برعاية

يرفضه الجميع..بالوتيلي معاناة الطفولة والتبني وصولاً لكرة القدم

يرفضه الجميع..بالوتيلي معاناة الطفولة والتبني وصولاً لكرة القدم

قاسية هي كرة القدم في بعض الأحيان، لكنها من دون شك لا تعترف إلا بالجهد، والعمل والتعب. هي مثال عن التمرين المتواصل والانتظام والالتزام، لكن في بعض الأحيان يتأسف عشاق الساحرة المستديرة على ضياع بعض المواهب، التي وصلت للقمة وبعدها اختفت، على غرار ما حصل مع النجم البرازيلي، أدريانو، الذي كان في الماضي أحد نجوم الشباك الأوائل، قبل أن يصبح حالياً عضواً في عصابات خطرة في أحياء ريو دي جانيرو البرازيلية.

اليوم الحديث سيكون عن لاعب آخر، معروف عالمياً بعقليته وعدم التزامه، إنه ماريو بالوتيلي، الذي يعاني في الفترة الحالية الأمرّين. قصته باتت تحزن أعداءه، حتى أن مدرب نادي بشكيتاش التركي، سينول غانيز، رفضه قائلاً: "بالوتيلي ليس ضمن خططي، كما أن نظرتي إليه ليست إيجابية البتة".

قصة ماريو مجبولة ربما مع المعاناة، فهو الذي ولد في جزيرة صقلية في باليرمو كابن لمهاجرين من غانا. انتقلت عائلته بعدها لمحافظة بريشيا، وفي عام 1993 وحين كان في الثالثة من عمره، خرج بالو من كنف الوالدين، لأنهما لم يكونا قادرين على دفع احتياجات الرعاية الصحية، ووضع في حضانة عائلة "بالوتيلي" التي حمل لقبها منذ ذلك الوقت. تبناه فرانشيسكو بالوتيري وزوجته سيلفيا.

عاش ماريو في بلدة كونكتزيو في شمال إيطاليا. كان يقضي الوقت مع والديه بالتبني في أيام الأسبوع، ثم يذهب إلى رؤية والديه الأصليين في نهاية الأسبوع، وفي وقت لاحق وبعدما تعوّد على عائلة "بالوتيلي" لم يعد يفارق المكان واعتمد لقبها، قبل أن يحصل على الجنسية الإيطالية في العام 2008، وقال حينها: "أنا إيطالي، أشعر بأنني إيطالي، وسألعب دائماً مع المنتخب الإيطالي الأول".

ويقول والد باولي الأصلي، الغاني باروا: "لقد كان يلعب لساعات طويلة تحت المطر. عندما كان ينافس الأطفال كان يتفوق عليهم بسهولة حتى أن صديقي أطلق لقب سوبر ماريو، لكنه لم يتذكرنا يوماً، لا في عيد الميلاد أو أعياد أخرى، هو ليس ذلك الطفل الذي كنت أعرفه. يضحك ويمازح الجميع دائماً، كان يعاني في السابق لكنه كان جيداً".

حتى أن الوالد فكر جيداً قبل تركه يذهب، وبعد فترة حاول استعادته لكنه لم يقدر، لأن عائلة "بالوتيلي" كانت تمتلك المال وعينت محامياً، فكان ماريو يكبر بعيداً عن أهله الأصليين، وربما الأمر الأصعب على أهله هو حين اختار ترك كنيته الأصلية باروا، ويومها لم يَدْعُ بالو والديه الأصليين إلى حفلة حصوله على الجنسية الإيطالية. الوالد يردد دائماً: "لا أريد منه شيئاً، نحن لم نترك ماريو، أنظروا إلى صورنا سوياً".

هذه التفاصيل الصغيرة من سيرة المعاناة الخاصة به كفيلة لتشرح لنا وتبين بعض أسباب معاناة "سوبر ماريو" الذي يحلم دائماً بالنجاح، لكنه يغوص في الكثير من الأحيان في المشاكل، فبعد انضمامه إلى نادي إنتر ميلان في السابق، ظهرت مزاجيته وحدّة طبعه ولم يقدر على إثبات موهبته وفرض نفسه أساسياً، حتى حين انضم إلى مانشستر سيتي، بقي كما كان، لا يتحمل كلام الخصوم، أو انتقادات أحد، فعاد إلى بلده وكان الحل في الميلان.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا