شهر الحسم | صمت وأزمة ميركاتو الريال..هل هو هدوء قبل العاصفة؟
نظرة على ميركاتو ريال مدريد مع بداية شهر الحسم
عادة ما يفاجئ النادي الملكي في كل صيف جماهيره بصفقات وازنة وخاصة بعدما عاد الرئيس "فلورونتينو بيريز" ليتولى رئاسة الفريق، فيكفي أن نعرف أنه من سنة 2009 إلى يومنا هذا قد صرف ما يقارب ال 800 مليون يورو وهو الرقم الضخم الذي يضاهي ميزانية بعض الدول الإفريقية.
لكن لحد الساعة لم يقم ريال مدريد بأي صفقة من العيار الثقيل وهو اكتفى ببعض العمليات البسيطة التي لم تكلفه جهدًا حتى في المفاوضات وذلك بخلاف إبقائه على عناصر لم يكن المدرب الفرنسي "زين الدين زيدان" يعتمد عليها خلال الموسم الماضي سوى نادرًا.
صحيح أن كونك بطلاً لدوري أبطال أوروبا هو أمر مبشر بقوة مجموعتك وتناغمها بشكل كبير، لكن في المقابل لا يجب أن تغفل عيناك على ما يدور في الساحة الأوروبية، فالأندية العملاقة تبرم تعاقدات تلو الأخرى وتنظم صفوفها بطريقة ذكية، بل هناك ثورة حقيقية في بعض الفرق وهي قد غيرت بشكل جدري من سياستها بدءً بجلب مدربين محنكين، تغيير الطاقم المشرف على التدريبات وصولاً إلى جلب مواهب وأسماء ذاع صيتها.
وعلاوة على ذلك، يجب ألا تحجب النجاحات النواقص والمشاكل المتعددة التي عانى منها الفريق والتي لولا ذكاء "زيدان"، قتالية بعض العناصر والحظ لكانت قد تسببت في فشل الموسم على مستوى الألقاب.
في التقرير المفصل التالي سنعرض عليكم نظرة شاملة عن تعاقدات الميرينجي من دخول وخروج ومن تم سنقيمها بشكل عميق ، بعد ذلك سنمر لنحلل بشكل معمق حاجيات الفريق لنخرج في النهاية بخلاصات واستنتاجات في غاية الأهمية.
نظرة عامة على ميركاتو ريال مدريد
لم يقم الريال خلال الانتقالات الصيفية الجارية سوى بصفقة شراء والأمر يتعلق بالمهاجم "ألفارو موراتا" الذي استعاده من نادي يوفنتوس مقابل 30 مليون يورو وذلك في تفعيل للبند المدرج سابقًا في عقد اللاعب.
اللوس بلانكوس استرجعوا أيضًا كلا من الظهير البرتغالي "كوينتراو" وذلك بعدما كان قد أعاره لنادي موناكو الفرنسي لموسم كامل، ومتوسط الميدان الهجومي "ماركو أسينسيو" الذي كان قد أعير منذ سنة 2014 لمايوركا وإسبانيول على التوالي.
وأخيرًا يجب ألا ننسى أنه على مستوى الطاقم الفني قد ضم "زيزو" مدربه السابق في اللياقة البدنية "أنطونيو بينتوس"، فهذا الأخير كان قد أشرف عليه في فترته رفقة يوفنتوس "1996-1998" كما أنه عمل مع العديد من الأندية الأوروبية والتي نذكر منها: مارسيليا، موناكو، أودينيزي، تشيلسي، المنتخب الروسي وليون الذي رحل عنه متوجهًا نحو العاصمة الإسبانية.
على المستوى المغادرين تخلى النادي الملكي عن "أربيلوا" الذي انضم لنادي ميلان في صفقة انتقال حر لموسم كامل مع إمكانية التمديد لسنة أخرى في الصيف المقبل ويمكننا كذلك أن نضيف الشاب "بورخا مايورال" الذي انتقل لفولفسبورج بعقد إعارة لسنة كاملة وذلك بالنظر إلى اعتماد زيدان عليه خلال بعض المناسبات والتي كان أبرزها مواجهة ليفانتي.
ولن ننسى في النهاية "لوكاس سيلفا" الذي كان معارًا لنادي مارسيليا لموسم كامل وهو الآن على أعتاب الانضمام لسبورتينج لشبونة في عقدة إعارة جديد بنفس المدة وذلك بعد أن كذب الشائعات التي كانت قد أقرت اعتزاله بسبب مشاكل صحية.
► الريال صرف 30 مليون يورو واستقبل 0 مليون يورو
جلب موراتا سيحل للميرينجي مشكلاً في غاية الأهمية، فهو في الموسم المنصرم لم يكن لديه سوى مهاجم صريح واحد "بنزيمة" وكان عند إصابته أو غيابه لسبب ما يلجأ للوكاس فاسكيز الذي هو في الأساس جناح أيمن، "خيسي" الجناح الأيسر أو حتى "كريستيانو رونالدو" الذي يصبح حينها يميل أكثر لعمق منطقة الجزاء.
الآن سيكون لزيدان بديل ممبز كسب الخبرة وتألق رفقة اليوفي سواءً محليًا أو قاريًا (الوصول لنهائي دوري الأبطال) وهو مرشح حتى للعب دور المداورة مع "بنزيمة" وخاصة في فترة الموسم المزدحمة بالمباريات.
البرتغالي "كوينتراو" وإن كان مستواه ليس بالممتاز إلا أنه دفاعيًا أفضل بعض الشيء من "مارسيلو" وسيكون بديلاً جيدًا نوعًا ما له، فعلاوة على منحه وقت راحة إضافي سيكون مهمًا في المواجهات التي سيحتاج فيها الريال لإغلاق محكم في المناطق الخلفية
بالنسبة لآسينسيو قد يكون لاعبًا موهوبًا وبإمكانيات مميزة أشاد بها حتى مدرب المنتخب الإسباني السابق "فيسنتي ديل بوسكي"، لكن من الصعب بالنسبة له
أن يجد مكانا في كتيبة ريال مدريد الحالية، فعلى غرار نهج صاحب كأس العالم سنة 1998 الذي لا يعتمد فيه على صانع ألعاب واضح (4-3-3 بكاسميرو، كروس وموردريتش أمامه ال بي بي سي" في المقدمة) هناك صانعي ألعاب "إيسكو" و"خاميس رودريجيز" وعدم خروج واحد منهما سيجعل دقائق مشاركته ضئيلة جدًا إن لم نقل معدومة.
أما أنطونيو بينتوس الخبير في اللياقة البدنية، فهو صفقة ذكية جدًا تهدف إلى تنمية الطراوة البدنية للاعبين وجعل الفريق ينسى بعض الشيء وابل الإصابات التي كانت تلاحقه خلال الموسم الماضي، فإضافة إلى "بيل وبنزيمة" اللذان كانا يرقدان بشكل متواصل في العيادة، كانت الخطوط الخلفية تتعرض لنكبات طالت حتى حارس المرمى "كيلور نافاس" وأحيانًا كان عدد الغائبين بهذا السبب يصل ل 7 أو 8 عناصر.
أربيلوا لم يكن أصلاً في حسابات النادي الملكي خلال الموسم الماضي ومع تقدمه في السن (33 سنة) كان من الأفضل له أن يرحل ليخوض تجربة قد تكون هي الاخيرة في مسيرته. في مركز الظهير الأيمن يملك ريال مدريد "داني كاربخال" وهو يتقن أدواره الدفاعية والهجومية بشكل ممتاز حتى أنه كان أفضل لاعبي الفريق خلال السنة الماضية كما أن هناك البرازيلي "دانيلو" الذي ورغم عدم إقناعه إلا أنه لا يمكن تعويضه بأربيلوا (سنتحدث أكثر عن هذا المشكل في فقرة الحاجيات).
بالمرور لمايورال، فنحن سنجد أنه شاب واعد وخروجه نحو تجربة في الدوري الألماني أمر مهم جدًا بالنسبة له، حيث سيمنحه دقائق أكثر وسيجعله يكتسب خبرة أكبر وأنا أظن أن هذه الإعارة لن تكون هي الوحيدة فقط في مسيرته، بل هو لا يزال في حاجة لسنة أو سنتين من المغامرات كي يعود للريال كلاعب قادر على فرض نفسه بين كوكبة النجوم.
وإن حللنا حالة " لوكاس سيلفا" ، فنحن سنجد أنه في الوقت الراهن يشق مرحلة مهمة من مسيرته، فما قدمه مع مارسيليا كان جيدًا نوعًا ما وعليه أن يعمل بشكل مكثف ويدأب على تقديم مستويات جيدة في مختلف مبارياته مع النادي البرتغالي.
أزمة عدم الحسم في المفاوضات وحاجيات الفريق في شهر الحسم
هل فشل ريال مدريد في المنافسة على الأسماء الوازنة في سوق الانتقالات الجارية هو بخل من "بيريز"، تردد من الإدارة أو ضعف في شخصية "زيدان"؟
♦ حتى قبل أن يبدأ الميركاتو الصيفي، ارتبط اسم الميرينجي بالعديد من الأسماء الرنانة، فمثلاً كان الريال أبرز المرشحين لضم متوسط ميدان ليستر سيتي "كانتي" ونجم اليوفي "بوجبا"، لكن الأول انتقل لتشيلسي بداعي رغبة المشاركة بشكل دائم ويكون بذلك 'بيريز" قد فرط في بديل ممتاز جدًا للبرازيلي "كاسميرو"، أما الثاني فقد فشلت المفاوضات إثر مطالبه هو وناديه الكبيرة، فقيمته السوقية قد تجاوزت ال 110 مليون يورو وهو يود راتبًا يتعدى ال 12 مليون يورو.
♦ اللوس بلانكوس كانوا قد دخلوا كذلك على الخط من أجل ضم نجم فالنسيا والمنتخب البرتغالي "أندريه جوميش" ، حيث إن كافة الصحف كانت تؤكد أن انتقاله ليس سوى مسألة وقت فقط، لكن في النهاية حصلت المفاجأة غير المتوقعة أبدًأ وهو ذهب للغريم برشلونة مبررًا ذلك بكثرة لاعبي الوسط في كتيبة "زيزو"
♦ هازارد كان هو الآخر اسمًا يهم زيدان كثيرًا، لكن الريال لم يجرأ على إغرائه والتفاوض معه بعدما أكد مرارًا رغبته في البقاء رفقة البلوز والعودة معه للتوهج كما فعل موسم 2014/2015 حين فاز بجائزة أفضل لاعب في الدوري اللإنجليزي الممتاز.
♦ آخر ما يحاول الميرينجي إقناعه بالانضمام لمجموعته هو متوسط الميدان الذي تميز رفقة الديكة خلال اليورو الأخير "موسى سيسوكو" وفي نظري حتى لواستقطبه الريال، فإنه لن يغطي أبدًأ على ضعف الإدارة وتحرك المدير الرياضي الفاشل، حيث إن فريق اللاعب نيوكاسل يوناتيد قد هبط لدوري الدرجة الأولى والتفاوض معه سهل مقارنة مع أسماء أخرى.
بعد سد ثغرة بدلاء رأس الحربة والظهير الأيمن كما ذكرنا أعلاه، بات النادي الملكي في حاجة ماسة لمتوسط ميدان دفاعي ليكون سندًا وخليفة مميزة لكاسميرو على أرضية الميدان.
