برعاية

«الميركاتو» التونسي ينطلق:الانتدابات تقليد أعمى و«لو بـالكمبيالات»

«الميركاتو» التونسي ينطلق:الانتدابات تقليد أعمى و«لو بـالكمبيالات»

فتحت أمس أبواب سوق الانتقالات الصّيفية التي ستتواصل حتّى منتصف سبتمبر القادم. وبدأت الجمعيات في ابرام الصّفقات الرّسمية وتفعيل العقود المبدئية كلّ حسب الامكانات المتاحة وقوّة العلاقات الثّنائية بين الأطراف المعنية.

وتتحرّك «لجان الصّفقات» في كلّ الاتجاهات للظّفر بـ»العصافير النّادرة». وتنشط الحملات التسويقية. ويتزايد الحديث عن العروض الحقيقية منها وأيضا «الوهميّة». وترصد الأندية الثريّة المليارات للسّيطرة على سوق الانتقالات الصّيفية والخروج بصيد وفير. وتستقطب الجمعيات «الفقيرة» - التي تمثّل الغالبية - عشرات المغمورين و»المطرودين» و»المخضرمين» والشبّان بأبخس الأثمان أوعبر الإعارة أوأيضا في شكل «مقايضة».

هل أنّ شراء اللاعبين في بطولتنا المحلية ضرورة أم أنّه تقليد تتّبعه الجمعيات التونسية صيفا شتاء وفي كامل فصول السّنة (من خلال المفاوضات والعقود المبدئية)؟ كلّ الوقائع تؤكد أن أنديتنا تنزل بثقلها في سوق الانتقالات من أجل الظّفر بالتعزيزات اللاّزمة وسدّ الشّغورات البارزة وفي سبيل تلبية رغبات المحبين و»اسكات» غضبهم أحيانا والاستجابة لطلبات الفنيين. كما أنّها تصرّ على المشاركة في الصّفقات حتّى وإن لم تكن في حاجة إلى الانتدابات. ولا تسمح امكاناتها المادية بذلك. ولجأت عدّة جمعيات في السابق إلى التوقيع على «كمبيالات» لتأهيل الوافدين وحفظ حقوق الدائنين (بعد أن كانت ممنوعة من الانتدابات) وهو ما يقيم الدّليل على أن «الميركاتو» في تونس ضرورة أحيانا و»موضة» في أغلب الأحيان.

عادة ما تتورّط جمعياتنا الـ»كبيرة» والـ»صّغيرة» في صفقات مغشوشة بسبب السياسات المغلوطة في ملف الانتدابات وعدم مراعاة الوضعية المالية الكارثية للكرة التونسية والاصرار على استنزاف العملة عبر التعاقدات الخارجية ولكن ذلك لا يخفي مطلقا المظاهر الايجابية للـ»ميركاتو» منها إتاحة فرص التشغيل للاعبين العاطلين عن العمل وانعاش خزائن الأندية الـ»صّغيرة» التي تكوّن وتبيع المواهب الكروية لتعيش منها. وتدافع عن حقّها في الحياة. وتساهم هذه السّوق في قلب أوضاع عدّة عناصر مغمورين ومحرومين. وتجعلهم من المشاهير بعد أن ترتفع أسهمهم في بورصة اللاعبين. ويستقطبهم الـ»كبار» مقابل الملايين. كما يمثّل «الميركاتو» فرصة ذهبية لوكلاء اللاعبين (حوالي 36 وسيطا معترفا بهم) للحصول على نصيب جيّد من حركة التّنقلات الدّاخلية والخارجيّة.

انشغلت عدّة جمعيات بفضّ مشاكلها الادارية والمالية والاعداد لجلساتها الانتخابية والحسم في هويّة الفنيين الذين سيقودون سفنها. ويدافعون عن أحلام محبيها. ولم يمنع الانشغال الكبير للأندية بإعادة ترتيب بيتها الداخلي من توجيه بوصلة اهتمامها لسوق اللاعبين. وقطعت عدّة جمعيات أشواطا كبيرة في هذا الموضوع خاصّة أن المفاوضات انطلقت قبل البداية الرسمية للـ»ميركاتو». ومن المفترض أن تنشط السوق أكثر في ظلّ الكمّ الهائل من اللاعبين المطلوبين محليا و»دوليا أمثال قائد «السي .آس .آس» وهداف البطولة علي معلول والظّهير الأيمن للـ»بنزرتية» حمزة المثلوثي. وينسحب الأمر ذاته على ثلّة من زملائه في الفريق على غرار «مبيغي» وكشك. وتشمل قائمة اللاّعبين المرغوب في خدماتهم مدافع القوافل فخرالدين الجزيري ونجم «الستيدة» أحمد حسني والنّجم الصّاعد في «ليتوال» حمدي النقاز ولاعب حمّام الأنف عمر زكري... ومازال الغموض يلفّ مستقبل عدة نجوم منهم اليعقوبي والراقد والمحيرصي في الترجي وحسين ناتر مع الافريقي...

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا