غليان بسبب المدير الفني للجامعة

غليان بسبب المدير الفني للجامعة

منذ 7 سنوات

غليان بسبب المدير الفني للجامعة

يدرك المتابعون عن كثب لنشاط الادارة الفنيّة للجامعة التونسية لكرة القدم أنّها مسلوبة الارادة ومحدودة الصّلاحيات بل «مضروبة على يدها» من قبل «المشرف الأعلى» الذي لم يستوعب مكتبه بعد أن المنطق يفرض أن يكون هذا الهيكل الجزء الأهمّ والعنصر الأقوى لتطوير الجلد المدوّر في تونس.

واختار المكتب الجامعي مؤخرا انهاء حقبة كمال القلصي بعد سنوات طويلة في الادارة الفنية التي أصبحت مخبرا للتجارب ومدرسة لتوزيع ديبلومات التدريب. وتسيطر عليها الصّبغة الادارية. و»انحرفت» بشكل رهيب عن دورها الأصلي وهو تقديم التّصورات ووضع الاستراتيجيات التي بوسعها النّهوض بالكرة التونسية ومنتخباتها الوطنية التي تاهت في الزّحام. وسقطت تباعا بالضّربة القاضية بداية بالمنتخب الأولمبي الذي تخلّف عن الألعاب الأولمبية في الملاعب البرازيلية مرورا بمنتخب بالناجي الذي لم يستطع متابعة خصمه السّينغالي بسبب «الفايس بوك» وصولا الى فريق مرسي الذي يحتاج الى شبه معجزة ليفكّ بعد أسبوع «عقدة» السّينغاليين بعد الهزيمة بثلاثية في تونس.

حاول القائمون على الادارة الفنية بكل الطرق المشروعة اعلاء كلمة هذا الهيكل وتمكينه من الصلاحيات الضّرورية ليساهم في الارتقاء بالكرة التونسية الى أعلى المراتب سواء في فترة الحكم «المشترك» للادارة بين يوسف الزواوي وكمال القلصي أو بعد «توحيدها» وتسليمها للقلصي ليشرف على التكوين والرسكلة. ويلعب دورا بارزا وأحيانا باهتا مع المنتخبات الوطنية. وبقي بيت لقمان على حاله رغم اجتهادات كمال و»نضالات» يوسف الذي واجه انتقادات كبيرة وتضييقات شديدة على رأس المنتخبات الوطنية. ولم يستطع الصّمود في وجه العاصفة رغم يقينه بأن العمل الذي قام به كان على أسس سليمة وأنّ الحصيلة العامّة ايجابية والنتيجة «المثالية» في المنتخبات الوطنية آتية.

من المعلوم أن المكتب الجامعي الحالي برئاسة الدكتور وديع الجريء بادر مؤخرا بـ»حرق» الأوراق التي تتعارض مع مصالحه. ولا تتماشى من وجهة نظره مع متطلّبات المرحلة القادمة. ونستحضر في هذا السياق على سبيل الذّكر لا الحصر التّضحية بالعضو الجامعي السابق والأستاذ أحمد كندارة ووضعه خارج انتخابات قمرت لأسباب يعرفها الجريء (وربّما بن غربية). وواجهت الرئيسة السابقة لرابطة كرة القدم النسائية فاطمة الفوراتي المصير ذاته... وتمّ كما هو معلوم دعم بعض الوجوه أثناء انتخابات الرابطات بما في ذلك «المحترفة» في نطاق سياسة «الأوراق المحروقة» وهو أمر لا ينكره أحد ولكم أن تسألوا النائب الجديد لرئيس الرابطة عادل الدعداع عن الدعم «المعنوي» الذي وجده من وديع. وأصبح القلصي بدوره من «الأوراق المحروقة». ولم يقع تجديد عقده كمشرف على الادارة الفنية للجامعة التي تتحرّك في كل الاتجاهات. ووجّهت بوصلتها لجميع الجهات من بنزرت الى بن قردان بل الى الامارات (حسب بعض المعلومات) بحثا عن خليفة جديد للقلصي «المحسود» على الفترة الطويلة التي قضّاها في جامعة «الصّمود».

أشارت بعض الأنباء الى مبادرة عدد من الفنيين بتقديم ترشحاتهم لمنصب المدير الفني للجامعة وهو مركز مغر وموقع مهمّ رغم «تهميش» صاحبه و»تقزيمه» أحيانا في ساحة رياضية تديرها شخصيات تتّسم بالنّرجسية وبعضها من «الأجسام الدّخيلة» (كتلك التي التقت الصّور التّذكارية مع بطلة تونس في الأولمبياد ايناس البوبكري). وذهبت بعض الأطراف الى مبادرة مختار التليلي بتقديم ترشحه لمنصب المدير الفني وهو نفاه المستشار والمدرب السابق للـ»نسور» جملة وتفصيلا معتبرا أنه من «العار» بعد تجربته الطويلة والثرية أن يشارك في «كاستينغ» بحضور فيلق من الفنيين الذين يعتبرهم من تلامذته في الميدان. وأكد المختار أنه من الضروري أن يقع الاختيار على شخص يتمتّع بالكفاءة العالية. ويجرّ خلفه تجارب كبيرة في الميدان. والأهم من ذلك أن يحصل على الصلاحيات اللازمة للنجاح في مهامه. وأشار الى أن نظر مكتب وديع الى الخلف ممنوع أي أنه لا مجال للتعويل مرّة أخرى كل مدربين نالوا هذا الشرف الكبير في وقت سابق.

نال المدرب القدير يوسف الزواوي شرف تدريب المنتخب. وكان حضوره قويا في الادارة الفنية للجامعة التي يحفظها عن ظهر قلب. ورشّحته بعض الأطراف لخوض تجربة جديدة في منصبه القديم بالادارة الفنية. وقد وصلنا الخبر اليقين أمس حيث تأكد لنا أن المعني بالأمر على اتصال دائم بأهل القرار حتى بعد «الانفصال» وهو أمر تفرضه مكانة الرّجل في الساحة الكروية التي يعدّ يوسف أحد «مراجعها» المعترف بها. ولم يتلق يوسف أيّ اتصال رسمي وواضح بخصوص هذا الموضوع سواء بهدف ترشيحه لتولي المنصب أو مجرّد تشريكه في المشاورات لاختيار خليفة المدير «المتخلّى عنه» القلصي. ويقدّم الزواوي رؤية واضحة بشأن الادارة الفنية التي تستمدّ حسب «فلسفته» الخاصة نفوذها من مؤهلات المشرف عليها الذي ينبغي أن يكون من أهل الذّكر أي من الفنيين وهذا فضلا عن قوة شخصيته وقدرته على العمل في انسجام وتناغم وتكامل مع بقية مكونات الادارة الفنية والمنتخبات الوطنية وهو ما حصل أثناء تجربته الأخيرة التي تمّ خلالها «تقسيم» الادارة الى فرعين. ولا يغفل الزواوي عن أهميّة الجانب الاداري في هذا الهيكل لكنه يضعه في المقام الثاني أي بعد المسائل الفنية التي تظلّ أولويات الأولويات ومربط الفرس.

مازالت جامعة كرة القدم تصرّ (مثلها مثل كلّ الجمعيات) على اتباع سياسة الضبابية بدل الشفافية خاصة عندما يتعلق الأمر بالتسميات والتعيينات. وكان المنطق - وهو عنصر غائب تماما في الكرة التونسية - يفرض أن يزيل أهل الحل والعقد الغموض عن ملف المدير الفني. ويحدّدون شروط التّرشح. ويضبطون صلاحيات هذا الهيكل. وطرح عدة فنيين معروفين هذه الاستفسارات دون الحصول على اجابات واضحة كما هو الحال بالنسبة الى المدير الفني السابق للجامعة محمود الورتاني الذي نفى مبادرة الجامعة باستشارته في الموضوع الذي يثير على الدوام تحفظات واحترازات المدرب السابق للمنتخب مراد محجوب. واعتبر مراد كما هو معلوم أن الادارة الفنية تضطلع بدور صوري في المشهد الكروي. بقي أن نشير في الختام الى بعض المعلومات تؤكد أن الدكتور حسن مالوش من المرشحين من قبل الجامعة لهذا المنصب الذي يحظى باهتمام عدة فنيين آخرين أمثال رضا الجدي والصّغير زويتة... وذلك حسب ما وقع تداوله في الكواليس وهي كما تعرفون مصيبة الكرة التونسية.

أرقام من الادارة الفنية (بين 2012 و2016)

عدد المدربين المتحصلين على ديبلوم تدريب: 1013

عدد المدربين المتحصلين على شهادة تكوين ورسكلة: 486

الخبر من المصدر