برعاية

سيميوني لا يعرف اليأس..القائد الذي جعل الأتليتي أشبه بالجيوش

سيميوني لا يعرف اليأس..القائد الذي جعل الأتليتي أشبه بالجيوش

"خسارة نهائي دوري الأبطال في ميلانو كانت بمثابة حالة وفاة، والتخلص منها جاء عن طريق فترة حداد صعبة وطويلة". بهذه الكلمات الدرامية وصف دييغو سيميوني الأجواء داخل قلعة الكالديرون، بعد الهزيمة أمام ريال مدريد بركلات الجزاء في آخر مباريات الشامبيونزليغ في الموسم الماضي. ليؤكد الأقاويل التي تحدثت عن تفكيره جدياً في الرحيل بعيداً عن الليغا، لكن عدة أمور جعلته يتراجع ويقرر مواصلة التحدي.

ارتبط الشولو بتدريب منتخب بلاده بعد استقالة تاتا مارتينو، اللاعب السابق للمنتخب الأول، لم ينس أبداً مسيرته الطويلة مع بلاد الفضة، لكن عدم استقرار الأمور داخل الاتحاد الأرجنتيني، والمشاكل العميقة التي صاحبت خسارة راقصي التانغو أمام شيلي في نهائي كوبا أميركا، بالإضافة إلى القرار الصادم باعتزال ميسي، كلها أمور أجبرت سيميوني على التفكير ألف مرة قبل الموافقة، ليتخذ قراره النهائي بالاستمرار.

اجتمع دييغو مع إدارة الأتليتي، وتحدث معهم بكل صراحة حول ما ينقص الفريق من أجل الفوز بالبطولات، بعد خسارة الدوري والكأس وذات الأذنين في النسخة الماضية. حقق أتليتكو مدريد لقب لاليغا في 2014 على حساب برشلونة والريال، ووصل إلى نهائي البطولة الأوروبية مرتين في آخر ثلاث سنوات، لكنه أضاع كل شيء في اللحظات الحاسمة.

من الصعب جداً الرهان على تحقيق الشامبيونزليغ، هناك مؤشرات معقدة تدخل في الحسبة، وتفاصيل صغيرة تنهي الصراع لصالح جانب على حساب آخر، والدليل ما حدث في ميلانو، أتليتكو أقصى المرشح الأوفر حظاً برشلونة، ثم صعد على حساب بايرن الرهيب، لكن غريزمان أضاع ضربة جزاء، خلال التسعين دقيقة، وركلة خوانفران أهدت كلمة الحسم لرونالدو، هكذا هي الأسباب التي تحرمك من فوز وتعطيه لغيرك، أحياناً يكون مستحيلاً التحكم فيها!

أنهى الروخيبلانكوس عدة صفقات مهمة هذا الصيف، ليس الغرض منها ضمان فوز ببطولة ما، ولكنها مهمة من أجل استمرارية الأداء البطولي للفريق، وبكل تأكيد لضمان بقاء المدرب لفترة أخرى طويلة. فكرة القدم لعبة تدور حول العملية وليس النتيجة، بمعنى أن النتائج غير قابلة أبداً للتوقع الكامل، ولكن كل مدرب يجتهد قدر استطاعته حتى يوفر لفريقه أرضاً خصبة للنجاح، وهذا ما يجيده بشدة الشولو.

اللاعب الصغير جزء لا يتجزأ من مشروع أتليتكو، لذلك تعاقد النادي مع أسماء شابة مثل الكولومبي رفائيل سانتوس، المهاجم القادم من ديبورتيفو كالي، والذي سيستفيد منه المشروع في كونه ورقة رابحة على الدكة، أو إعارته لنادٍ آخر حتى نضجه، مثله مثل البرتغالي دييغو جوتا لاعب باكوس فيريرا السارق، جناح شاب يجيد تسجيل الأهداف وصناعة الفرص.

تحتاج المنافسة في السوق إلى إرادة حديدية، ليدخل الأتليتي بكامل قوته في صفقة غاميرو، ويجلب مهاجم إشبيلية الرائع إلى صفوفه، لاعب كبير ومن أفضل مهاجمي البطولة الإسبانية، ويستطيع تسجيل الأهداف من أي مكان، رفقة الأرجنتيني القادم من بنفيكا نيكولاس غايتان، اللاعب الدولي المميز على الخط، سواء مع بنفيكا أو منتخب بلاده.

يعتبر أتليتكو مدريد من أذكى وأرقى فرق القرن في النواحي الدفاعية، إنه فريق يجيد بشدة التحكم في الفراغات، ويعرف كيف يغلق كافة الطرق أمام مرماه، مع تضييق الملعب أمام منافسه، وقلب الهجمة في لحظة من الحالة الدفاعية إلى نظيرتها الهجومية، مستخدماً أقل عدد من التمريرات، ومعتمداً على صبغة اللعب العمودي المباشر بروح كرة أميركا اللاتينية.

وحتى يستطيع دييغو تطبيق كامل أفكاره، فإنه يحتاج دائماً إلى نوعية خاصة جداً من اللاعبين، خصوصاً في الحالة الدفاعية. يبحث في أغلب الوقت على مدافع قوي وسريع، يجيد بشدة التعامل مع الكرات الهوائية، ويستطيع ملء كافة مراكز الرباعي الخلفي، حتى يستخدمه ضد أي منافس، وبالتالي لم يشعر كثيرون بغياب غودين في بعض مباريات الموسم، نتيجة جاهزية لوكاس فيرنانديز وسافيتش.

يعاني فريق الشولو بعض الشيء على الأطراف، ويشارك الثنائي فيليبي لويس وخوانفران في مباريات عديدة، حتى نجحت الإدارة في جلب صفقة رائعة، سيمي فرسالجكو مدافع ساسولو وكرواتيا، ظهير أيمن مثالي، يدافع بشكل رائع، ويقدم الإضافة المرجوة هجومياً، مع تمتعه بحس التمركز المثالي الذي يضمن له اللعب كمدافع إضافي في بعض المباريات. عندما يفتش سيميوني عن مدافع جديد، فإنه يعود إلى الأصول، وينادي فقط على سكان الكالتشيو، الدوري الذي قدم للمستديرة أعظم المدافعين على مر التاريخ.

وضعت صحيفة "فور فور تو" البريطانية، وهي بالمناسبة واحدة من أفضل المراجع المختصة بالأمور التكتيكية والتقنية في عالم اللعبة، قائمة بأفضل 50 مدرباً في عام 2016، ليأتي دييغو سيميوني في صدارة الترتيب، الشولو رقم 1 قبل الفيلسوف بيب غوارديولا، صاحب المركز الثاني، ليصفه الكاتب أنه قدم للأتليتي ما قدمه ستيف جوبز لعائلة آبل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا