برعاية

في الصّميـــــــــم : خمسة دروس وعبر من فينال الأورو بين فرنسا والبرتغال

في الصّميـــــــــم : خمسة دروس وعبر من فينال الأورو بين فرنسا والبرتغال

سمّاها العرب القدامى أرض البرتقال. واقترنت في أذهان البعض بـ»ثورة القرنفل» التي حدثت في سبعينات القرن الماضي. ويعرفها جمهور الجلد المدّور وهو ما يهمّنا من خلال العملاق الراحل أوزيبيو والسبيشال وان مورينهو وصاروخ ماديرا رونالدو... وغيرهم من الفنيين واللاعبين الأفذاذ أمثال فيغو وريكوستا وباويلتا وريكاردو كارفالهو.

ويفاخر العرب المعاصرون وبصفة خاصّة الأشقاء في بلد المليون ونصف المليون شهيد بذلك الهدف الخرافي والعالمي الذي سجّله رابح ماجر في الثمانينات في نهائي رابطة أبطال أوروبا بقميص بورتو وهو أحد العمالقة في هذه الدّولة السّعيدة بإنجازها الكروي العظيم.

والمقصود بكلامنا ليس سوى البرتغال التي جلست ليلة أمس الأوّل على عرش أوروبا للمرّة الأولى في تاريخها وذلك بعد أن تفوّقت على صاحب الأرض والجمهور.

ويمكن أن تستخلص جملة من الدروس والعبر بعد أن خلفت البرتغال الإسبان على عرش الكرة الأوروبية.

- أكد فينال «الأورو» بين فرنسا والبرتغال من جديد أنّ الخطاف الواحد لا يصنع الرّبيع وأنّ غياب النجم الفريد عن فريقه أو منتخبه قد لا يمنع بقية زملائه من تحقيق الهدف المأمول. وكانت الصدمة كبيرة في صفوف البرتغاليين لحظة استسلام القائد والهداف والنجم والملهم رونالدو للأوجاع ومغادرته للميدان باكيا متحسرا على ترك رفاقه في تلك المعركة الكروية التي كان من المفترض أن يكون كريستيانو بطلها الأكبر. وخشي البرتغاليون أن يطاردهم النحس. ويخسرا اللّقب تماما كما حصل في نهائي 2004 أمام اليونان غير أن الفريق كسب الرهان بأعصاب من حديد. والحقيقة أنها ليست المرة الأولى التي يخسر فيها منتخب ما نجمه الأول في الدور النهائي. ويفوز مع ذلك باللقب. وحصل هذا الأمر في المحطة النهائية للمونديال عام 1962 حيث تخلّف الأسطورة بيليه عن تشكيلة البرازيل لدواع صحية. واستطاع منتخب «الصّامبا» أن يتوج بالكأس.

- توّج المنتخب البرتغالي ببطولة أوروبا للأمم بفضل هدف البديل «إيدار». واكتوت فرنسا بذلك من أحد اللاعبين الذين ينشطون في بطولتها (إيدار يلعب مع ليل). وخسرت فرنسا بسلاح كانت قد رفعت بفضله اللقب ذاته في 2000 بعد الهدف الذهبي للاعب البديل آنذاك تريزيغي في شباك الطليان. ويحسب هذا «الكوتشينغ» الناجح لمدرب البرتغال فرناندو سانتوس الذي تعامل بشكل جيد مع اللّقاء رغم خروج لاعب من الوزن الثقيل وهو رونالدو بسبب الاصابة. ولا شكّ في أن نجاح عنصر بديل في حسم الزعامة الأوروبية يثبت للمرّة الألف أن العبرة ليست باللعب في التشكيلة الأساسية أو لمدّة طويلة وإنّما العبرة بالنتيجة والفاعلية. واشتهر عدّة لاعبين بدلاء أجانب وعرب بنجاعتهم نستحضر منهم جدو مع منتخب مصر.

- استهلّ منتخب البرتغال المشوار في نهائيات الأولى بثلاثة تعادلات. وعبر إلى المرحلة الثانية من ثقب إبرة بما أنه ترشّح كصاحب أفضل مركز ثالث في المجموعات. ولم يقدم زملاء رونالد أداء كبيرا قد يجعلهم في صدارة المرشحين للظفر بالتاج الأوروبي أو يظهر أنهم يستحقون فعلا اسم برازيل أوروبا بالنظر إلى تقاليدهم العريقة في صناعة اللّعب والفرجة والكمّ الهائل من اللاعبين الموهوبين. واستطاعوا مع ذلك بلوغ النهائي وخطف اللقب من الفرنسيين في باريس بالذات. ولا تعدّ هذه الواقعية البرتغالية بالأمر الجديد على الكرة الأوروبية. ويكفي أن نستحضر على سبيل الذكر لا الحصر منتخب اليونان الذي فجّر أكبر المفاجآت في 2004. وأحرز بطولة أمم أوروبا في تلك الفترة على حساب البرتغال. وكانت جميع الانتصارات «الاغريقية» آنذاك بالحدّ الأدنى المطلوب.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا