برعاية

عام على تولي السويح تدريب الترجي: الأداء يشغل المدرّب والجمهور يريد كلّ الألقاب

عام على تولي السويح تدريب الترجي: الأداء يشغل المدرّب والجمهور يريد كلّ الألقاب

نال عمّار السويح ثقة الترجيين في شهر أوت 2015 ما يعني حسابيا أنّه يستعدّ لـ «الاحتفال» بمرور عام على الحصول على هذا الشّرف العظيم وبهذا الصّمود الكبير الذي لم يسبقه إليه أسلافه على غرار المثير للجدل «أنيقو» و»فيلسوف» البرتغال «دي مورايس» ومن قبلهما بن يحيى و»ديسابر» و»كرول» وجميعهم لم يقاوموا رياح التغيير. ولم يحافظوا على مواقعهم إلاّ لفترة وجيزة.

وتسلّم السويح الأمانة. وكانت بحجم الجبال بحكم أنّ فريق «الدّم والذّهب» عاش هزّات عنيفة وخيبات محليّة وقاريّة كبيرة وغير مسبوقة قبل وصول عمّار إلى «باب سويقة». ونجح النادي في عهده في استعادة الثّقة المفقودة واسترجاع الهيبة المهدورة ومداواة الجراح الغائرة. وأقام الأفراح. وإكتسح الجار ذهابا وإيّابا. وترشّح الترجي إلى الدّور ربع النهائي للكأس. وتبدو الحظوظ وافرة والأحلام بلا حدود في هذه المسابقة خاصّة إذا أزاح من طريقه «ليتوال» يوم 16 أوت القادم في أولمبي سوسة بقيادة السويح الذي له قصّة طويلة ومعروفة مع «الأميرة». ولم تخف هذه النّجاحات والانتصارات «الغصرات» التي عرفها الترجي مع السويح وأيضا الثّغرات البارزة والتي يتصدّرها دون شكّ غياب الإقناع وهو الهاجس الأكبر في الحديقة.

بعد أن أسدل السّتار على البطولة، أجرى الفريق تقييما شاملا للنتائج المسجّلة والأهداف المحقّقة. وتمّ الإجماع غلى ضرورة تجديد الثّقة في السويح وتمديد إقامته بعد موسم كان عنوانه الأكبر والأبرز الإصلاح والقتال من أجل الرّجوع إلى رابطة الأبطال الإفريقية وهو ما نجح عمّار في تحقيقه بعد أن أنهى فريقه السباق في المركز الثّاني خلف النّجم وأمام «السي .آس .آس». وإستفاد المدرب من رغبة أهل الدار في تكريس مبدأ الإستمرارية في الجمعية وهذا فضلا عن نجاح النادي في تحقيق جزء لا يستهان به من الأهداف المرسومة ومنها الترشح إلى رابطة الأبطال والمنافسة على الكأس وأيضا الطّابع الهجومي الممّيز الذي أظهره النادي الذي لم يتأثّر كثيرا بالخروج من كأس الـ»كاف» بصفة مبكّرة في ظلّ التركيز الكبير على الاصلاح والبناء والرّغبة في الإعداد للنّسخة القادمة من رابطة الأبطال.

سجّل الترجي خلال الموسم المنقضي 60 هدفا أي أن «الماكينة» الصّفراء والحمراء دارت بمعدل هدفين في البطولة المحليّة. وتصدّر بذلك فريق «الدّم والذّهب» الجمعيات الأكثر تهديفا ولكن هذا لا يعني أن الهجوم بلغ أعلى درجات الكمال بل أنّه في حاجة إلى المحافظة مستقبلا على النّسق ذاته مع السّعي الدائم إلى التّطوير والتّنويع. ولا شكّ في أنّ عنصرا مثل الخنيسي يشعر في قرارة نفسه بالتقصير بعد أن سبقه لاعب له صبغة دفاعيّة في الأصل إلى لقب الهدّافين. وإكتفى طه بمعانقة الشّباك في 12 مناسبة (منها أربع ضربات جزاء) في حين أنه يملك كل المؤهلات الضّرورية ليصبح أكثر فاعليّة. ويتعاقد مع الشّباك بصفة دوريّة مستفيدا من توجيهات مدرّبه وحاسته التهديفية القويّة. ويتوفّر هذا الشرط في زميله الجويني المطالب بالتحلي بتركيز عال وتقديم أداء ممتاز ينهي به «اللّغز» المحيّر حول العجز في الارتقاء إلى مستوى التطلعات. كما أن السويح سيعالج الضّعف الفادح في الدفاع حيث تلقت الشباك الترجية 21 هدفا في البطولة. وتبدو الآمال كبيرة على المنتدب الجديد الفرجاني ساسي ليمنح منطقة الوسط التوازن المنشود دفاعا وهجوما بعد أن تمّ وضع الراحل حسين الراقد في قفص الاتّهام بحكم أنّه كان من المساهمين في «تعطيل» عمل لاعبي هذه المنطقة الاستراتيجية.

لكلّ فني فلسفته التدريبية وقناعاته الفنيّة شرط أن تتماشى خياراته مع إمكانات اللاعبين. وتراعي خصوصيات المنافسين. وتتغيّر حسب التّطورات الحاصلة في المقابلات. والحقيقة أن خطط السويح مع الترجي تتّسم من الناحية النظرية بمرونة كبيرة ومصادق عليه من قبل أشهر المنتخبات والدّوريات. ويراهن عمّار كما هو معلوم على رباعي في الدفاع بالاضافة إلى عنصرين في الوسط وثلاثة لاعبين في الوسط الهجومي (من ضمنهم صانع ألعاب) وأمامهم مهاجم (4-2-3-1). ولا اختلاف حول نجاعة هذا التكتيك في الهجوم. ولا جدال أيضا بخصوص النقائص التي يتضمّنها وهو ما أكدته الصعوبات الكبيرة في عدد من اللقاءات حتّى وإن تعلق الأمر بمواجهات داخل الديار وأمام الـ»صغار». كما أن الخلل كان جليا في وسط الميدان. وكان العجز واضحا في صناعة اللّعب. ومن هذا المنطلق، فإن تعديل الأوتار ضروري ولو إقتصر الأمر على ما يسميّه الفنيون «التنشيط» الهجومي.

من المؤكد أن نجاح الخيارات الفنية للمدرب والتوفيق في تحقيق أحلام «المكشخين» لن يكون رهن التحويرات التكتيكية وإنما ينبغي أن تقترن هذه التعديلات بأداء كبير للاعبين في كل المراكز. ونخصّ بالذكر الركائز واللاعبين المفاتيح أمثال بن شريفية والذوادي والمباركي وشمّام والفرجاني وبقير والخنيسي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا