برعاية

(كتاب رونالدو 16) هتافات ميسي وصافرات الاستهجان ويورو 2012

(كتاب رونالدو 16) هتافات ميسي وصافرات الاستهجان ويورو 2012

في موسم 2011-2012 عيّن الفرنسي زين الدين زيدان مديرا للكرة خلفا لخورخي فالدانو. قرر قادة الفريق تشابي ألونسو وإيكر كاسياس وألبارو أربيلوا وسرخيو راموس طلب الاجتماع مع "زيزو". كانت هناك شكاوى عالقة بخصوص كريستيانو من الموسم السابق.

لم يتفهموا لماذا كان يرفض الدفاع ولماذا لم يعمل بالقوة الكافية بل واعتقد بعضهم أن الفريق يلعب بصورة سيئة بسببه. مورينيو جعل وظيفة الجميع هي خلق مساحة لكريستيانو. الكل حافظ على طاقة كريستيانو. الكل مرر لكريستيانو لكي يسجل الأهداف.

يقول أحد العقول اللامعة في كرة القدم أن جودة ريال مدريد لا تقبل الهزيمة إذا كان هناك 11 لاعبا يستطيعون الدفاع، إذا ما انخفض هذا الرقم إلى عشرة فربما يمكنهم الفوز بشيء ما ولكن لن تكون هناك استمرارية، إذا ما تراجع العدد إلى تسعة فلن يفوزوا بأي شيء.

طالب الإسبان بأن يتحمل رونالدو مهام دفاعية وأن يعامل بمثل طريقتهم. فسر مساعدو مورينيو هذا الأمر على أساس أنه غيرة، فيما قال أحد مسؤولي النادي لهم "يا رجال عليكم أن تتحملوا رونالدو، ألا ترون بأنه من يفوز لكم بالمباريات"، ولكن لم يشعر قادة الفريق بأنهم يجب أن يخصصوا حياتهم من أجل رونالدو في تلك الفترة.

كان كل شيء يمنع رونالدو من الاستمتاع بكرة القدم وفي دوري الأبطال أثناء مواجهة دينامو زغرب ازداد غضبه وحنقه بسبب هتافات "ميسي ميسي ميسي!" التي أطلقتها الجماهير، هذا بخلاف السباب الذي كان دائماً ما يتعرض له في أغلب الملاعب باستثناء البرنابيو.

خلال المنعطف الأخير من المباراة تعرض لتدخل قوي تسبب في إصابته بجرح في الكاحل. هكذا طفح الكيل. جورجي مينديش كان يعلم أن رونالدو سيتحدث بتهور بعد المباراة لذا طلب من أوسكار رابيوت المسؤول الإعلامي للفريق عدم السماح له بالحديث مع وسائل الإعلام وهو في هذه الحالة، بل اتصل بالمدير العام خوسيه أنخل سانشيز ولكن لم يتمكن أحد من إيقاف ما كان قادماً.

"الحكم؟ كان فظيعاً. هذه فضيحة".. كان هذا هو أول تصريحاته. لم يشعر بأنه محمي سواء من الحكام أو أي شخص آخر، هذا بخلاف كونه هدفا لهتافات جماهير الخصوم. حينما سأله الصحافيون في المنطقة المختلطة عن مسألة الهتافات ضده أجاب "من الطبيعي أن يحدث هذا. أنا ثري ووسيم ولاعب عظيم. من الطبيعي أن يشعر بعضهم بالغيرة. لا أجد تفسيراً آخر".

هذا صحيح. هذه هي طبيعة البشر ولكن لا يمكن أن تقول هذا علانية. يمكن أن تقول هذا ولكن بطريقة أخرى. بعد هذه التصريحات تحول رونالدو من ضحية إلى مذنب، بشكل غطى على الجزء الثاني في تصريحاته "قبل المباريات يقول الحكام إنهم سيحمون أصحاب المهارات ولكن حينما ألعب لا أتعرض لأي حماية على الإطلاق. لا يمكنك أن تلمس بعض اللاعبين في الوقت الذي يجب عليك فيه تلقي الضربة تلو الأخرى. أنا لا أفهم هذا حقا. لا أفهمه".

وجه مورينيو اللوم للقسم الإعلامي بالنادي لفشلهم في منع اللاعب من الحديث ولأنهم لم يمارسوا سلطتهم لإيقاف الأمر. أدرك رونالدو لاحقاً أنه لم يكن يجب عليه الإدلاء بهذه التصريحات بهذه الطريقة، ولكن مينديش أخبر النادي بأن هناك شؤوناً "يجب التعامل معها".

كان رونالدو ووكيله يؤمنان بأن النادي لم يفعل ما هو كافٍ لحمايته والاعتناء به سواء في الملعب أو الإعلام. كانت ردود أفعاله تتعرض للحكم عليها بقسوة، بل وربما أكثر من المواقف التي تسببها. كان الحديث عن خروجه عن النص حال حدوثه أكثر من الحديث بخصوص مستواه وتألقه.

رؤية النادي للموضوع كانت مختلفة، حيث يقول خوسيه أنخل سانشيز للصحافي ماريو توريخون في الكتاب الذي ألفه الأخير حول حياة رونالدو "الأمور تكون صعبة حينما تنتقل من بلد لآخر. الثقافة تختلف والبيئة العاطفية استغرقت وقتا من كريستيانو لكي يتأقلم على الأمر. في إنكلترا لم يكن مضطرا بهذه الصورة لإثبات عظمته وتمكن من إقناع الجميع. في إسبانيا كان يجب عليه إثبات هذا بصورة مستمرة؛ لأن الشكوك هنا شبه يومية، وفي مرة بدا مرهقا من كل شيء.

على الرغم من التغييرات المحدودة التي طرأت على الفريق (فابيو كوينتراو ونوري شاهين وخوسيه كاييخون وحميد ألتينتوب ورفائيل فاران)، أو ربما بسبب كونها محدودة، فإن ريال مدريد واصل التطور الذي أظهره في الموسم السابق. حيث اختار مورينيو استخدام أسلوب مختلف أمام برشلونة في كأس السوبر الإسباني قبل بداية الموسم، عبر إضافة الكثير من الكثافة وخط دفاع متقدم.

على الرغم من خسارة لقب كأس السوبر إلا أن ريال مدريد خاض أول كلاسيكو في الليغا خلال ديسمبر/ كانون الأول متقدماً في النقاط والأهداف على برشلونة. تقدم الريال مبكرا بعد مرور 22 ثانية وكانت الأمور تبدو مثالية ولكن انتهى الأمر بالخسارة بثلاثة أهداف لواحد.

هذا هو ما كتبته صحيفة (أس) الرياضية حول أداء كل من ميسي ورونالدو في تلك المباراة "إذا ما نظرنا للمعركة بين ميسي ورونالدو فإن المقارنة لا يمكن أن تكون متماسكة. لم يقدم البرتغالي شيئا يمكن أن تتحدث الصحافة عنه. ظهر مرة أخرى مهووسا بمحاولة فعل كل شيء وحده. هيمن القلق ورغبة حسم الكلاسيكو عليه في كل حركة. أهدر فرصتين محققتين. لم يكن قادرا على الظهور بالشكل المناسب. ميسي على الجانب الآخر صنع الفارق مجددا".

في أول مباراة على البرنابيو بعد الهزيمة أمام مالاغا في كأس الملك فاز الريال بثلاثة أهداف لاثنين دون أن يسجل رونالدو ونال اللاعب نصيبه من صافرات الاستهجان. لاحقا أمام غرناطة في الليغا فاز الريال بخمسة أهداف لواحد وسجل كريستيانو الخامس، ولكنه تعرض مجددا لصافرات استهجان. وجدت الجماهير ضالتها في تحميل مسؤولية الهزيمة لصفقة بلغت قيمتها 94 مليون يورو، بدلا من التفكير في أن هذه الخسارة كانت ربما من أفضل فريق في التاريخ.

في نوفمبر/ تشرين الثاني حصل رونالدو على الحذاء الذهبي للمرة الثانية وقال حينها "إذا كان الرب لا يجعل الجميع يحبونه، فيكف يمكنني أنا القيام بهذا؟"، بل وأضاف "من الأفضل أن ألعب في نفس الوقت مع ميسي. أنا أحب المنافسة. بهذه الطريقة يمكننا معرفة من هو الأفضل".

توجه كريستيانو لحفل الكرة الذهبية في يناير/ كانون الثاني 2012 حيث فاز بها ميسي للمرة الثالثة على التوالي. مرة أخرى شاهد رونالدو نفسه يخسر أمام الأرجنتيني، ولكنه أكمل موسمه بشكل رائع وسجل في المباريات الهامة أمام أتلتيكو وإشبيلية وأثلتيك بلباو.

أول فوز في كامب نو

في الجولة الـ35 من الموسم زار ريال مدريد ملعب كامب نو. كانت النتيجة التعادل بهدف لمثله ولكن كريستيانو تمكن من تسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 72 واحتفل عبر مطالبة جمهور كامب نو الهدوء بيديه. حصل رونالدو أخيرا على ثلاثة نقاط من كامب نو وهو شيء لم يفعله ريال مدريد طوال أربع سنوات. أصبح لقب الليغا قريبا للغاية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا