برعاية

بهدوء: سوسة ونيس ضد الارهاب

بهدوء: سوسة ونيس ضد الارهاب

قد يتسبّب الجلد المنفوخ في نشوب «حروب» كرويّة والتورّط في معارك كلاميّة كما حصل بين السّلفادور وهندوراس أو مصر وشقيقتها الجزائر. وقد تعيش الجماهير الرياضيّة مشاهد عبثيّة ومخزية فيها الضّرب والرّعب والتّرهيب كما حصل في النّسخة الأخيرة من بطولتنا المحليّة التي سالت في بعض مقابلاتها الدّماء. وذبحت خلالها الرّوح الرياضية من الوريد إلى الوريد.

هذه الانحرافات الخطيرة والتجاوزات الكبيرة قد تجعل كلّ محبّ لكرة القدم وملقّح من التّعصب الأعمى يلعن المتسبّب في هذه الفوضى التي لا صلة لها بالقيم الأصلية للرياضة التي تجمع ولا تفرّق. وتصنع الأفراح. وتكرّس الاختلاف والتّسامح. وتساعد على التحابب والتعارف. وتدعم جهود السّلام. وتقاوم الارهاب الموجّه ضدّ الانسانية والذي لا دين ولا وطن له. وقد تجسّم هذا الأمر على أرض الواقع خلال مشاركة نجم الخضراء في النسخة الماضية من كأس الكنفدرالية عندما سار أبناء فوزي البنزرتي على الشوك. وأقاموا الأفراح واللّيالي الملاح. وقبضوا على «الأميرة» الافريقية رغم أن سوسة كانت تنزف دما. وتنفجر غضبا بعد الجريمة الارهابية التي تعرّضت لها جوهرة السّاحل والتي سبقتها محاولة جبانة وفاشلة لتصفية رئيس الجمعيّة رضا شرف الدين. وشاءت الأقدار أن يكون النّجم اليوم من المساهمين مرّة أخرى في جهود السّلام من حيث لا يعلم. وحكمت لعبة الأقدار أن يفتح أولمبي سوسة أبوابه لخصم قادم من مدينة نيس الفرنسية وهي منطقة ساحلية وقبلة سياحيّة. وداستها مؤخرا أقدام الهمجية.

وكلّ هذه الصّفات الجمالية والخصائص الطبيعية متوفّرة في سوسة. وكلّ تلك المشاهد المفزعة التي عاشتها نيس إكتوى بها من قبل «السّواحلية». ومن هذا المنطلق، فإنّ المواجهة الودية التي ستجمع اليوم بين بطل تونس ونيس لن تكون مجرّد مباراة احتفالية تلبس خلالها سوسة حلّة الفرح بإستضافة أحد الأندية الأوربية وحصول «النّجمة السّاحلية» على البطولة المحلية العاشرة بل أن اللّقاء يحمل في طيّاته العديد من الإشارات الرّمزية نختزلها في وقوف التونسيين والفرنسيين وجميع أنصار الحياة ودعاة السّلام في وجه خفافيش الظّلام والمجرمين والإرهابيين الذين لا يملكون دينا قد يعيدهم إلى رشدهم ولا وطنا قد يأويهم.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا