسيست" لكونه قريبا من المرمى في معظم هجمات النادي اللندني.

انتقل سيسك إلى برشلونة، ناديه الأقرب إلى قلبه، وبدأ حقبة جديدة مع بيب غوارديولا، لكنه اصطدم بعدد كبير جدا من نجوم الوسط، تشافي أقوى منه في الاستحواذ، إنييستا أكثر مهارة، بينما بوسكيتس يتفوق في الخبث والتمركز، لذلك أصبح من الصعب عليه حجز مكان أساسي في توليفة 4-3-3، لكن المدير الفني وضعه في مركز جديد نوعا ما، إنه لاعب وسط وهمي ومهاجم متأخر في آن واحد.

يتمركز سيسك أكثر كلاعب حر بين الوسط والهجوم، يصنع الوصلة مع ميسي، اللاعب النجم الذي يتوغل في وبين الخطوط، ويتبادل الثنائي الدخول إلى منطقة الجزاء، بالتبادل مع سانشيز. كانت فكرة غوارديولا وقتها التحول من 4-3-3 إلى 3-4-3 كما فعلها في كلاسيكو 10 ديسمبر 2011 بالبرنابيو في الشوط الثاني، يومها كان خط الوسط يبدأ من بوسكيتس وأمامه سيسك، وبينهما كل من إنيستا وتشافي، إنها تشكيلة "الدياموند" أو جوهرة الارتكاز.

تألق بشدة فابري في هذا المكان وسجل أهدافاً بالجملة، لكن مستواه تراجع بشكل مخيف في الدور الثاني، لدرجة أجبرت مدربه على وضعه خارج التشكيلة الأساسية في المباريات الحاسمة بنهاية الموسم، وظن الجميع أن الأمر يعود إلى إصابة أو إرهاق ناتج عن نقص اللياقة البدنية، لكن استمر اللاعب على عادته، يتألق في البدايات وينهي الموسم بشكل كارثي، مع تاتا مارتينو داخل كامب نو ثم جوزيه مورينيو في تشيلسي.

أصبحت الحالة أقرب إلى المتلازمة، أن يبدأ بكل قوة مع نهايات كارثية، ليدخل الناتج في حيز "السبب البدني"، لكن الإسباني ظهر بصورة سيئة طوال الموسم الماضي، ولم يقدم أي جديد، سواء مع الزرق أو منتخب إسبانيا في يورو 2016، لدرجة أن أنطونيو كونتي حذفه من حساباته في أول مباراة لتشيلسي أمام ويستهام، ثم أشركه كبديل في دقائق الحسم أمام واتفورد هذا الأسبوع.

تقول لغة الأرقام أن مجهود سيسك الدفاعي سيئ للغاية، اللاعب يقوم بأقل من افتكاك واحد سليم بالمباراة الواحدة، يملك نسبة فشل بالعرقلة تصل إلى 63 %، بالإضافة إلى السلبية الواضحة في الكرات الهوائية والتشتيت الخلفي، كلها إحصاءات من الموسم الأخير، حقائق تؤكد صعوبة تأقلم اللاعب مع كافة الظروف المحيطة.

من الصعب على فابريغاس التألق في خطة 4-2-3-1 كصانع لعب حر، لأنه لا يدافع بطريقة مميزة، ويعتبر أقرب إلى النسخة الكلاسيكية القديمة على خطى ريكلمي وجيركوف والبقية، وحتى في طريقة كونتي الحالية 4-3-3، تتعقد الأمور عندما يكون عليه التحول باستمرار إلى الأطراف للتغطية خلف الظهيرين المتقدمة، لذلك اختار الإيطالي أوسكار عوضا عنه، لأنه يقوم بأعمال أخرى غير التسجيل أو الصناعة.

سيسك لاعب مباشر، يتحرك أكثر بطريقة عمودية، ينطلق من الخلف إلى الأمام، مع دور أقل على الأطراف، نظرا لأنه ضعيف في المراوغة 1 ضد 1، ولا تتناسب سرعته مع الصراعات القوية على الأطراف، إنه نسخة كلاسيكية للاعب الوسط الصريح، يجب أن يلعب خلف ارتكاز يحميه، ويكون أمامه مهاجم صريح لصناعة الأهداف. وتدور معظم الخطط الجديدة حول المجموعة التي تجمع بين العمق والأطراف في آن واحد، لاعب الوسط "الريشة" الأبعد ما يكون عن صاحب القميص رقم 4.

تختلف 4-3-3 الحالية عن نسختها السابقة، لأنها تتطلب نوعيات في الوسط تجيد التحول إلى الطرف، راكيتيتش مثال مع برشلونة، بالإضافة إلى النجوم الذين يمتازون بالاختراق السلس، مودريتش في الريال، إنييستا نموذج، وأسماء أخرى كرامسي وبوغبا وفيدال، وبالتالي يحتاج سيسك إلى ظروف خاصة من الصعب توافرها، كتدعيمه بثنائي دفاعي يلعب خلفه، مما يطغى على وحدة الفريق في النهاية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا