برعاية

بالمناسبـــــــــــة: على هامش تتويج إيناس البوبكري ومروى العمري في الأولمبياد: نساء بلادي «رجال ونصف»

بالمناسبـــــــــــة: على هامش تتويج إيناس البوبكري ومروى العمري في الأولمبياد: نساء بلادي «رجال ونصف»

الرهان على المرأة التونسية منذ خمسينات القرن الماضي، وحتى قبل ذلك بكثير لم يكن خيارا اعتباطيا ولا عبثيا... بل خيار وطني صائب ومدروس وهدف الى تحرير طاقات نصف المجتمع... ورمى الى تفعيل دور نصف الشعب وتمكين التونسية من تفجير ملكاتها وطاقاتها الابداعية لتسهم جنبا الى جنب مع الرجل التونسي في بناء الوطن وإعلاء رايته في كل مجالات ومناحي الحياة.

ولعل الرياضة تأتي ضمن طليعة هذه الاهتمامات حيث أسهمت مجلة الاحوال الشخصية التي كانت عصارة فكر زعيم فذ هو الزعيم الحبيب بورقيبة اسهمت في اطلاق إرادة الحرة التونسية في فضاءات العمل والفعل والإبداع... لتسجل التونسية إبداعاتها بأحرف من نور في المحافل الدولية.. كان آخرها محفل ريو في البرازيل التي تحتضن الألعاب الأولمبية... وكدأبها على مدى تاريخ البلاد وحين تنسدّ الأفق ويدب اليأس الى النفوس تنتفض المرأة التونسية لتعيد الأمل وتشحن النفوس بالإرادة وهو تماما ما فعلته إيناس البوبكري (رياضة المبارزة بالسيف) ومن بعدها مروى العمري (المصارعة) اللتان انتفضتا لتحرزا لتونس ميداليتين برنزيتين سجلتا بالمناسبة دخول تونس الى نادي الكبار. هاتان الفتاتان الرائعتان ـ وغيرهما كثير جدا من بنات تونس الرائعات ـ لم تستكينا للظروف الصعبة التي تدربتا فيها واستعدتا فيها لهذا الحدث العالمي. لم تركنا لليأس من هرولة الأضواء صوب رياضات أخرى رجالية اخذت كل شيء ولم تعط البلاد اي شيء. لم تستسلما لغياب الدعم المادي والاعلامي.. بل رفعتا راية التحدي وأعلنتا التمرد على واقع صعب مفرداته الانتقائية والتجاهل.

إيناس ومروى آمنتا بأن راية الوطن تعلو على كل شيء وأن معاني الانتماء يمكن أن تذلل كل الصعاب وتقهر المستحيل... وكان لهما ما أرادتا... ميداليتان برنزيتان كان يمكن ان تكونا من معدن الذهب أو الفضة لو أنهما حظيتا بالدعم والاهتمام اللازمين قبل الأولمبياد بسنوات...

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا